متى تحكم وزارة «فيس بوك»؟!

محمد أمين الثلاثاء 25-02-2014 20:55

لا ينكر أحد أن ثورة 25 يناير انطلقت من الفيس بوك.. العمليات كلها تمت عبر صفحات الموقع الشهير.. يومها كنا نسخر أن عبدالناصر مات بالسم، والسادات مات اغتيالاً، ومبارك سقط بالفيس بوك.. فلماذا لا يحكم شباب الفيس بوك، ويتولى إدارة شؤون البلاد؟.. أليس هناك من يصلح للحكم؟.. أليس هناك من له حق فى تولى مقاليد الوزارة؟.. هل يبقى هؤلاء الشباب فى مقاعد المعارضة للأبد؟!

أعرف أن الشباب سوف يستقبل هذا السؤال بدهشة.. البعض سيعتبره سخرية.. البعض الآخر سيعتبره مشروعاً.. فريق ثالث سينظر إلى المسألة أنه لا يجد عملاً أصلاً، فكيف يصبح وزيراً؟.. هناك قطاع آخر يرى نفسه لا يقل شأناً عن جيل جمال عبدالناصر، ورفاقه من الضباط الأحرار.. قاموا بثورة ثم تولوا الحكم فوراً، وأطاحوا بالملك فاروق.. كل هؤلاء يتولون المعارضة من الفضاء الإلكترونى!

قبل أى شىء، أحب أن أسأل: ما هو الجيل الذى قدمته الثورة؟.. هل كان رفاق الثورة مستعدين لملء الفراغ السياسى؟.. هل المعارضة نجحت كى تحل محل الحزب الوطنى؟.. الإجابة لا الشباب كان عنده بديل، ولا المعارضة حتى الآن تستطيع أن تكون البديل، ولا الثورة كانت ثورة شباب فيس بوك، ولا ثورة أحزاب معارضة.. الثورة كانت نتاج «عمل نضالى»، على مدى سنوات حكم مبارك!

تابعت ردود فعل دولة الفيس بوك على استقالة حكومة الببلاوى، والأنباء الواردة عن تكليف حكومة محلب.. اكتشفت أنها تكسر وراء الببلاوى قلة.. مع ذلك تتساءل عن سر التوقيت.. كانت تشيد بالوزير محلب، لكنها تستحضر له صورة فى لجنة السياسات.. طب عندكم حد؟.. لأ.. عندك وزير ينفع؟.. لأ.. الاتهامات تطال الجميع.. مخاوف من عودة رموز نظام مبارك.. «محلب» صديق جمال مبارك!

لا تعرف دولة الفيس بوك أن الناس قرفت.. لا تعرف أن الناس زهقت.. لا تعرف أن إدارة الدول لا تكون من الفضاء الإلكترونى.. الأصل أن تكون هناك أحزاب جاهزة.. أن تكون هناك حكومات ظل، تنتظر اللحظة.. دولة الفيس بوك ليست مؤهلة لأى شىء.. ليس فيها حزب سياسى.. ليست فيها كوادر مدربة.. ليست لديها خبرات فنية.. عندها فقط قدرة على المعارضة.. عندها فقط قدرة على الاحتجاج!

خشيت أن أربط بين ردود فعل دولة الفيس بوك، والردود الواردة من واشنطن.. خشيت لأكثر من سبب.. أولاً حتى لا نقع فى فخ المؤامرة.. ثانياً لأن شباب الفيس بوك ليسوا كلهم مسيسين.. مثل شباب الإخوان.. إنما شباب يصدر عن ضميره الشخصى.. بعضهم يتبع سياسة القطيع.. للأسف.. معناه أن الفيس بوك لا يصلح كوسيلة لاستطلاعات الرأى.. حول الرضا وعدم الرضا.. هذه نقرة أخرى!

أغرب ما فى دولة الفيس بوك أنها دولة لها حقوق، وليس عليها واجبات.. دولة تطلب طلبات ولا تعمل.. دولة فاضية لا تنتج.. تحتج طوال الوقت لا أكثر.. تكثر فيها الشللية.. تمشى مع القطيع.. لا أحد عنده روح المقاومة عند اللزوم.. دولة تهاجم الوزارة، وتقطّع هدوم الوزراء.. لا تنتج وزراء.. تعيش فى الفضاء!