ريتشارد بلاك النائب عن ولاية فرجينيا: إدارة أوباما أساءت التعامل مع مصر (حوار)

كتب: سماحة سامي الخميس 13-03-2014 16:51

أكد السيناتور ريتشارد بلاك، نائب ولاية فرجينيا الأمريكية، أن المشير عبدالفتاح السيسى يمكنه أن يصبح أعظم قائد مصرى. مؤكدا أن قطاعا كبيرا من الشعب الأمريكى أصيب بصدمة عندما أعلن مرسى إعلانه الدستورى وأن الشعب المصرى أدرك خيانة جماعة الإخوان المسلمين. وقال إن إدارة أوباما أساءت التعامل فى ملف العلاقات المصرية - الأمريكية، وتدخلت الإدارة الأمريكية فى الشؤون المصرية الداخلية مثلما فعلت فى تدخلنا الكارثى فى الشؤون الداخلية الليبية.. وإلى نص الحوار:

■ علمنا أنك قمت بإرسال خطاب إلى المشير السيسى تدعوه للترشح للرئاسة.. لماذا قمت بإرسال تلك الرسالة إلى السيسى؟

- مصر هى الدولة الأهم فى الشرق الأوسط. ونحن لا يمكننا استعادة السلام فى المنطقة ما لم يعد الأمن والاستقرار فى مصر وأن تحكم مصر بطريقة تحترم حقوق الإنسان. وقد ثبت المشير السيسى قوته وحكمته خلال الفترة الأكثر صعوبة فى هذه المرحلة من التاريخ. أنا أعتقد أنه لا يوجد أحد أكثر ملاءمة لقيادة الأمة المصرية من المشير السيسى فى الوقت الراهن.

■ ماذا قلت فى الرسالة؟

- قلت إننى أهيب بك أن تقوم بواجبك الجليل كرئيس مستقبلى لجمهورية مصر العربية لخدمة الشعب المصرى بأكمله. لقد تابعت عن قرب قيادتك للقوات المسلحة أثناء الأيام القاتمة لحكم نظام الرئيس مرسى، حيث إنك خدمت بلادك بولاء وإخلاص فى هذه الفترة العصيبة. إن الكثيرين من الشعب الأمريكى أصيبوا بصدمة حينما أصدر الرئيس مرسى إعلانه الدستورى فى 22 نوفمبر 2012 والذى بمقتضاه استحوذ لنفسه على كل السلطات بطريقة ديكتاتورية. بعد هذا الإعلان أدرك المصريون خيانة جماعة الإخوان المسلمين لهم، والتى بدأت بمحاكمة المسيحيين الأقباط الذين لم يقبلوا أفكار نظام مرسى المتطرف بتهمة ازدراء الأديان،

■ هل تطرقت فى رسالتك إلى ما يتعلق بالحريات فى عقيدة الإخوان؟

- كان واضحا أن الرئيس مرسى ينوى محو كل حريات الشعب وأن يخلق مجتمعا متطرفا لا يشعر أحد فيه بالأمان. فى 30 يونيو 2013 شاهد العالم كله بإعجاب شديد 30 مليون مصرى ينزلون إلى الشوارع ليعلنوا رفضهم ديكتاتورية الرئيس مرسى، إن هذه الانتفاضة الشعبية كانت- على ما أعتقد- هى أكبر مظاهرة سلمية فى تاريخ البشرية، وفى فترة قصيرة تحول الإخوان المسلمون إلى العنف، ولولا تدخل القوات المسلحة المصرية فى الوقت المناسب لكان من المؤكد أن الإخوان المسلمين سيدخلون مصر فى حرب أهلية دموية.

لقد ظهرت بوضوح الطبيعة الإجرامية لجماعة الإخوان المسلمين حينما أرادوا أن يفسدوا فرحة المصريين باحتفالات ذكرى مرور 40 عاما على حرب أكتوبر 1973. كل من شاركوا فى هذه الحرب أظهروا شجاعة عظيمة، وقد قادت هذه المعركة لفترة طويلة من السلام والرخاء. لقد كان هذا الاحتفال فرصة لكى يظهر الجميع احترامهم لذكرى جميع من استشهدوا فى هذه الحرب، وكانت جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تعكر سلام ووقار هذا الحدث الجليل، حيث إنهم سببوا الكثير من العنف وسفك الدماء، كل هذا من أجل أنانيتهم واهتمامهم بمصالحهم الشخصية فقط، وهذا بالتأكيد استهانة وعدم احترام لعمل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم فى هذه الحرب.

■ ماذا طلبت من المشير السيسى فى نهاية رسالتك؟

لابد من اتخاذ إجراءات حاسمة لقلع جماعة الإخوان من جذورها، وإن بقى لها جذور ستعمل على تدمير المجتمع المصرى بطريقة شاملة.

