نشر العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة، تقريرًا بشان تغيب 8 أفراد مصريين في رحلة سفاري بجبل سانت كاترين، مقدمًا «بخالص التعازي للشعب المصري العظيم ولأسر الضحايا».
وقال «علي»، في صفحته على «فيس بوك»، مساء الأربعاء: «في الساعة 12:45 يوم 17فبراير، أخطر قسم شرطة كاترين بتغيب 8 مصريين من رحلة سفارى بمنطقة وادى جبال سانت كاترين، ودفعت القوات المسلحة بـ 3 دوريات حرس حدود بالتعاون مع البدو والمسؤولين عن الرحلة إلى الوادى لتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ مع إخطار القوات الجوية بتجهيز هليوكوبتر للمعاونة في أعمال البحث».
وأكد أن «وادي الجبال له طبيعة جغرافية وعرة، وغير صالح لسير المركبات أو الدرجات البخارية، وقد تم دخوله سيرًا على الأقدام بإصطحاب عدد من الجمال، ولكن بعد سير حوالى 7 كيلومتر في الوادى توقفت الجمال نظرًا لغلق الوادي بالكتل الصخرية وعدم وجود أى طريق يصلح لسيرها عليه» .
وتابع: «استمرت الدوريات والبدو فى أعمال البحث والتفتيش حتى تم العثور على عدد 4 أفراد من المفقودين أحياء، وتم حملهم ونقلهم إلى المنطقة المتواجد بها الجمال ولعمل الإسعافات الطبية والإدارية اللازمة وتم نقلهم بالجمال نظراً لإصابتهم بحالة إعياء شديدة حيث أبلغوا بوفاة عدد 3 آخرين وفقد الرابع،وفي الساعة 1600، تم إقلاع طائرة هليوكوبتر من مطار أبو رديس وهبوطها في منطقة آمنة خارج الوادي وتم التقاط 2 من البدو للعمل كأدلة للمعاونة في أعمال البحث عن الأربعة الآخرين (الجثث + المفقود)، ولم يستدل على أماكنهم نظراً لإنخفاض الرؤية وتواجد الثلج الكثيف على الجبال والوديان ودخول الليل وحلول الظلام».
وواصل: «في الساعة 1800، تم إقلاع هليوكوبتر وإلقاء مؤن إضافية للدوريات والأربع أفراد الذين تم العثور عليهم أحياء نظرا للبرودة الشديدة التي قد وصلت درجة الحرارة داخل الوادى إلى-11».
وأشار إلى أنه «في الساعة السابعة يوم 18 فبراير، تم إقلاع طائرة هليوكوبتر والهبوط بالوادي لنقل الأفراد الأربعة إلى مطار سانت كاترين ثم نقلهم إلى المستشفى لعمل الرعاية اللازمة،بالتزامن مع ما سبق، تم تحريك داوريات لحرس الحدود للبحث عن باقي الأفراد المفقودين فتم العثور على ثلاثة أفراد من المفقودين متوفيين أعلى جبل مغطى بالثلوج وتم نقلهم بالنقالات، وتعاون رجال حرس الحدود مع البدو في حمل الجثامين على الأكتاف من أعلى الجبل إلى أسفل الوادي في ظروف جوية صعبة والتحرك لمسافة حوالي 3 كيلومتر على الأقدام حتى وصلوا إلى منطقة يصعب عبورها نظراً لتواجد مناطق بها سيول في قاع الوادى وبلغ منسوب المياه حوالي 1 متر وعلى وشك التجمد مع عدم وجود منطقة قريبة صالحة لهبوط الطائرة، وكان هذا المكان على مسافة حوالي 2 كيلومتر من المنطقة التي سبق هبوط الطائرة بها، وفي الساعة الثالثة، تم تنفيذ طلعة هليوكوبتر لإستطلاع منطقة الوادى لإلتقاط الجثامين ولكن نظرًا لصعوبة الرؤية داخل الوادى اضطرت الطائرة للعودة إلى مطار أبورديس لإعادة الملىء، والاستعداد للإقلاع مرة أخرى،تم مبيت الدوريات بجوار الجثامين لصباح اليوم التالي في ظروف جوية صعبة جداً».
