فرنسا تطوى حقبة «دومينيك» بإقصاء مهين من المونديال

الجمعة 25-06-2010 00:00

طوت الكرة الفرنسية حقبة المدير الفنى للمنتخب ريمون دومينيك بعد ست سنوات قضاها فى المنصب، حيث بدأ مهمته بإنجاز وصافة كأس العالم 2006 قبل أن يختمها بخروج مهين من الدور الأول فى مونديال 2010 الذى جاء بعد ملاقاة نفس المصير فى كأس أوروبا 2008. وعلى الرغم من الانتقادات التى انهالت على دومينيك، فإن رئيس الاتحاد الفرنسى لكرة القدم جان بير اسكاليت يعتبر فى نظر البعض هو المسؤول عن الوضع الحالى بعدما أصر على الإبقاء على المدرب عقب انتهاء يورو 2008.

وكان دومينيك قد سلم بإقالته عقب الخسارة من إيطاليا بهدفين فى «يورو 2008»، حيث قام بعد المباراة مباشرة بالتقدم للزواج من صديقته علانية أمام الكاميرات وكأنه يفر من جحيم اللعب إلى جنة الرومانسية. ولكن جاء القرار عكس التوقعات، ففاجأ اسكاليت الجميع حينها، وطلب تجديد الثقة فى دومينيك الذى كان رهانه الإبقاء عليه منذ أن انتخب رئيسا للاتحاد فى 2005 فافتتح معه عهده بوصافة المونديال.

وكان دومينيك، الذى قضى 11 عاما مع منتخبات الشباب الفرنسية، قد تسلم منصبه للمرة الأولى فى 2004 خلفا لجاك سانتينى، وطلب منه الاتحاد بلوغ نصف نهائى مونديال 2006 على الأقل، وهو الهدف الذى لم يتغير حتى بعد انتخاب اسكاليت رئيسا.

 ومع وجود زين الدين زيدان على رأس قائمة اللاعبين الفرنسيين، تجاوزت فرنسا فى المونديال الألمانى عروضها الباهتة أمام سويسرا وكوريا الجنوبية فى الدور الأول، لتطيح بإسبانيا والبرازيل والبرتغال وتخسر النهائى بركلات الترجيح أمام الطليان. وحتى ذلك الحين، لم يكن كابوس دومينيك قد بدأ مع الديوك، إلا أن الخلافات مع المهاجم المخضرم ديفيد تريزيجيه أعطت مؤشراً حول سوء علاقته مع اللاعبين خاصة بعد اعتزال زيدان الذى كان ينقذ الفريق أحياناً بمهاراته بعيداً عن الحلول الخططية.

 وبعد تجاوز الخسارة ذهابا وإيابا أمام أسكتلندا فى التصفيات، استهلت فرنسا المسيرة فى «يورو 2008» بتعادل سلبى مع رومانيا قبل أن تسقط أمام هولندا وإيطاليا لتودع المنافسات من الدور الأول وينتظر دومينيك إقالته. وكان الحديث وقتها عن ضرورة رحيل دومينيك ليس نابعا من وفرة البدائل ووجود اسم شاب قاد فرنسا كلاعب للأمجاد مثل ديدييه ديشامب فحسب، بل أيضا بسبب الأخطاء الخططية التى كان أبرزها الإصرار على اللعب بالظهير الأيسر إريك أبيدال كقلب دفاع مما عرضه للطرد أمام إيطاليا.

ولكن الرجل استمر، وجاءت تصفيات مونديال جنوب أفريقيا التى تعرض الفريق فيها لخسارة من النمسا المتواضعة ليدخل الملحق ويجتازه على حساب أيرلندا بهدف غير شرعى بطولة يد المهاجم تييرى هنرى. وقبل المونديال، استبعد دومينيك من قائمته الثلاثى ذا الأصول العربية سمير نصرى وحاتم بن عرفة وكريم بنزيمة لأسباب مختلفة على الرغم من كونهم أمل الجماهير الفرنسية فى الفترة الراهنة.

وأثار دومينيك مشكلة أخرى بتعيين باتريس إفرا نائبا للقائد هنرى بدلا من ويليام جالاس الذى كان يحلم بحمل الشارة فى ظل جلوس المهاجم المخضرم على مقاعد البدلاء.

وانتظر اسكاليت أن يعود دومينيك بسيناريو 2006 فيتجاوز كل ذلك بنتائج مبهرة فى المونديال، إلا أن التعادل السلبى مع أوروجواى والسقوط أمام المكسيك وجنوب أفريقيا أجهضا ذلك السيناريو.