هؤلاء الفنانون العظام ومواقفهم من حصار مخيم اليرموك فى دمشق

سمير فريد الأربعاء 19-03-2014 20:53

من تعاليم بريخت «لا تقولوا هذا أمر طبيعى حتى لا يستعصى على التغيير»، ومن أخطر الأمور التى تتحول الآن فى مصر والعالم العربى إلى أمور طبيعية العمليات الإرهابية التى تستهدف قوات الجيش والشرطة فى القاهرة ومختلف محافظات مصر، ومشاهد الجنازات الرسمية والشعبية، والأمهات والأرامل والأطفال الذين يتشحون بالسواد، ويبكون على ذويهم بدموع تكوى قلب الوطن.

وتبدو المجازر التى تقع فى سوريا، وبعد مرور ثلاث سنوات على ثورة الشعب السورى ضد نظام البعث الديكتاتورى الدموى، يوم السبت الماضى، وكأنها بدورها من الأمور التى أصبحت طبيعية. وقد وصل الأمر بذلك النظام، الذى يدمر سوريا كما دمر العراق، ويدمر اليمن، والمدعوم من المافيا الروسية والدولية والنظام الإيرانى وحزبه الذى يعتدى على اسم الجلالة، إلى حد استخدام التجويع كسلاح فى الحرب، والمثل الصارخ حصار مخيم اليرموك فى دمشق، وهو من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا ولبنان والأردن منذ 1948، وهكذا لم يعد الفلسطينى يموت فى المعارك من أجل تحرير أرضه، أو من البرد فى الشتاء أو الحر فى الصيف، وإنما من الجوع فى سوريا أيضاً.

هناك من يمارسون الفنون كمهنة، فهذا يرسم وذاك يمثل، وهكذا. ولكن الفنان الحقيقى هو الذى يعيش عصره ويعبر عنه فى أعماله وفى حياته معاً. ومن نماذج الفنانين الحقيقيين فى عصرنا الممثلة الأمريكية العالمية أنجلينا جولى التى تترك أضواء هوليوود الساطعة وتجدها مع ضحايا الطائفية فى البوسنة، وفى مخيمات اللاجئين فى كل مكان، وأحدثها مخيمات اللاجئين السوريين، كم أنت عظيمة يا أنجلينا وامتداد أصيل لوالدك الفنان جون فويت، الذى كان يقود المظاهرات ضد الحرب الأمريكية فى فيتنام!

ويوم السبت الماضى صدر فى لندن بيان وقع عليه ثلاثون سينمائياً وموسيقياً يطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى اللذين يمثلان فى شعوب العالم بالتدخل لإنقاذ المدنيين المحاصرين فى مخيم اليرموك، وفى كل سوريا.

ومن بين الموقعين النجمة العالمية إيما طومسون والمخرجون السينمائيون كين لوش وستيفين فريرز وألفونسو كورون، ويا لهم من فنانين عظام حقاً!

samirmfarid@hotmail.com