سمير فريد يكتب: «البرنامج» في نقد البرامج

كتب: سمير فريد الإثنين 24-02-2014 01:09

دهشت للغاية من التعليقات التى تهاجم باسم يوسف وبرنامجه «البرنامج»، واعتباره ضد ترشح المشير السيسى لرئاسة الجمهورية، فضلاً عن أن من حقه ومن حق أى مواطن أن يكون ضد أو مع ترشح أى شخصية عامة، ومع هذا المرشح أو ذاك عند التصويت.

لم أشاهد الحلقات التى أذيعت أثناء مهرجان برلين، حيث كنت أحضر المهرجان، ولكنى شاهدت حلقة يوم الجمعة الماضى، ولم أجد فيها أى تجاوز يقلل من قدر المشير قائد الجيش الذى استجاب لثورة الشعب فى 30 يونيو وأطاح بحكم الإخوان بعد سنة واحدة من ذلك الحكم الفاشى البغيض المعادى للثقافة المصرية الوطنية.

وجدت أن الحلقة وربما فكرة البرنامج الأساسية تقوم على فحص ما يذاع على شاشات التليفزيون فى البرامج المختلفة، واختيار لحظات معينة والتعليق الساخر عليها. ولأننى لست تليفزيونياً محترفاً، يوفر على هذا البرنامج قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، ويقدم لى الخلاصة فى برنامج واحد، وكان مايثير الدهشة حقاً المبالغات التى تفوق الخيال فى تصريحات البعض «السياسية»، وأضع الكلمة بين قوسين لأنها فى الحقيقة يمكن أن توصف بأى وصف غير أنها سياسية، وإنما هى عبارات عاطفية وتثير السخرية فعلاً.

لقد كان برنامج باسم يوسف من الأسلحة الماضية ضد حكم الإخوان، ومن عوامل تفجير ثورة 30 يونيو ضد هذا الحكم، ومن الغبن أن ننسى هذا الدور الذى قام به. إنه مذيع يعبر عن الروح المصرية الخالصة التى تقاوم الظلم بالسخرية من الظالم لتشحن قوتها على مواجهته، والحلقة التى شاهدتها تؤنس المشير السيسى، أى تؤكد على إنسانيته، ضد من يريدون تأليهه ليصبح فوق النقد، كما فعلوا من قبل مع جمال عبدالناصر وصدام حسين ومعمر القذافى.

إنهم لا يدركون أن سر حب الشعب للمشير سواء ترشح للرئاسة أو لم يترشح، وسواء فاز أو لم يفز، أنه دخل القلوب والعقول بتصريحاته البسيطة والعميقة بالأسلوب الذى يدركه ويحبه المصرى العادى، وبموقفه الوطنى الأصيل الذى يعلى من شأن الصالح العام لكل المواطنين، وقيادته لمعركة سيناء ضد الجماعات التى تروع مصر والعالم باسم الإسلام السياسى.

والذى يقرأ الأوراق العلمية التى كتبها المشير أثناء دراساته العليا فى أمريكا، وهى متاحة عبر الإنترنت، يعرف أن هذا الرجل الذى جاء من أسرة عادية من الطبقة الوسطى فى حى الجمالية، استطاع بموهبته وذكائه واجتهاده وجديته أن يصبح قائداً للجيش المصرى، وأنه يعرف جيداً واقع وتاريخ مصر والعالم، وأن مصر جزء من العالم مثل أى بلد آخر، ومن السهل عليه إدراك أن العالم الذى يعيش فيه لا علاقة له بالعالم الذى عاش فيه عبدالناصر، وفرز المخلصين من المنافقين.

samirmfarid@hotmail.com