كوبرى دمياط المعدنى.. أثر تاريخى ارتبط اسمه بعقول ووجدان أبناء دمياط، منذ عام 1927 عندما تم تركيبه فى دمياط ويرجع تاريخه إلى ما قبل عام 1890 ميلادية، حيث كان على نيل إمبابة بمحافظة الجيزة بطول 490 مترا.
وتم استبداله بكوبرى آخر، ورفض عثمان باشا محرم، وزير الأشغال فى ذلك الوقت، تفكيكه وبيعه خردة، وقرر فكه وتركيبه ونقله إلى نيل دمياط، عبر الصناديل النيلية. وتوجه إلى دمياط على أربعة أجزاء بطول 170 مترا بتكلفة قدرها 40 ألف جنيه فى ذلك الوقت، وأصبح الكوبرى منذ عام 1930 حلقة الوصل بين دمياط ومنطقة السنانية، فى الجانب الآخر من النيل والاتجاه إلى طريق رأس البر. وفى عام 2006 بعد إنشاء كوبرى آخر للسيارات لاحظ الدكتور محمد فتحى البرادعى، المحافظ الأسبق، وجود تقطيع فى أجزاء منه وعرض للبيع خردة بمبلغ 200 ألف جنيه إلا أنه على الفور أصدر القرار 5 لسنة 2007 باعتبار الكوبرى أثرا تاريخيا فى محافظة دمياط وقرر استغلاله فى مشروع التنسيق الحضارى بكورنيش النيل.
ونقل جزء من الكوبرى، بطول 64 مترا ليكون أمام مكتبة دمياط العامة، وسط احتفالية كبيرة، نقلها التليفزيون، وبدأ التطوير فيه. وتم تقسيمه إلى 3 أجزاء، الأول قاعة كبيرة للندوات، مجهزة بأحدث الأجهزة من الصوت والضوء وكاميرات ومقاعد متعددة الاستخدام والثانى معرض للفنون التشكيلية والاجتماعات المفتوحة، بالإضافة إلى قاعة كبيرة أمام الكوبرى تسع 2500 شخص. وتم نقل برنامج «صباح الخير يا مصر»، من أمام الكوبرى، أكثر من مرة، وعقد به اجتماع لمجلس المحافظين وأطلق عليه جسر الحضارة والفنون والثقافة، وبلغت تكلفته 15 مليون جنيه منها 5 ملايين منحة من وزارة التعاون الدولى. وفاز بجائزة المدن العربية للتراث المعمارى وكان حلما جميلا لأبناء دمياط وفخرا لهم إلا أنه بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 استيقظ الدمايطة على كابوس بعد أن نهب اللصوص محتوياته بالكامل والأجهزة والمقاعد، وأصبح خرابة ووكرا للبلطجة، وتحول إلى مجرد هيكل حديدى للكوبرى، على حد قول أهالى المنطقة. من جانبه قال اللواء فايز شلتوت، سكرتير عام المحافظة، إن الانفلات الأمنى إبان ثورة 25 يناير، تسبب فى خسارة بملايين الجنيهات فى كوبرى جسر الحضارة، وتم تشكيل لجنة لحصر التلفيات ومخاطبة وزارة الثقافة، لإعادة تأهيله مرة أخرى.