يطل قصر عباس حلمى باشا، الذى لم يكتمل وأصبح أطلالا وذكرى لرحلة علاج خديوية لم تكتمل، على مدينة سانت كاترين من أعلى جبالها فى مكان شاهق يتطلب الصعود إليه 5 ساعات متواصلة من التسلق لصعود الجبل، الذى يصفه أهالى المدينة بـ«جبل النار» بسبب مشقة الصعود إلى قمته.
ذلك القصر الواقع فى طقس ومكان فريد على مستوى العالم نصح الأطباء عباس حلمى بالعيش فيه، لما يتميز به المكان من طقس جاف دون رطوبة، بعد إصابته بالمرض ما جعله يمهد طريق جبل موسى ويبنى مساكن للعمال العاملين بالقصر.
لكن لم يمهل القدر عباس حلمى لاستكمال قصره ليقيم به ليصبح حتى الآن أطلالا لرحلة علاج لم تكتمل.
وعن قصة القصر، يقول سليمان الجبالى، الخبير فى شؤون دير سانت كاترين، من قبيلة الجبالية، إن القصر بنيت له أسوار عالية ودهاليز وحجرات كثيرة، وأن العمل به توقف عام 1854 عقب وفاة عباس باشا فى العام نفسه.
وأضاف أن عباس باشا، اهتم بتمهيد الطرق الواصلة بالمدينة، لربطها بقصره أعلى الجبل، لمسافة 5 كيلو مترات كما مهد طريق جبل موسى وسانت كاترين، وشجع البدو على الزراعة فى الوديان.
وأوضح «الجبالى»: «فى الشتاء وأوقات السيول تتساقط الأحجار وتغلق الطريق المؤدى لقصر عباس حلمى ومزارع البدو ولا تتدخل الجهات المسؤولة حتى يقوم البدو بفتح الطريق مرة أخرى».
وقال أسامة صالح، مدير منطقة آثار سانت كاترين، إن قصر عباس حلمى، بنى فى منطقة فريدة تشاهد منها جبال سانت كاترين، ومزارع النباتات النادرة، وأن السياح يقدمون إلى المنطقة، ويقيمون فى مخيماتها للاستمتاع بطبيعة المكان الخلابة.
وأضاف: «تم إجراء أعمال حفر فى منطقة مساكن العمال، واكتشاف عملات معدنية للملكة فيكتوريا تعود إلى عام 1340، إلى جانب اكتشاف فرن للطوب الحرارى فى منطقة العجل الذهبى كان يستخدم فى حرق الطوب، الذى كان يستخدم فى بناء القصر، بالإضافة إلى دنانير من الذهب ومعصرة للنبيذ».
وطالب أهالى سانت كاترين باستخدام قصر عباس حلمى، الذى وصفوه بأنه «مسحور»، بسبب طبيعة المنطقة المبنى عليها، للسياحة العلاجية وتنميتها، موضحين أن المنطقة مناسبة لعلاج أمراض الربو والتنفس والقلب، وتحتوى على نباتات طبية نادرة. وقال مختار محمد حسين، من أهالى سانت كاترين: «المصريون لا يعرفون قيمة المنطقة علاجيا ويجهلون كيفية الوصول إليها، والدولة للأسف لا تهتم بإقامة مصحات علاجية للمرضى بتلك المنطقة لتنشيط السياحة العلاجية».