مدحت صالح: أحترم البرادعى لكننا نريد شخصاً يقول «لا»

السبت 26-06-2010 00:00

بعد غياب سنوات اكتفى خلالها بالمشاركة فى حفلات محدودة فى الأوبرا وغناء تترات المسلسلات.. يعود مدحت صالح ببرنامجين، أحدهما يعرض فى رمضان، إلى جانب مشاركته غادة عبدالرازق بطولة مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، كما يجهز مشروعا غنائيا فى الفترة المقبلة. صالح تحدث فى هذا الحوارعن الغياب والعودة بعد شائعة اعتزاله وتفرغه لترتيل القرآن.

■ أين أنت من سوق الغناء فى الفترة الأخيرة؟

- حالى هو حال كل المطربين المتميزين الذين اكتفوا بطرح ألبومين خلال السنوات الخمس الماضية، لأن حق المنتج يضيع بسبب القرصنة وعدم استقرار الصناعة، وهناك منتجون تفرغوا للتسويق فقط مقابل نسبة معينة متخلين عن الإنتاج وهو عملهم الأصلى. وقد هربت من هذه الحالة بامتلاك ستديو متكامل أعتبره جزءا من منزلى وكيانى، حتى لا يتحكم أى منتج فى، وألتمس العذر لكثير من المطربين الذين يعانون من الإحباط بسبب عدم توافر الإمكانيات، لأنه إذا فكر مطرب فى الإنتاج لنفسه مرة يتوب بعدها، ولابد من حل لاستمرار الإنتاج من خلال المحافظة على حقوق المنتج.

■ لكنك عوضت الغياب عن سوق الكاسيت بغناء تترات المسلسلات؟

- أداء التترات صعب بعكس ما يتصور البعض، وهناك فرق كبير فى التعبير عن الحالة الفنية التى يتطلبها المسلسل والأغنية التى يحاول المطرب مع الشاعر صنع حالة خاصة بها.

■ ما رأيك فى تقديم الأغنيات «السنجل» التى لجأ إليها البعض للهرب من أزمة الإنتاج؟

- هى موضة، فالمنتج أصبح غير قادر على الإنفاق على الأغانى فى ألبوم كامل، وإذا صور أغنية من الألبوم لا يصور الثانية، كما أن المسألة مرتبطة باقتصاديات المطرب أحيانا، فإذا قدمها على نفقته الخاصة مرتين فى العام مثلا، فهل يستمر فى هذا؟.. أعتقد أن ذلك مستحيل.

■ تتحدث عن أزمة إنتاج الألبومات وهناك مطربون يصورون كليبات بمليون دولار؟

- لا يوجد مطرب يكلف نفسه. المنتج هو الأساس، والتصوير فى الخارج أقل تكلفة عنه فى مصر، كما أن الأرقام التى يتحدث عنها البعض «مجرد كلام» وغير حقيقية.

■ هل دفعك ركود سوق الغناء إلى تقديم البرامج؟

- لا يوجد ارتباط بينهما خاصة أننى سأقدم برنامجين فى التليفزيون المصرى، الأول يعرض فى رمضان ويتناول تاريخ الفن الشعبى من أسوان إلى الإسكندرية، والثانى الذى أحبه وأنتظره هو تاريخ الأغنية السياسية، ويعرض بداية أكتوبر المقبل احتفالا بالنصر العظيم، والبرنامجان إعداد محمد العسيرى، وقد تبنى وزير الإعلام فكرتيهما.

■ تردد أنك رشحت ابنك أدهم لدويتو معك فى رمضان؟

- أول من رشحه للعمل معى فى تترات رمضان عمار الشريعى، وقد اكتشفت بأنه تعلم الغناء بمفرده وأخفى عنى ذلك 4 سنوات، لكن والدته أخبرتنى أنه يجيد الغناء. وعندما واجهته غنى لى أغنية قديمة هى «بحلم على قدى»، وكان محرجا جدا حين غنى أمامى لأول مرة، ووجدت أن الجينات «بتنط» أمامى وكأننى اتسخطت ورجعت من أول السطر، وقد نجح فى اختبارات الإذاعة وله أغنية تذاع أكثر من أغنياتى.

■ ما الموقف بالنسبة لمسلسل «توفيق الدقن» الذى كنت تنوى تقديم شخصيته؟

- لا أعلم شيئا عنه خاصة أننى اعتزلت تقديم مسلسلات السير الذاتية منذ أن شتمونى فى «السندريلا» عندما قدمت شخصية عبدالحليم حافظ.

■ لماذا لم تقدم أغنية تتحدث عن الوضع الراهن فى فلسطين؟

- لا أمانع فى هذا، لكن الظروف التى تمر بها فلسطين تمنعنى من تقديم أغنيات، وأشعر بأن دورى الآن هو تقديم مساعدات إنسانية إلى أهلها المحاصرين.

■ هل موقفك هذا له علاقة بأزمة اتهامك بالتطبيع عندما أحييت حفلا قبل سنوات فى فلسطين؟

- الموضوع عدي، وأكثر شخص وقع عليه ضرر هو أنا وإخواننا الفلسطينيون، لأن الموقف الذى اتخذ ضدى أخاف كل الزملاء من السفر إلى فلسطين، ورد الفعل كان عنيفا وغير عقلانى من الإعلام المصرى تجاهى، لكن موقفى لم يتغير.

