اعتبرت مجلة «كومنتاري» الأمريكية أن واحدة من أكبر الأنماط التي أصبحت واضحة في سياق البحث في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية مع الأنظمة المارقة والجماعات الإرهابية هو أن الدبلوماسيين الذين يطبقون السياسة الأمريكية لم يضعوا مقاييس ثابتة للحكم على ما إذا كانت تلك الدبلوماسية ناجحة أم لا، مما أوقعهم في العديد من الأخطاء.
وقالت المجلة، في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، الثلاثاء، إن «تعريف الأنظمة المارقة التي وضعها توني ليك مستشار الأمن القومي السابق لبيل كلينتون، لا يتضمن تركيا بالتأكيد، وروسيا قد تصبح واحدة، أما إيران فهي بالتأكيد كذلك، ومع ذلك، أصبحت الثلاث إشكاليات على نحو متزايد للأمن القومي للولايات المتحدة ترمز إلى فشل الدبلوماسية الأمريكية في العقود الأولى من القرن الـ21».
وأضافت أن «فهم الولايات المتحدة لتركيا وروسيا كان خاطئا، فتركيا أكثر ديكتاتورية من كونها ديمقراطية وتعد عدوا أكثر من كونها حليفا، وروسيا أيضا تعد شريكا فقط أكثر من كونها حليفا من مخلفات الحرب الباردة، أما بالنسبة لإيران، والتقارير الأخيرة التي كشفت عن شراء إيران قطع غيار نووية من السوق السوداء، لايعطي الثقة بأن إيران تتفاوض بحسن نية».
وأشارت المجلة الأمريكية إلى طريقة تعامل أوباما وفريقه للأمن القومي على خلفية الأحداث في شبه جزيرة القرم، والرد الصادر من أوباما بتهديد روسيا، ورأت أنه «كان هناك تخاذل من قبل الخارجية أو البيت الأبيض حول الأخطاء التي تتعلق بالأزمة مع روسيا، حيث ضحى أوباما ببولندا وجمهورية التشيك لتحقيق مكاسب شخصية المتمثلة في تهدئة المخاوف الروسية، وأنه خلال خطابه في لحظة الساخنة عبر الميكروفون نقل رغبة أقوى للحد من الأسلحة الأمريكية، وكان الكونجرس متوافقا معه أيضا».
وقالت «كومنتاري» إن «الدبلوماسية كانت على مستوى قليل جدا، وإن وزارة الخارجية الأمريكية كانت مستعدة للاعتراف بها، وربما حان الوقت لإنشاء لجنة مستقلة لمراجعة العقد الأخير في السياسات الروسية الأمريكية الدبلوماسية، بعد فوات الأوان، حيث ينبغي على الولايات المتحدة الاعتراف بواقع (بوتين) وطموحاته، فقط من خلال دراسة أخطاء الماضي التي قد تمكن الدبلوماسيون في المستقبل من تجنب تكرارها».
وأضافت أن «نفس الدبلوماسية الفاشلة حدثت مع تركيا، من خلال نشر لافتات تحذير على ما يزيد على عقد من الزمن، ولكن الخارجية الأمريكية رفضت الاعتراف بفشلها».
وتابعت أن «القضية الإيرانية مسيسة أكثر من كونها دبلوماسية، وإنه من الخطأ القول بأنه لا توجد مفاوضات مع إيران في العقود بين جيمي كارتر وباراك أوباما كان هناك الكثير، ولكن جون كيري والمفاوض ويندي شيرمان بدو عازمين على إعادة اختراع العجلة دون النظر إلى كيف أن نفس الأشخاص الذين كانوا يعتمدون عليها الآن لم يلقوا في الماضي إلا الكذب والخداع.. هذا لا يعني أن التاريخ لا بد أن يتكرر، ولكن التكرار هو السيناريو الأكثر احتمالا، إذا لم يعير كبار المسؤولين الأمريكيين أي اهتمام للتعلم من أخطاء الماضي».