الرضاعة الطبيعية تُساعد على توطيد العلاقة بين الأم ورضيعها

كتب: أ.ش.أ الجمعة 21-03-2014 13:48

أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن التدخل المبكر لتطوير العلاقة بين الأم وأطفالها يبدأ قبل الولادة خلال فترة الحمل وبعدها وخلال سنوات عمره الأولى، التي يجب أن يتمتع فيها بالرضاعة الطبيعية.

وقال «بدران»، إن أثر الرضاعة الطبيعية على الطفل لا يقتصر فقط في حصوله على الغذاء المناسب والآمن من الأم، لكنه يمتد إلى توطيد العلاقة بين الأم ورضيعها، مشيرًا إلى أنه عند مقارنة أطفال الرضاعة الطبيعية بأطفال الرضاعة الصناعية تبين أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيًا يميلون إلى التعلق بأمهاتهم وثيابها أكثر من غيرهم حتى في الأشهر الأولى من عمرهم، وذلك لوجود مركبات طيارة يستنشقها الطفل خلال رضاعته الطبيعية فيقبل على لبن الأم ومعرفتها والتعلق بها دون غيرها.

وأضاف أن الأم خلال فترة الحمل وما بعد الولادة تتكون رائحتها من 5 مواد يستطيع الوليد التعرف عليها، مؤكدًا أنه لإنجاح عملية الرضاعة الطبيعية، خاصة لدى الأطفال المبتسرين والأم لأول مرة، يمكن وضع لبن الأم بالقرب من أنف الوليد لشمه لفترات قصيرة عدة مرات يوميًا، مما يزيد من نجاح عملية الرضاعة الطبيعية وقدرة الوليد على تقبل وامتصاص وبلع لبن الأم.

وحذّر «بدران» الأمهات من الانشغال عن أطفالهم بمتابعة البرامج التليفزيونية أو التحدث في المحمول أثناء إرضاع وليدها، موضحًا أن هذا الانشغال يؤدي إلى شعور الرضيع بالإهمال والتوتر نتيجة لكسر التواصل العيني بين الأم ورضيعها، والذي يعد من أهم العوامل التي تُعمّق العلاقة بين الطرفين وتجعل الوليد يتمتع بالغذاء.

وبين أن التلامس الجلدي المبكر بين الأم ومولودها، كما أكدت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، يعتبر علامة فارقة لبرمجة سليمة لوظائف أعضاء جسم الوليد وسلوكه، منوهًا بأن هذا التلامس يزيد من نجاح عملية الرضاعة الطبيعية ويشعر الوليد بسعادة ويرفع مناعته ويحافظ على ثبات درجة حرارة جسمه ومعدلات ضربات قلبه وتنفسه ويمنحه جرعة هائلة من البكتيريا الصديقة تضاهي نفس أنواع البكتيريا الصديقة للأم.

وأكد «بدران» أن الحضن الدافئ، خاصة بعد الولادة مباشرة وأثناء عملية الرضاعة، يكسب الطفل مظلة من الهدوء والطمأنينة التي تمتد إلى سنوات عمره الأولى فيشعر بالأمان والدفء والثقة بالنفس، كما يقلل من توتره ويساعده على النوم.