جمال حشمت: حكم العسكر أفسد أجيالًا.. والمشكلة ليست في عودة مرسي (حوار)

كتب: بسام رمضان السبت 22-03-2014 09:42

قال الدكتور جمال حشمت، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، ومجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن إدارة الحزب والجماعة تخضع للموجودين خارج السجن، وإن عمليات القبض على القيادت أثرت على الإدارة بشكل كبير.

وأوضح «حشمت»، في حوار لـ«المصري اليوم» أجري عبر «البريد الإلكتروني»، أنه يتنقل بين عدة بلدان، وسيعود عندما تسترد مصر «مسارها الديمقراطي»، حسب تعبيره.

وطرح «حشمت» رؤية للخروج من الأزمة قائلًا: «يجب وقف كل أعمال العنف في شوارع مصر، والإفراج عن كل المعتقلين بغير وجه حق، وتسليم كل من شارك في قتل المصريين إلى محاكمة ناجزة واستعادة المسار الديمقراطي في إطار مشروع سياسي جامع لا يستبعد أحدًا، وابتعاد كل من تصدر المشهد بدءًا من 3 يوليو 2013».

* تعرضت صفحتك للقرصنة وبثت خبرًا عن مقتلك ما تعليقك؟

- حدث فعلًا، ولا أستبعد عمل الأجهزة الأمنية وبعض النشطاء اليساريين مثل الناصريين كما حدث على الصفحة الرسمية ووضع صورة عبد الناصر وذئب.

* أين تقيم في الفترة الحالية؟

- ليس لي مكان ثابت للإقامة، وحركتي حسب الاحتياج في الحركة ضد «الانقلاب العسكري في مصر»، والعودة إن شاء الله عندما نسترد مصر مرة أخرى للمسار الديمقراطي، والقصاص لشهدائنا.

* من يدير حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين في الفترة الحالية؟

- الإدارة تتم بالموجود خارج السجون حيث تم القبض على معظم أعضاء الجمعية العمومية والهيئة العليا والمكتب التنفيذي ونفس الشيء على من تبقى من مكتب الإرشاد ومجلس شورى الإخوان.

* ما تأثير ضبط قيادات الحرية والعدالة وإعلان الإخوان «إرهابية» على نشاط الحزب؟

- عمليات القبض أثرت على الإدارة وغيبت القيادات داخل الحزب، أما إعلان الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية فهو مبرر للقضاء على الكتلة الصلبة في المعارضة المصرية مما يسهل المناخ للعسكر للانفراد بالحياة السياسية بعد إقصاء عرائس المعارضة التي دعمها بالملايين كما اعترف بذلك اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري مؤخرًا.

* وما استراتيجية الحزب والجماعة للتعامل مع المشهد الحالي؟

- تجميع صفوف الثوار الحقيقيين ووحدة هدفهم لإنهاء سرقة مصر.

*هل هناك تواصل مع المتظاهرين في الداخل؟

- أعتقد أن هناك تواصلا معلوماتيا لكن الإدارة الميدانية تعتمد على الشباب بشكل رئيسي.

* هل توجد مفاوضات مع السلطة الحالية؟

- الطرف الانقلابي عسكري أمني لا مبادرات عنده ولا يقتنع إلا بالقوة والعنف لإنهاء معارضيه وهذا ما تمت ممارسته طوال أكثر من 60 عامًا وهو ليس بجديد، فلا أفقا سياسيا لديهم سوى الإذعان خوفا من القصاص بعد كل ما حدث للمصريين منذ الانقلاب العسكري، وأعتقد أن أحدًا من الشعب المصري الحر الذي يأبى الضيم لن يتفاوض مع قاتل منتهك للحريات سافك لدماء المصريين قامع للرأي المعارض، والنفق الذى أدخل الانقلابيون أنفسهم فيه أزمة كبيرة ترجمتها قرارات خائبة وتصريحات غير موفقة وسياسات تمييزية ستعجل بسقوط الانقلاب الذي فشل في إقامة كيان لمصر يُحترم على مستوى العالم.

* هل يقبل الحزب بالتنازل عن عودة محمد مرسي للحكم؟

- ليست المشكلة في عودة مرسي فهو رمز الإرادة الشعبية، ولابد من عودته ابتداءً لكن كيف وإلى متى هذا سيتخذ فيه قرارًا قريبًا إن شاء الله، ولن نشارك في انتخابات قامت على قاعدة الانقلاب فهي باطلة، ولن نمنحها قبلة الحياة أو نستدرج لأي مشاركة على قاعدة هذا الانقلاب.

* ما موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة؟

- يبلوها ويشربوا ميتها هناك شعب حر في الشارع مازال يقدم كل يوم وقودا لثورته ولعودة شرعيته واستعادة مساره الديمقراطي الحقيقي.

