دار جدل كبير خلال الأيام الماضية حول ما أعلنته القوات المسلحة فى مؤتمر صحفى عالمى عن اختراع جهازين لاكتشاف فيروس سى والإيدز، وهما (C- fast) و(I- fast) وآخر للعلاج هو (CCD). كثيرون اتهموا مخترعى الجهاز بعدم اتباع المعايير العلمية لإجراء البحث العملى وهو ما يشكك فى نتائجهما.
«المصرى اليوم» زارت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للبحث فى حقيقة الأمر، والتقينا فريق الاختراع، ورئيسهم الذى لفت نظرنا إلى أنه مكتوب فى كارت التعريف (لواء دكتور مكلف إبراهيم عبدالعاطي)، عرفنا منه أنه ليس طبيباً وإنما تخرج فى كلية العلوم وحصل على الدكتوراه فى الكيمياء؛ وهو ما فسر كتابة «لواء دكتور» وليس «لواء طبيب»، أما عن «مكلف» فقال اسألوا: «القيادة العليا عن هذا الأمر»، وحول اختراعه العلمى كان لنا معه هذا الحوار:
■ تحمل على صدرك «I D» مكتوباً عليه لواء دكتور مكلف.. لماذا؟
- السلطات العليا هى من تستطيع الإجابة، عندما جئت للهيئة الهندسية عجزت عن إظهار هذا البحث؛ لأنه علم متقدم جداً، سر هذا الجهاز المعقد مثل سر بناء الأهرامات، كمية من العلوم المعقدة، النظرية منذ سنوات والتطبيق مرحلى على خطوات، وكان يأخذ الكثير من الوقت، وعندما تم توفير الأدوات والخامات نجح البحث، عندما كنت أطلب أى شىء فى البحث كان يوفر لى بطائرة عسكرية خلال ساعات، وعندما قال المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، «إننا فى الذيل حتى فى التعليم»، كان هذا حافزاً على ألا ننام الليل لكى تنهض مصر، فمصر بها مئات العلماء المدفونين، وقد أتاح الله هذه الفرصة لشباب مصر المثقل بالهموم، لأن بعض الناس يتاجرون بآلام أهلى وعشيرتى وأحبائى وجيرانى، وأنا أناشد أساتذة الطب أن يتواصلوا معى لكى أشرح لهم النظرية.
■ متى بدأت تطبيق النظرية؟
- أولى مراحل التنفيذ العملى كانت فى التسعينيات، وعندما علم أولو الأمر تم التفيذ، «لما أمشى بعكاز يختلف غير لما يتم دفعى دفعاً» وكان دور الهيئة الهندسية هنا تقديم الدافع لى وتم التنفيذ، وهذا ليس جديداً على الهيئة الهندسية، فقد عبرت خط بارليف بفكرة بسيطة جداً.
■ كيف اكتشفت النظرية؟
- لدىّ تعليمات ألا أسهب فى تفاصيل النظرية، فيروس «سى» تكوينه مثل الإيدز كلاهما RNA، لكن بينهما اختلاف فى التشكيل، فيروس سى «حبل مزدوج» والإيدز بفضل الله أسهل فى علاجه لأنه «حبل فردى»، وتوصلنا إلى تردد موجات كهرومغناطيسية وإشعاع معين من تخبط معدنين آمنين تستخدمهما فى حياتك العامة (دون الإفصاح عن اسمهما) مع شعاع آخر هو (الأشعة الفوق البنفسجية) الناتجة عن الطاقة الشمسية، وبمعادلة بسيطة يحدث تخبط إشعاعى ناتج من ذرات معينة فى محاولة تداخل فى سبيكة وعندما تتداخل يحدث اندماج ما بين إلكترونات المعدنين بذاتهما.
■ يعنى هذا هل يتم العلاج بالإشعاع؟
- أنا أخاطب العلماء من خلالك كوسيلة إعلامية، لأن البسطاء يفهموننى، لكن العلماء إما متشكك ويعتبرونه جدلاً لكسب معركة سياسية وهذا غير واقعى، لا يهمنى الكيف لأنه موجود فى خزانة وزارة الدفاع بل يهمنى إقناع علم بعلم، ومن يرد أن يعرف فأهلاً وسهلاً به يأتى لكى أعرض عليه النظرية والتطبيق والبرهان والإثبات فى الجسم البشرى، لدىّ كم كبير من المرضى وأدعو «اللهم سق إلىّ من أردت شفاءه».
