عبر الدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن تقديره للدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء في نشر الوعي الصحيح بالدين الإسلامي في الفترة الماضية، و«دورها المؤثر والملموس في المجتمع المصري والعالم الخارجي»، على حد تعبيره.
وأكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أن «المجتمع المصري في 30 يونيو قرر أن ينتصر لتياره الرئيسي واستطاع أن يشكل مصيره من جديد بل وأعاد التدين الوسطي إلى الساحة المصرية».
وأوضح «حجازي» خلال الندوة التي عقدتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان «الفكر الاستراتيجي وعلاقته بالإفتاء» تحت رعاية فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن «التدين الوسطي يحتاج من نخبة المجتمع أن تضع له الملامح والأطر العامة لإدارة الاختلاف وتحديد معايير الأهلية والكفاءة ومن له حق التصدر للفتوى واعتلاء المنابر، وعلاقة ذلك بمقاصد الشريعة والسياقات العامة ومعرفة الواقع وعلاقته بالحقيقة».
وأشار الدكتور مصطفى حجازي إلى أنه «بغير هذه الضوابط والأطر العامة التي يضعها أهل الاختصاص من الممكن أن يتدخل أحد ويحيل هذا التدين الفطري مرة أخرى إلى روافد جانبية و(مستنقعات آسنة) لا تفيد المجتمع»، مؤكدًا أنه «إذا غاب الخطاب الديني المقاصدي فإنه سيحل مكانه خطاب آخر يتسم بالتنطع».
وأضاف «حجازي» أن «المعركة القادمة معركة فكرية، وهناك معركة على وعي الجماهير»، لافتًا إلى أنه «ينبغي ألا يترك مساحات فراغ يملؤها المغرضون»، مؤكدًا أن «المصريين قادرون على ضبط إيقاع الأمور في المرحلة القادمة».
من جانبه أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن «قضية الأهلية والكفاءة في تولي المهام من الأسس الثابتة التي اهتم بها الإسلام بداية من إمام المسجد إلى تولي الوظائف العامة حيث قال النبي (ص): (فليؤمكم أقرؤكم أو أفقهكم) إلى الكفاءة في تولي الوظائف العامة».
وأوضح فضيلته أن «شرط الكفاءة في تولي المهام كان مسيطرا في الفكر والتشريع الإسلامي، على كل مناحي الحياة»، مشيرًا إلى أن «الإدارة الحسنة هي التي تلتزم بمبدأ الكفاءة عند تولي المهام والمناصب العامة».