عاشت تبحث عن السعادة وآخر أفلامها فى مهرجان القاهرة

سمير فريد الإثنين 24-03-2014 20:10

نشر الزميل الناقد محمد رضا فى صفحته الأسبوعية المتميزة فى «الشرق الأوسط» العربية التى تصدر فى لندن أن المخرجة التشيكية فيرا كيتيلوف توفيت فى 12 مارس الحالى، وهى من أعلام السينما الأوروبية المعاصرة، وكانت من بين نحو 200 مخرج، قمت باختيارهم فى كتابى عن أهم مخرجى دول الاتحاد الأوروبى فى تاريخ السينما، والذى صدر عام 2005.

فى تقديرى أن أهم عقد فى تاريخ السينما منذ اختراع السينما الناطقة كان عقد ستينيات القرن العشرين الميلادى الماضى، فالسينما بعده لم تعد كما كانت قبله، وكان ذلك بسبب موجات التجديد التى اجتاحت أوروبا شرقاً وغرباً ووصلت إلى أمريكا والبرازيل واليابان وإيران، وكان من الممكن أن تصل إلى مصر التى ظلت سينماها متكافئة مع السينما العالمية حتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات لولا ظروف لا مجال للتفصيل فيها فى هذا المقام.

ومن أهم موجات التجديد فى العقد المذكور، السينما التشيكوسلوفاكية الجديدة عندما كانت الجمهورية التشيكية دولة واحدة مع دولة سلوفاكيا، وهى الحركة التى أصدر عنها محمد خان كتاباً بالإنجليزية فى لندن، وقد شاهدنا فى القاهرة أهم أفلام هذه الحركة لسبب سياسى بحت، إذ علت أصوات بعد هزيمة 1967 تطالب بمنع الأفلام الأمريكية وعرض أفلام روسيا والدول الشيوعية الأخرى فى شرق أوروبا، وأرسلت إلى القاهرة عشرات الأفلام فور خروجها من المعامل، ومنها أفلام منعت من العرض فى بلادها عندما عرضت على أجهزة الرقابة فيها! وكانت الأفلام الروسية تعرض فى السوق، ولكن لم يتم عرض أى فيلم من شرق أوروبا إلا فى نوادى السينما وعلى رأسها نادى سينما القاهرة الذى كان أكبر ناد للسينما فى العالم، وأكرر فى العالم بأعضاء وصل عددهم إلى خمسة آلاف عضو وأكثر.

وكان من حظى أن قدمت فيلم «زهرات اللؤلؤ» الذى أخرجته كيتيلوف عام 1966 فى نادى سينما القاهرة، وكان عملاً مدهشاً وفريداً ولايزال، وقد أخرجت الفنانة الكبيرة التى ولدت عام 1929 وتخرجت فى معهد «فامو» الشهير فى براج عام 1962 - الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة والطويلة منذ عام 1959 وهى طالبة، وأخرجت أول أفلامها الروائية الطويلة «عن شىء مختلف» عام 1963، وعرض فيلمها الأخير «لحظات البحث عن السعادة» فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2006 بحضورها، ولا غرابة فى ذلك والمدير الفنى للمهرجان آنذاك كان الزميل والصديق العزيز يوسف شريف رزق الله من جيل نقاد الستينيات الذين يعرفون قيمة كيتيلوف جيداً.

samirmfarid@hotmail.com