■ كم مرة غنيت فى فلسطين؟

- ذهبت إلى هناك مرتين، الأولى للغناء فى عيد الأضحى واعتبرنى الفلسطينيون بطلا، ولم يكن الهدف من وجودى الطبل والزمر والترفيه، بل أردت تحقيق حلم القومية العربية الذى تربيت عليه.. لكننى صدمت، ولم أخف أو أهتم بمهاترات الإعلام الذى اتهمنى بالغناء لليهود من أجل حفنة دولارات.

 والحفلة الثانية كانت فى افتتاح الفضائية الفلسطينية وكانت معى مديحة يسرى ويسرا وغنيت بـ«الحطة» الفلسطينية التى أهدتها لى «سها» زوجة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومازلت أحتفظ بها، وأعتقد أن الناس نسوا الحفلة الأولى بسبب الثانية، لكننى لم أنس أن الأولى كانت أهم لأننى كنت ذاهبا للناس وليس من أجل القناة الفضائية، لكن الإعلام شتمنى وقتها وسألنى أحد الصحفيين: «كيف تطأ قدماك الأراضى الإسرائيلية؟«. وهو سؤال مستفز جدا، كأننى ذهبت للحصول على الجنسية ورجعت، رغم أننى رفضت الحصول على الختم الإسرائيلى أثناء العبور من معبر رفح وغضب الإسرائيليون وأصابهم الحزن لانهم يحبون المصريين.

■ كيف يحبون المصريين؟

- حين توجهت إلى السوق هناك وجدت بعض الألبومات المصرية مثل «السهرة تحلى» منقسمة إلى جزأين: أربع أغنيات لى مثلها لمطرب إسرائيلى، وكذلك فى ألبومى «عنوان بيتنا» لعلى الحجار و«سلامات» لنادية مصطفى، وهم- الإسرائيليون- يحبوننا بدرجة كبيرة لأنهم فى الأصل «ولاد عمنا»، لكن هذا ليس مبررا أن أتعامل معهم وأخسر أمتى، والعرب وصلوا إلى مرحلة صمت سخيف وشجب فقط، وفكرة لم الشمل العربى أصبحت صعبة، وقد سجلت لهذا السبب أغنية تقول «ما تقولش الحلم عربى.. لأ قول الوهم عربى.. ما تقولش ضميرنا عربي.. إيه فاضل فينا عربى.. أهو كله كلام أمانى.. لا يجيب ولا يودّى.. كله كلام ملوش معانى.. ولا عمره ما يهدى.. قول على الحِلْم السلام»، ومنذ سجلت الأغنية لم أستطع عرضها ولا أعرف السبب، والمسؤولون فى التليفزيون المصرى يضعونها فى الأدراج. كذلك أغنية «مسلم ومسيحى» التى سجلتها أيضا.

■ لماذا أنت بعيد عن الحياة العامة وما تشهده مصر حاليا من أحداث سياسية؟

- من قال هذا؟. أنا أتابع السياسة جيدا ونفسى أسمع مرة واحد من أعضاء مجلس الشعب يرفع يده ويقول «غير موافق».

■ كيف إذن تقيم ظاهرة البرادعى؟

- أحترم الدكتور البرادعى جدا، وأعتقد أن الرئيس مبارك يُكِنّ له كل احترام، وإلا لماذا كرمه من قبل؟. الناس فكروا فيما قاله وتحول لديهم إلى حلم، لكن يبقى السؤال: أين الموقف الحقيقى؟ نريد شخصا له هيبة ويقول «لا»، مع أن مشكلة المعارضة فى مصر أنهم «لائيون»، لكنهم مع الأسف لا يطرحون حلولا، والبرادعى عندما جاء إلى المصريين تحدث عن أشياء موجودة وليست جديدة، لكن من يجرؤ أن يعبر عنها ويترجم ما يدور داخل الناس!

■ إذا ترشح كل من جمال مبارك والبرادعى للرئاسة.. فأيهما تختار؟

- عمرى فى حياتى ما انتخبت ولا يمكن أن أنتخب إلا عندما أشعر أن الناس راضية عن الانتخابات.

■ ما رأيك فى المظاهرات التى تنطلق أمام مجلس الشعب؟

- لو كنا ربيناهم من البداية على التعبير عن مطالبهم فى مظاهرات سلمية من خلال اللافتات لكان ممكنا قبول هذه الأوضاع بشكل عادى، لكن من زمان هناك قمع، ومن يخرج للمطالبة بحقه فكأنه يحاول قلب نظام الحكم.

■ هل تعتقد أن المرحلة المقبلة فى الغناء ستكون لها ضحايا؟

- ضحاياها هم الذين انتعشوا فى المرحلة الحالية.

■ هناك مطربون يطورون أنفسهم باستمرار مثل عمرو دياب؟

- التطوير والمتابعة مهمان، لكن هناك أشخاصا من جيلى لهم ثقل عند الجمهور، وأنا إنسان غير سطحى لا فى الغناء ولا فى الحب ولا فى تربية أولادى، وأبحث عن الشىء الذى أستفيد منه وأحب أن أنصت جيدا فى كل حياتى، لذا أحب لقاء الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مثلا كل يوم جمعة.