ندوة: خطر شح المياه والطاقة ضاعف من حالة التخوف من المستقبل في مصر

كتب: بوابة الاخبار الخميس 20-03-2014 18:29

قالت الدكتورة أماني عيسوي، وكيل وزارة التنمية الإدارية، إن الزحام السكاني في مصر يضاعف من حالة الخوف من المستقبل، وبالتالي يتعين على أي سياسة خلق أجواء لطمأنة الجماهير على مستقبلها، وأضافت، خلال مائدة مستديرة نظمتها لجنة علوم الإدارة بمقر المجلس الأعلى للثقافة، أن خطر شح المياه الحتمل وشح الطاقة أضافا إلى مخاوف المواطنين من الغد المزيد والمزيد.

وأشارت إلى وجوب فتح الباب أمام المرأة لتولي المناصب في البلاد، وفتح أدوار رئيسية لها في الدولة والمجتمع المدني كأحد المداخل المهمة، لتصويب الأوضاع القيمية والاقتصادية والاجتماعية لها.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سقا عاشور، مقرر لجنة علوم الإدارة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الخبراء المصريين، لم يتعرضوا بعد لقضية تأثير التحولات القيمية الثقافية في مصر، وبصفة خاصة في السنوات الأخيرة، على الإدارة العامة وإدارة الأعمال، وأضاف أن الروح الإيجابية التي ظهرت بعد يناير 2011، بعد إزاحة النظام السابق في 2011، سرعان ما تلاشت لتفسح المجال لانفلات واسع على كل الأصعدة، خاصة مع ظهور المظاهرات الفئوية، وخرق القانون، مما فاجأ المجتمع نفسه، وأظهر ما كان كامنا تحت الغطاء، من الجوانب السلبية في الشخصية المصرية، التي تراكمت عبر العقود الماضية.

وطالب «عاشور» بإدارة وطنية ونزيهة في كل موقع، وتوفير تكافؤ الفرص، وزيادة إنتاجية العمل، وأن تكون فكرة القيادة بالإنجاز، ويتعين القيام بأنماط جديدة من القيادة، وتقديم نجاحات ملموسة بشكل مستمر، واستعادة ثقة الناس في المؤسسات الخدمية والاقتصادية.

وأكد أن أسلوب الإدارة الراهن غير مستعد للتعامل مع هذه المتغيرات، وأن من على قمته، بمن في ذلك بعض من الوزراء وكبار قادة المؤسسات، عاجزون عن إيجاد آليات مبتكرة لإدارة الغضب، وترويض الميل للعنف، وأضاف أن نمط الإدارة في القطاع الخاص، أيضا، لم يكن جاهزا، للتصدي لمثل هذا التحول.

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي، عبدالقادر شعيب، إن هناك استهدافا واضحا لكيان المجتمع المصري حاليا، وللدولة الوطنية المصرية، ما يمكن أن نسميه الجيل الرابع أو الخامس من الحروب، والذي يعمل على تغيير القيم في المجتمع، ونسف الجذور الحضارية والثقافية، وبناء تفاعلات تزيد من عمليات التصادم الاجتماعي، لكنه استدرك بالقول، بأنه لا يجب أن نتسرع في رصد ما يجري من تغييرات عاصفة في الوقت الراهن، فمنها ما قد يختفى باختفاء الظروف التي صنعته.

وأشار إلى أن هناك حالة عامة في مصر، من عدم القبول بأي سلطة، أو أي قانون، وهناك غضب دائم، ونفاد صبر، مناقض ما عرفناه عن أنفسنا كشعب صبور، وفقدان احترام للكبار، وشك الجميع للجميع، وغياب الرضا في أي موقع، وأكد «شعيب» أن ثمة عوامل إيجابية ستبقى، منها رفض الظلم وعدم تقديس الحاكم.

وأكد الدكتور شريف حافظ، الخبير الاقتصادي، أن كثيرا من الشباب الذين يتمتعون بالذكاء والحيوية الاحتجاجية، لا يريدون المشاركة في الإدارة وتحمل المسؤولية، ويتطلب ذلك علاجا سريعا له، وأضاف أن كل مواطن في دولة مثل الدنمارك، عضو فاعل في ثلاث مؤسسات، والمعنى أنه يجب تسريع وتيرة تنظيم الشباب والمجتمع كله، حتى يتطور أداء الدولة ويتمكن من تجاوز وضع السيولة بل والفوضى الراهنة.

وقال الدكتور حلمي سلام، الخبير الإداري، إن مصر لن تعود مرة أخرى، إلى نفس الخصائص التي كانت عليها قبل 2011، وإنه من المهم رصد القيم الإيجابية، التي نجمت عن ثورتي «يناير» و«يونيو» ، والبناء عليها وعلى رأسها، زيادة الإقبال على المشاركة السياسية والانتخابات، وبروز دور المرأة، والانفتاح أكثر على العالم، والجرأة في إبداء الآراء، وتزايد الميل إلى الشفافية وحرية المعلومات، والإحساس بالفئات المهمشة والعدالة الاجتماعية.

وطلب رئيس المقالون العرب السابق، إسماعيل عثمان، بمنح الحق لكل صاحب اجتهاد بأن يخطئ، وأن يكون الحساب على النتائج النهائية، مع الالتزام بالنزاهة، وبالجانب الإنساني في الإدارة.