التاريخ يقول إنه لأكثر من ألفى عام كان الأقباط المسيحيون جزءا مخلصا وفعالا فى نسيج الأمة المصرية، وكان مطلبهم الوحيد هو حرية العبادة والعيش فى سلام.

إننى أهيب بك بقوة فى حالة انتخابك رئيسا أن تكون حكومة قوية تهتم بحماية الأقباط المسيحيين وكل الأقليات الدينية، وكذلك يجب ردع الإخوان المسلمين الذين يباشرون الدعوة للعنف والكراهية ضد إخوتهم المصريين.

■ كيف تقيمون ما حدث فى 25 يناير 2011؟

- يوم 25 يناير، بدأت انتفاضة وثورة ضد نظام حسنى مبارك. وهذا يعكس مخاوف الشعب المصرى. ولكن يجب علينا جميعا احترام قرار الشعب لإصلاح حكومته، ومع أننى لا أتغاضى عن التدخل الخارجى فى الشؤون الداخلية لمصر. الذى خلق فرصة للإخوان المسلمين للاستيلاء على السلطة من خلال انتخابات جرت خلال فترة من الفوضى والاضطرابات الاجتماعية.

■ ما تقييمك لما حدث فى 30 يونيو 2013؟

- وفى ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢، صدم الرئيس مرسى الأمة المصرية من خلال محاولة لاستيلاء على السلطة بطريقة ديكتاتورية. وأصبح من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى فرض نظام قاس وحشى على الشعب المصرى.

ولذلك فى 30 يونيو 2013، خرج شعب مصر فى أعظم احتجاج شعبى فى تاريخ البشرية الحديث. لم يحدث من قبل أن يخرج هذا العدد الكبير من المواطنين من أجل السيطرة على مصيرهم. فى نواح كثيرة كانت هذه الثورة مماثلة للثورة الأمريكية، فالشعب واجهه خطر كبير من أجل إسقاط حكومة مستبدة.

■ أنت سيناتور ولاية فرجينيا عن الحزب الجمهورى، فكيف تقيمون سياسة الرئيس أوباما تجاه مصر؟

-إدارة أوباما أساءت التعامل فى ملف العلاقات المصرية الأمريكية، وتدخلت الإدارة الأمريكية فى شؤون مصر الداخلية مثلما فعلت فى تدخلنا الكارثى فى الشؤون الداخلية الليبية. فهناك بعض الأفراد داخل وزارة الخارجية يشعرون بأنها تعمل على إعادة هيكلة الشرق الأوسط. فقد ألقت السفير ة الأمريكية آن باترسون دعمها على حكومة الرئيس مرسى الوحشية. وفى وقت لاحق اقترحت إدارة اوباما السفير فورد ليحل محلها، الذى كان له دور أساسى فى إشعال نيران الثورة فى سوريا.

وأثار التدخل المستمر فى الشؤون الداخلية لهذه الدول عنفا واضطرابات لا داعى لها.

■ كيف ترى وقف أو تعليق المساعدات الأمريكية لمصر فى هذا الوقت وهل هذا يصب فى مصلحة أى من البلدين؟

- إن حرب أكتوبر عام 1973 أعادت الشرف والفخر للشعب المصرى، وهذا أدى إلى فترة مذهلة للسلام والصداقة، والازدهار بين الدول. ووافقت أمريكا على تقديم المساعدات لمصر كجزء من اتفاقات كامب ديفيد، وهذه المساعدات الخارجية جزء لا يتجزأ من كامب ديفيد. وتعليق المساعدات لمصر ممكن أن يؤدى إلى إعاقة الاستقرار الوحيد فى الشرق الأوسط.

■ هل تشعر أن التقارب المصرى الروسى سيؤثر على النفوذ الأمريكى فى المنطقة؟

-إن القصد من التقارب المصرى الروسى مؤخرا هو ملء الفراغ الناجم عن تراجع أمريكا عن دعم مصر. فمن المعقول أن تذهب مصر لدولة أخرى للحصول على المساعدة العسكرية والاقتصادية التى سحبتها أمريكا. وأنا آمل أن يكون هذا التقارب له أثر المنبه على القادة الأمريكان وتذكيرهم بالأهمية الحاسمة للعلاقات الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

■ ما رؤيتك لمستقبل العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة؟

-أعتقد أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة يمكن أن تلتئم بسهولة. وهذا يجب أن يأتى على احترام التاريخ، والثقافة، والمصالح الوطنية لكل أمة. وأعتقد أن المشير السيسى يمكن أن يصبح أعظم قائد مصرى فى القرن الحالى.