■ هل تستطيع استقبال المرضى الآن؟
- أحاول جاهداً إقناع المسؤولين بتوفير أى مكان مؤقت حتى ينتهوا من الأماكن التى يجهزونها فى 30 يونيو المقبل، لأن وظيفتى فى الحياة هى أن أطبطب على المريض.
■ كيف يفرق الجهاز بين علاج الإيدز وفيروس سى؟
- فيروسى الإيدز وسى التكوين الجينى لهما RNA، لكن الأول حبل واحد والثانى حبلان ملفوفان على بعضهما، أعالج مريضا واحدا مصابا بفيروس سى مقابل 5 مصابين بالإيدز، لأنه عندما نفكك ذرات الكربون من ذرات النيتروجين، وذرة الكربون تتحد بشىء آخر فى عملية (الأيض) فى جسم الإنسان وترفع نسبة الهيموجلوبين، وأنا أمنع المريض شهرين من أكل البروتين الحيوانى؛ لأن تفكيك الفيروس نفسه ينتج عنه أحماض أمينية وهى خلاصة البروتين، وعندما يتم تفتيتها هذا يساوى إعطاء المريض جرعة عالية من الأحماض الأمينية Amino Acid، مرضى الإيدز جاءوا لى على النقالات والآن هم يجرون فى الملعب لزيادة كمية الأمينو أسيد فى أجسامهم، فهذا هو تحويل الفيروس بعد تفكيك ذراته إلى أحماض أمينية، وهو خلاصة البروتين الحيوانى، الفكرة تشبه «فك ضفيرة إلى فتلة واحدة»، المريض عندما يأكل لحوما أو أسماكا يصل البروتين لديه إلى 8.3، لكن فى حالة العلاج يكون محروما من البروتينات، وبعد العلاج تصل إلى 12، وهنا أخاف على المريض أن يصاب بتسمم بروتينى، لذلك أعطيه تعليمات بالجرى فى الملعب لمدة ساعة ونصف يومياً.
■ هل يمكن لهذا العلاج أن يضر الإنسان؟
- أنا أتعهد بأن أفدى أصغر ظفر فى المريض برقبتى، وهذا كاف ألا يصاب بأى أذى، فأنا لا أعالج بالكيماوى كما يعالج السرطان؛ لأنه يلحق ضررا كبيرا بجسم الإنسان.
■ كيف يتم التشخيص؟
- منذ أن تلقينا أوامر ببدء حل المشكلة تجمع أكثر من 70 عالماً فى علوم مختلفة منها المواد والكيمياء العضوية والفيزياء العضوية والميكانيكا والكهرباء والنانو وأطباء، وتم توفير كل الإمكانات للوصول إلى الكشف، ومن ثم القضاء على الفيروس. نظرية عمل أجهزة التشخيص مختلفة عن نظرية العلاج، ونظرية التشخيص قديمة جداً وتنفيذها كان فيه صعوبة، وتقول إن كل جزيئين لهما نفس البصمة الوراثية عندما يتواجدان بجانب بعضهما تتكون بينهما رابطة تسمى Electro Magnetic Wave أو موجة كهرومغناطيسية وتحدث بينهما قوى تجاذب، نربط البصمة الوراثية لفيروس سى ونسجلها على شريحة ونضع هذه الشريحة فى جهاز بحيث عندما تصادف هذه الشريحة أى طاقة من نفس الموجة الكهرومغناطيسية يحولها الجهاز إلى طاقة ميكانيكية ومنها إلى كهربائية، وعندما يحدث تجاذب بينهما يصبح جسم المريض مربوطا بالمؤشر المعدنى أو (Antenna) وحيث يسير المريض يتحرك تجاهه المؤشر المعدنى.
■ كيف تفك الالتباس بين الطاقة الصادرة من المكان وطاقة الجهاز نفسه؟
- نقوم بعمل فلترة؛ حيث تنظر إلى الشىء المحدد الذى قمت ببرمجته داخل الجهاز فقط، وفيروس سى له أكثر من نوع جينى، لذلك سافرنا إلى اليابان والهند وباكستان، و92% من الشعب المصرى لهم نفس النوع الجينى و8% لديهم Genotype 4، وعملنا تجارب فى الدول السابقة، وحصلنا من الإمارات على Genotype 5.6 وعندما جمعنا جميع البصمات الوراثية وسجلناها أصبح لدينا جهاز إنترناشونال وقمنا بعمل تجارب فى أمريكا وغيرها من الدول، وعملنا اختبارا فى 3 مستشفيات هى عين شمس وقصر العينى ومعهد الكبد، وقمة العلم أن تقوم بعمل دراسات مركزية متعددة، وبعدما تحققت نسبة نجاح بأكثر من 40% حصلت على موافقة وزارة الصحة.
