«دويتشة فيله» في ميلاده الـ90: «موجابي» بين اتهامات «الديكتاتورية» ومزاعم «البطولة»

كتب: أماني عبد الغني الجمعة 21-02-2014 18:18

قالت إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية إن الاحتفال بميلاد الرئيس الزيمبابوي، روبرت موجابي، الذي ولد في 21 فبراير 1924، ويتم عامه التسعين، الجمعة، أثار جدلا حول شخص القائد الإفريقي، الذي يراه الغرب «ديكتاتورًا» فيما يراه مؤيديه الأفارقة «بطلًا».

وأضافت «دويتشه فيله» أن «موجابي» اختاره القادة الأفارقة نائبا أول لرئيس الاتحاد الإفريقي فى 2014، واشترطوا لحضورهم قمة الاتحاد «الإفريقي- أوروبا»، فى إبريل المقبل، أن توجه إليه دعوة للحضور، وإلا قاطعوها جميعًأ، وكان نص ما قاله وزير خارجية زامبيا: «لو لم تحضر زيمبابوي القمة، فلن تحضر إفريقيا كلها».

وأشارت إلى مظاهر التأييد العارم الذي يحظى به «موجابي»، فنقلت ما جاء على لسان بافور أنكوما، رئيس تحرير مجلة «نيو أفريكان»، لندن، الذي اعتبر وصف «موجابي» بـ«الديكتاتور» «نوعًا من العبثية»، قائلًا: «لو أنك طالعت الإعلام الغربي لرأيته يصور (موجابي) بالديكتاتور الذي يأكل شعبه مع كل وجبة يتناولها، ولكنك لو التقيته شخصيًا لأبهرتك إنسانيته».

وأوضحت أن «أنكوما» صحفي غاني، وأنه هو والعاملين معه بالمجلة من المولعين بشخص «موجابي» ويروا أن القائد الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي العقوبات، إثر اتهامات بانتهاكات إنسانية بالغة، هو بالفعل «بطل يناضل من أجل الحرية»، حتى أنه في استطلاع رأي أجرته المجلة، فى 2004، وطالبت فيه قرائها بإدراج شخصيات لقائمة أهم 100 شخصية بإفريقيا، جاء ترتيب «موجابي» الثالث بعد نيلسون مانديلا، وكوامي نكروما.

وفسرت «دويتشه فيله» الشعبية التي يحظى بها «موجابي» بين القادة الأفارقة، وأعزتها إلى براعته السياسية التي مكنته من إقامة علاقات قوية وجيدة مع الكثيرين، مضيفة أنه نجح، كمحارب ضد حكم الأقلية البيض، فى التواصل مع عدد من الحركات الثورية في إفريقيا، وأصبح حليفًا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بجنوب إفريقيا، كما اتنقل إلى تازانيا، وموزمبيق، وعاش بهما فترة، نجح خلالها في إقامة صداقات مع رفاق بالجيش هناك، أصبح معظمهم اليوم، قادة وساسة بارزين، ولا يزالون جميعهم يدعمون «موجابي» ويكنون له الولاء.

وأضافت أن الخطاب السياسي المُعادي للغرب الذي يتبناه «موجابي»، يستميل شرائح عريضة من عوام بعض الدول الإفريقية ونخبتها، الذين طربت آذانهم لخطبه الرنانة التي يشجب فيها الهيمنة الغربية، داعيًا الأفارقة إلى التمسك ببلادهم وإحكام قبضتهم عليها ومواردها، لافتًا إلى أن الفقر وغياب عدالة توزيع الثروات الطبيعية يعد جزًء أصيلًا من التركة التي خلفها الاستعمار.

وعلى الجانب الأخر، أوضحت «دويتشه فيله» أن «موجابي» الذي حرر بلاده، وحقق لها الاستقلال عن قبضة الاستعمار البريطاني، فى 1980، ظل يحظى باحترام الغرب خلال العقدين الثامن والتاسع من القرن العشرين، حتى أن الملكة «إليزابيث» منحته وسام الدكتوراة الفخرية، ولكنه سرعان ما استحال بأعين الغرب «ديكتاتورًا» حين سمح للميليشيات الزيمبابوية باحتلال عزب البيض.

وأشارت إلى بعض المشاهد التي رسمت صورة «ديكتاتورية» لـ «موجابي»، ومن بينها المذبحة التي ارتكبها الجنود الزيمابويين، بأمر منه، ضد مؤيدي جوشوا بكومو، زعيم المعارضة المنافس ، والخصم اللدود لـ «موجابي» ، وفي 2005 استهدفت الحكومة الزيمبابوية سكان الأحياء الفقيرة في «هراري»، عاصمة زيمبابوي، فقامت بتدمير ما يزيد عن 50 ألف منزل، واعتقلت حوالي30 ألف شخص، وشردت مليون آخرين.

وأضافت أن النقاد اعتبروا تأييد سكان تلك الأحياء لزعماء المعارضة، سببًا لقيام الجنود بهذه الفعلة، وهو ما أكده قيام الحكومة في تلك الأثناء بحملة اعتقالات موسعة ضد زعماء المعارضة ونقابيين عماليين، وفي 2008 راح ما يزيد عن 300 مواطن زيمبابوي ضحايا لمرض الكوليرا الذي تفشى في البلاد بسبب تدهور خدمات الصحة التي تقدمها الحكومة، والتي تسببت سياساتها الاقتصادية أيضًا في ارتفاع معدلات الفقر، لتصبح زيمبابوي صاحبة معدلات التضخم الأعلى عالميًا.