«وجد بكل بساطة الشخص الأفضل ليحل محل الجنرال ستانلى ماكريستال».. بهذه الكلمات رحب السيناتور الأمريكى المستقل «جو ليبرمان» باختيار الرئيس الأمريكى باراك أوباما للجنرال ديفيد بترايوس- القائد الحالى للقوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان- ليحل محل ماكريستال، الذى أقيل أمس الأول من منصبه كقائد للقوات الدولية فى أفغانستان، إثر توجيهه انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأمريكى وكبار القادة المدنيين فى الإدارة الأمريكية، فى حين اغتنم البعض الآخر من النواب الأمريكيين الفرصة لتوجيه انتقادات إلى الاستراتيجية الأمريكية، داعين أوباما إلى الانسحاب من أفغانستان، كأفضل حل بعد انهيار أركان القيادة الأمريكية.
ويتمتع بترايوس بسمعة ناصعة البياض فى بلاده تسبقه إلى أى منصب يتقلده، وذلك بعدما حقق -فى أنظار واشنطن- نصراً فى حرب العراق، من خلال الاستراتيجية التى وضعها، والتى قامت على إرسال تعزيزات إلى هذا البلد، إضافة الى دهائه السياسى وإلمامه بكيفية مكافحة التمرد.
وبصفته قائداً للقيادة الأمريكية الوسطى، كان بترايوس أحد المهندسين الأساسيين لاستراتيجية زيادة القوات فى أفغانستان والتى أقرها أوباما العام الماضى، فضلا عن أنه وجه معروف جيداً، سواء فى أوروبا أو فى إسلام آباد وكابول.
ولكن يبدو أن طريق بترايوس الجديد ليس مفروشاً بالورود، فالانتقادات العنيفة التى وجهها ماكريستال إلى الإدارة سلطت الضوء على تكتيك أوباما فى أفغانستان، فى الوقت الذى تتزايد فيه الخسائر القياسية التى تمنى بها يوما بعد يوم القوات الأجنبية المنتشرة فى هذا البلد، وتضاؤل التأييد الشعبى للحرب.
وبترايوس هو من مواليد 1952 من أصول هولندية. ويعمل فى الجيش الأمريكى منذ أكثر من 33 عاماً، وكان بترايوس على رأس الفرقة 101، التى دخلت بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ليتسلم بعدها منطقة الموصل عام 2004. وقد تم تعيينه فيما بعد قائداً للقوات متعددة الجنسيات فى العراق فى يناير 2007 . وفى أبريل 2008، اختاره الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش مسؤولاً عن العمليات العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وقبيل أيام من تعيينه قائدا للقوات الدولية فى أفغانستان خلفا لماكريستال، دافع بترايوس عن خطة انسحاب بلاده من أفغانستان المحددة فى يوليو 2011، على الرغم من الانتكاسات التى منى بها الجنود ميدانياً، واعتبر بترايوس أن «الانتصار فى حملة لمكافحة تمرد يعنى إحراز تقدم، وفى هذا الإطار نحن ننتصر».