وأردف: «في الساعة الثامنة يوم الأربعاء تم إقلاع طائرة هليوكوبتر من مطار أبورديس إلى الوادي وهبوطها في الوادي لنقل الجثامين إلى مطار سانت كاترين ثم نقلهم إلى المستشفى لعمل الإجراءات اللازمة لإستخراج تصاريح الدفن،وعلى سياق متصل تم دفع عدد 2 دورية إضافية للمعاونة في أعمال البحث عن الفرد الرابع وهو محمد رمضان, وبالتعاون مع البدو تم العثور عليه متوفيًا أعلى الجبل وتم نقله إلى أرض الهبوط، وفي الساعة الواحدةتم إقلاع هليوكوبتر والهبوط داخل الوادى لنقل الجثمان الرابع إلى مستشفى سانت كاترين لعمل اللازم وإستخراج تصريح الدفن» .
واستطرد «علي»: «تم التصديق على طائرة لنقل الجثامين من مطار سانت كاترين إلى قاعدة الماظة الجوية بعد إنتهاء الإجراءات،وفي الساعة الخامسة والربعتم إقلاع طائرة عسكرية تقل جثامين ضحايا الحادث في طريقها إلى القاهرة، ومنتظر وصولها إلى قاعدة ألماظة الجوية في حدود الساعة السابعة من مساء الأربعاء».
وأوضح المتحدث العسكري أن هناك «اعتبارات وملاحظات هامة مرتبطة بالواقعةهي أنالقوات المسلحة ومركز البحث والإنقاذ التابع لها لم يتم إخطارهما بالرحلة من قبل الجهة القائمة على تنفيذ رحلة السفاري أو الأفراد القائمين به ، وهو الأمر المفترض حدوثه قبل تنفيذ مثل تلك الأنشطة الخطرة لإجراء التنسيقات اللازمة مع مركز البحث والإنقاذ لتنسيق (أسلوب التبليغ عند حدوث عارض معين - معرفة المحددات والمحاذير المتعلقة بمنطقة النشاط مثل(المناطق الخطرة التى يجب تفاديها - مناطق الإنهيارات الصخرية - مجارى السيول - ....)، المناطق الصالحة للالتقاط عند حدوث طارئ - أسلوب الاتصال مع المركز وأشارات التبليغ - التنويه عن الظروف الجوية والنوات».
أوضح أن «تحرك عناصر القوات المسلحة من القوات الجوية وحرس الحدود وقصاصي الآثر جاء بمجرد تلقيها البلاغ بالحادث، وكان ذلك بعد يومين من دخول الضحايا إلى وادي الجبال، وأستخدمت القوات على الفور كل الوسائل والإمكانيات المتاحة للتعامل مع الموقف،الطبيعة الجغرافية لجبال سانت كاترين المذكورة لا تصلح مطلقاً لهبوط الطائرات خاصة وأنها منطقة جبلية صخرية وعرة، وأن أي محاولات للهبوط عليها يعرض الطائرة وطاقمها لخطر جسيم، وبالتالى فشل عملية الإنقاذ،والظروف الجوية الصعبة بالوادى وانخفاض درجة الحرارة إلى حوالي -11، والتي تسببت في تكوين الثلوج، فضلاً عن إنعدام الرؤية في معظم أجزءاه، شكلت تحديات كادت تفشل عملية الإنقاذ وتؤدي بحياة القائمين عليها، إلا أن أصرارهم على إتمام العملية ساهم في إستكمالها بكل حرفية وفقاً للظروف المتاحة بتلك المنطقة الخطرة»
وفي نهاية التقرير قال «علي»: «تتقدم القوات المسلحة بخالص التعازى للشعب المصرى العظيم ولأسر الضحايا ، داعين الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وللمصابين الشفاء العاجل» .
وتابع: «كما تتقدم القوات المسلحة بالتحية والتقدير لرجالها البواسل من القوات الجوية وعناصر حرس الحدود وقصاصي الآثر وبدو سيناء المخلصين على جهودهم الحثيثة لإتمام عملية الإنقاذ وسط ظروف جغرافية وجوية استثنائية» .