■ مستشار الرئيس انتقد المشروع لعدم عرضه فى مؤتمرات دولية وعلمية وطلب عرضه؟
- سوف نقوم بعمل ذلك على التوازى بين مرحلة العلاج والعرض على المؤتمرات الدولية، والثانية سوف تأخذ وقتا طويلا، والبحث نشر عنه فى مجلة علمية أمريكية تسمى World American Science بعدما أخذنا حق الملكية، وكنا وقتها توصلنا إلى المراحل النهائية سواء فى التشخيص أو العلاج، وقمنا باتباع المنهج العلمى لقياس نجاح الجهاز فقمنا بأخذ عينات Sample Test مصابة بفيروس سى، وقمنا بقياس نسبة الفيروس ووظائف الكبد ودلالات الأورام ونقارن بالجهاز للمناظرة بينهما.
■ هل يمكن أن تحدث انتكاسة للمريض بعد العلاج؟
- أى مريض يمر أولا بكل الفحوصات الطبية الكاملة كأولى مراحل العلاج، ومن ثم يعطى كبسولات أدوية لمدة 10 أيام وبعدها يتم توصيل أنبوب لنقل دم المريض إلى الجهاز دون أى إضافات عليه باستثناء دواء معين لمنع تجلط الدم، ويتعرض الدم لموجات كهرومغناطيسية داخل الجهاز تفكك الفيروس (الفيروس عبارة عن مسبحة من الأحماض الأمينية)، وبعدما ينتهى من الجلسة نكشف عليه بأجهزة التشخيص مثل جهاز C-fast لنتأكد من خلوه من فيروس سى، ونقوم بمتابعة المريض بعد الشفاء لمدة تزيد على السنة نعمل خلالها كل الفحوصات بشكل أسبوعى.
■ متى تنتهى العلاقة بينكم وبين المريض؟
- بعد أن يتم شفاؤه تماماً، وهناك حالات تستغرق متابعة لسنوات طويلة، أنا لدىّ مرضى منذ 12 عاما، وتتم متابعتهم بشكل دورى ولا يوجد بدمهم أى فيروسات، إنما إذا أمسك شخص بيده منديلا ورقيا ملوثا بفيروس ثم ألقاه فى القمامة تصبح يده ملوثة بالفيروس، وبالتالى إذا تم عرضه على جهاز الكشف يتحرك، وهذا يثبت مدى دقة الجهاز.
■ ماذا تقول للمشككين فى الاختراع؟
- أقول لهم إن من أخذ توكيل جهاز التشخيص لفيروس سى C-fast شركة سويسرية، وقامت بالاستعانة بأكبر خبير من الأرجنتين، وحضر بنفسه فى مصر وشاهد المرضى وهم أمام الجهاز والتحاليل، ومن يرد التحقق فيمكنه رؤية المراحل العلمية والمرضى، والتجربة ليست أى شىء سوى مريض ومرض، ووصل أمس الأول وفد من باكستان وطلبنا منهم استضافة 10 مرضى لكى يتلقوا العلاج الكامل على نفقتنا.
■ لماذا تتعامل مع الموضوع وكأنه سر عسكرى؟
- السر العسكرى اكتشف والوليد طلع للدنيا خلاص، وعملنا على مجموعة محدودة من المرضى لأننا لم نقدر على صناعة عدد كبير من الأجهزة لأن التكلفة عالية، ونأمل أن تكون تكلفة علاج الإيدز أقل بكثير من الأرقام التى نسمعها على مستوى العالم، وسوف تكون هناك مستشفيات لعلاج فيروس سى، وفيروس الـHIV المسبب لمرض الإيدز بحلول يوم 30 يونيو المقبل، ونصنع حالياً كمية من الكبسولات التى يأخذها المريض فى المرحلة الأولى للعلاج، وخلال شهرين سوف نقدر تكلفة علاج المريض بناء على تكلفة الجهاز والمستشفيات.
■ هل حاولت جهات أجنبية استقطابك بعد إنجاز هذا الاختراع؟
- كانت هناك ضغوط شديدة من شركات الأدوية الأجنبية حتى لا أستكمل الأبحاث على الجهاز، كما تعرضت لإغراءات مادية كبيرة للتنازل عن براءة الاختراع، ووصل مبلغ العرض لحوالى 2 مليار دولار، لكنى لم أرضخ لأى من هذه الأمور، والقوات المسلحة ساندتنى بكل قوة.