* ما رأيك في انسحاب خالد علي وسامي عنان وعبد المنعم أبو الفتوح من خوض انتخابات الرئاسة؟

- من يقبل اللعب في الممنوع يتحمل نتائج الضحك عليه والسخرية منه لقد كان موقفنا واضحا لكن الكارهين لنا والذين أيدوا الانقلاب وتعاملوا مع رموزه المدنية المحترقة لم يصدقونا عندما قلنا لهم من أول يوم ستدور الدوائر عليكم، وهؤلاء لن يسمحوا لأحد بمزاحمتهم فقد أدوا الدور المطلوب منهم وجار تصفيتهم هذا هو خطاب العسكر لهم الآن.

* هل هناك تأثير على موقف قطر من دعمكم؟

- الموقف القطري متفق مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل منها، وأدوارها السياسية الأخيرة توضح ذلك دون أي طلبات هكذا مع قضية الشعب الفلسطيني، واليوم مع المصريين ويمارسون العمل السياسي بحكمة أكثر من دول أكبر أنفقت أموال المسلمين على قتل المسلمين وإفشال كل حكم إسلامي، وتمكين أعداء الأمة من رقاب المسلمين، وانظر إلى ما حدث في أفغانستان والعراق ومالي وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وتونس واليمن وليبيا ومصر.

* ما رؤيتك لإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية في السعودية؟

- بيان الإخوان المسلمين كان عاقلًا وكافيًا في هذا الشأن أرجو الرجوع إليه، ورغم أنه ليس هناك تاريخ يؤيد ذلك أو مبررات تقنع الشعب السعودي نفسه بذلك إلا أنهم تسرعوا، لأن الإخوان يشاركون في الحياة السياسية في البحرين والكويت والأردن وليبيا وتونس واليمن والمغرب والجزائر.


* كيف تخدم قضيتكم من خلال تواجدك بالخارج؟

- القضايا تتزايد على حجم الجرائم التي ترتكب يوميًا، والحراك الحقوقي والقضائي يعمل في جد والتمثيل السياسي والبرلماني لمن كان في السلطة والبرلمان يتحرك نحو الأفضل بقدر ما يرتكب يوميا من جرائم في حق الشعب المصري في الداخل.

* وما تقييمك لتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان حول فض اعتصامي رابعة والنهضة؟

- هو تقرير مزور ممن عادوا الإخوان وجهروا بعدائهم وجاء بهم الانقلاب ليبيضوا وجهه بعد كل ما ارتكب من مجازر في حق الشعب، وهو باطل، والحديث عنه مضيعة للوقت.

* ما أبرز أخطاء الجماعة خلال فترة حكمها؟

- إذا تكلمنا على الإخوان بصفة عامة فهم أحسنوا الظن كثيرا فيمن لا يستحق، وتحالفوا مع من يعرفون تاريخهم الخياني، وتواصلوا مع الأجهزة الأمنية التي كانت سببا في ثورة 25 يناير، وكان يجب مصارحة الشعب سريعًا بما تم اكتشافه من مؤامرات لكي يحظى الموقف الدستوري القانوني بزخم ثوري يسمح لمحمد مرسي بالمزيد من الإجراءات رغم أنه اتخذ بعضا منها في الإعلان الدستوري الذي هاجمه كثيرون بغير وعي فقد كان تغيير النائب العام مطلبًا ثوريًا وعندما تم تحركت أطراف المؤامرة لتشويه صورة الرئيس والأمثلة كثيرة لكن الدرس تم استيعابه والثورة الآن تتحرك في طريق معالجة كل الأخطاء التي وقع فيها الثوار الحقيقيون من 11 فبراير 2011.

* لو عادت الجماعة للحكم مرة أخرى فما موقفها من الجيش وباقي مؤسسات الدولة؟

- حكم العسكر أفسد أجيالًا وأطاح بآمال تحققت في بلدان بدأت نهضتها مع مصر وسلبت ثروات الوطن لقلة وأهانت الإنسان وأطاحت بكرامته، ولابد أن نعي الدرس ويتحرك الجيش الوطني الحقيقي الذي لم تتلوث يداه بدماء المصريين بعيدًا عن السياسة وقصور الحكم ويترك ذلك للشعب، وإذا كان تراجع حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان خطوة أو اثنتين للخلف سيحقق الإجماع الوطني والديمقراطية التشاركية فلا مانع عندنا من ذلك لأن مصر لن يبنيها إلا كل أبنائها دون إقصاء أو عنف كما يحدث الآن.

* ما رؤيتك للخروج من الأزمة الراهنة؟

- يجب وقف كل أعمال العنف في شوارع مصر، والإفراج عن كل المعتقلين بغير وجه حق، وتسليم كل من شارك في قتل المصريين إلى محاكمة ناجزة واستعادة المسار الديمقراطي في إطار مشروع سياسي جامع لا يستبعد أحدًا، وابتعاد كل من تصدر المشهد بدءًا من 3 يوليو 2013.