كاثرين إليز، نعرفها باسم كيت بلانشيت، ممثلة أسترالية مواليد 14 مايو 1969 في ملبورن بأستراليا، أحبت الفنون منذ طفولتها، وقررت التوغل في دراسته، لكنها لم تكن تعرف الطريق الصحيح لذلك أنذاك.
اتخذت «بلانشيت» قرارها بالسفر إلى إنجلترا لدراسة تاريخ الفن عندما بلغت 21 عامًا.
تقول «بلانشيت» عن هذه الرحلة في حوار سابق نشر لها : «لم يكن في حوزتي سوى 2500 دولار أسترالي، وهو مبلغ قليل».
ويبدو أن أوراق «كيت» لم تكن قانونية بشكل كاف للبقاء بشكل دائم ومنتظم في إنجلترا وهو ما جعل السلطات الإنجليزية تطردها لانتهاء صلاحية الفيزا الخاصة بها لتجد نفسها وقد انهارت أحلامها وعلى وشك الإفلاس ولاتستطيع العودة إلى موطنها على هذا الحال، ولأنها كانت في حالة ضياع وإحباط ولامبالاة، قررت القيام برحلة سياحية رخيصة بما تبقى معها من مال فذهبت إلى تركيا، قبل أن تتناقص الأموال معها بشكل كبير وتضطر للإقامة فى ملجأ متهالك فى اسطنبول تتساقط المياه من سقفه.
وتضيف «بلانشيت»: «ذهبت بعد ذلك إلى القاهرة وكان ذلك عام 1990 تقريبًا حيث أقمت في فندق رخيص بوسط المدينة، وتعرفت على شاب اسكتلندي في الغرفة المجاورة لي يعمل في تزوير النقود وجوازات السفر، وعرض عليّ العمل ككومبارس في فيلم سينمائي عن الملاكمة اسمه (كابوريا)، مقابل 5 جنيهات مصرية، فوافقت».
وتابعت: «كان العمل مرهقاً للغاية، وكنت أجلس مع المجاميع على الأرض لمدة تزيد على 6 ساعات لإعداد مشهد واحد فقط، وسط حالة من الزحام والضجيج والأتربة، لكنني كنت سعيدة بحصولي على سندويتشات الفلافل المجانية».
اكتفى خيري بشارة بإسناد دور بسيط إلى «بلانشيت» وهو تجسيد شخصية فتاة أمريكية تقوم بتشجيع أحمد زكي، (هي الفتاة الطويلة التي كانت تظهر في عدة مشاهد منها مشهد على حلبة ملاكمة داخل قصر حسين الإمام، عندما كان يفتح زجاجة شمبانيا احتفالاً بالمباراة، وسط تشجيع الجميع، ومن بين المشجعات تظهر شقراء طويلة تمد يدها لحسين الإمام لملء كأسها وعلى الحلبة وقف أمامها أحمد زكي ورغدة وسحر رامي وبقية الكومبارس».
المشهد الثاني الذي تظهر فيه «بلانشيت» في فيلم «كابوريا» كان في خلفية مشهد كوميدي لمباراة ملاكمة بين فتيات بدينات، لكن يظل المشهد الثالث أكثر المشاهد التي تظهر فيه «بلانشيت» بشكل أكثر وضوحًا، حينما قامت بالغناء والرقص ضمن المجاميع مع أحمد زكي لأغنية الفيلم الرئيسية، وهي أغنية «كابوريا»، وضم المشهد شفيق جلال ورغدة وحسين الإمام.
تركت «بلانشيت» القاهرة فيما بعد، وتوجهت إلى أستراليا، التي لم تستقر فيها كثيرًا، قبل أن تقرر التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتخوض أولى تجاربها الحقيقة في فيلم Police Rescue عام 1994، وذلك بعد بضعة أشهر من الصعلكة، قبل أن تتوالى أعمالها، لتحصد بعد ذلك بثلاثة أعوام فقط وتحديدًا عام 1994 على أول جوائز لها عن دورها في فيلم Elizabeth، والذي حصدت عنه جوائز «بافاتا لأفضل ممثلة في دور رئيسي»، و«جولدن جلوب لأفضل ممثلة في فيلم دراما»، و«ستالايت لأفضل ممثلة في فيلم دراما»، ليتم ترشيحها فيما بعد لجائزة «أوسكار أفضل ممثلة»، عام 1999.
تم ترشيح «بلانشيت» للحصول على جائزة أوسكار لأكثر من مرة فيما بعد، عن فيلم Notes on a Scandal، عام 2006، وجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عام 2007 عن دورها في فيلم I'm Not There، وصولًا إلى حصولها على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم Blue Jasmine.
فيلم بلو جاسمن