نياشين وأوسمة وشهادات تقدير.. حائط البطولات

الخميس 08-04-2010 23:00

«حائط البطولات»، جدار نادر، يوجد فقط فى بيوت القادة والمميزين، ويلخص بمعلقاته إنجازاتهم، قد يصنعه البعض بغرض الاستعراض، أو التنظيم أو لمعزة معروضاته الخاصة.

الخبير الاستراتيجى اللواء د. إبراهيم شكيب يقول: لدى العسكريين دائما حائط من هذا النوع، وعادة ما يوجد بحجرة الصالون، ويمنح زائر المنزل فكرة وافية عن مضيفه وتاريخه، كما أنه رسالة غير مباشرة لأسرته عن حجم عطائه فى الحياة وتميزه فى عمله، وهو دليل دامغ على تقدير وطنه لجهوده، وعن نفسى أسعد جدا حينما يستفسر أحد ضيوفى عن وسام أو درع حصلت عليه معروض على حائطى،

فأنا أحفظ عن ظهر قلب جميع المناسبات المتعلقة بمعروضات حائط بطولاتى، وتأتى قيمة هذه المعروضات من جمالها الشكلى ودلالتها التى تفيد التكريم، وأعزها وأقربها لقلبى ما يخص حرب أكتوبر، تلك الحرب التى أعتبر مشاركتى بها فى حد ذاتها أكبر تقدير وتكريم لى وهى الوسام الحقيقى فى حياتى العسكرية، وقمت أنا وزوجتى بتصميم هذا الحائط وترتيب المعروضات عليه، وفق رؤية جمالية بسيطة، وحرصنا أن نبتعد عن تكديس المعلقات عليه، لأن ذلك يكسب الحائط قبحا وينافى غرضنا من أن يترك فى الناظر أثراً طيباً، وأغلب المعروضات محفوظة داخل براويز من الزجاج لحمايتها، وعادة ما أشرف على تنظيف هذا الحائط حتى لا تتلفه أيدى غير خبيرة، فبعض مكوناته عزيزة على جداً وبعضها الآخر قيم وثمين.

الشاعر يس الفيل يقول: لم أنتبه لامتلاك حائط كهذا رغم حصولى على أكثر من أربعين جائزة بينها جائزتان رفيعتان هما البابطين، والجائزة الأولى من المجلس الأعلى للفنون والآداب، علاوة على شهادات تقدير كثيرة، انشغلت بالقراءة والكتابة عن تلك المظاهر، كما أننى لا أمتلك القدرة المالية لهذا الترف، وجوائزى وشهادات تقديرى، ترقد فى كراتين عدة بشقة مهجورة لى فى دمنهور، وأعرف أدباء كان لديهم حائط البطولات هذا، ومنهم ثروت أباظة ويوسف السباعى اللذان جمعتنى بهما معرفة مباشرة قبل رحيلهما.

الفنان د. خليل مرسى يقول: لدى حائط بطولات ولكنه فى مكتبى وليس بالمنزل، أعلق عليه الكثير من شهادات التقدير والجوائز التى حصلت عليها خلال رحلتى الفنية، وأعز تلك المعروضات شهادة تقدير حصلت عليها من إدارة المسرح الجزائرى المحترف، فهى الأقرب زمنيا بين المعلقات كما أنها من جهة مسرحية قديرة ومشهود لها فى الوسط الثقافى العربى، وأفضل أن أعلق جوائزى وشهادات التقدير التى أحصل عليها فوق حائطى بدلا من تخزينها، حيث أشعر بأنها حية نابضة ومن حقها أن تنتعش وتتنفس، وتزدهر، كما أن رؤيتها تدفعنى لمزيد من الإنجاز، وتشعرنى بأن جهودى لم تذهب سدى، لم أصمم حائط بطولاتى ليراه الناس وإنما لأراه أنا وأشعر بمزيد من الرضا عن نفسى.