عم علاء.. مصرى بسيط حاصل على دبلوم صناعى.. ابتكر طريقة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة رخيصة بالإضافة إلى 30 اختراعا آخر، لكن الروتين الحكومى وارتفاع تكلفة تسجيل الاختراعات يقفان عائقا أمام أحلامه حتى إنه أصبح يتمنى السفر إلى أى دولة لأنه حسب كلامه «عايش ميت فى بلدى»
«بيكيا.. بيكيا.. أى حاجة قديمة للبيع».. كانت هذه الكلمات تطرب أذن علاء عبداللطيف منذ صغره وبمجرد أن يسمعها يسرع ليتتبع مصدر الصوت حتى يصل للعربة الكارو، التى كانت تحوى قطع الخردة والأجهزة التالفة ليفتش فيها عن شىء يشتريه ليفيده فى تنفيذ ابتكاره، وكان بائع الروبابيكيا بمثابة المنقذ لموهبة علاء التى كانت مهددة بالموت المبكر لضيق الحال وبساطة المعيشة.
جهاز لتوليد الكهرباء دون شحن هو أهم وأقرب اختراع لقلب علاء الرجل الخمسينى خريج دبلوم الصناعة الذى تحدث عنه قائلا «الجهاز يولد الكهرباء 220 فولت ويستطيع أن يعمل 12 ساعة فى اليوم لمدة 3 سنوات ولا يتم شحنه نهائيا، وبمجرد أن ينتهى التيار الكهربائى منه يتلف ولا يستخدم مره أخرى».
ويضيف، وهو يتحدث بحرص شديد، خوفا من إفشاء سر ابتكاره ويشير إلى الجهاز الذى وضعه فى «كيسة» كمبيوتر قائلا «الجهاز مكون من الداخل من مجموعة دوائر إلكترونية وكهربية مدمج مع بطاريات مبتكرة بشكل معين حيث يولد الجهاز الكهرباء من تلقاء نفسه ويتم تخزينها فى البطاريات».
5 آلاف جنيه هى تكلفة جهاز توليد الكهرباء وحسب ما قال علاء فإن فكرة ابتكاره يمكن أن يتم تنفيذها على شكل أكبر لتكون محطة توليد كهرباء لكنها تحتاج لإمكانيات مادية ضخمة.
15 ابتكارا هى حصيلة الاختراعات التى حاول تسجيلها بأكاديمية البحث العلمى لكنه لم يكمل الإجراءات لعدم قدرته على تسديد رسوم التسجيل «مش كفايا إن الواحد كلف نفسه واخترع ونفذ هيدفع فلوس كمان وأنا عندى 30 اختراع هصرف عليهم ولا هصرف على عيالى».
اختراعات أخرى عديدة تحدث عنها علاء منها قارب صغير يعمل بجهاز توليد الكهرباء الذى ابتكره ويسير بسرعة 40 كيلو فى الساعة ومكون من محركات كهربائية صغيرة تدفع القارب للأمام مع وجود دفة للتحكم فى اتجاهاته، تحدث علاء عنه وهو يشير لبعض لقطات الفيديو التى سجلها عندما ذهب لتجربة القارب بمطروح وقال «صممت القارب بحجم صغير لكنى أقدر أصمم واحد اكبر ودا يتوقف على قدرة المولد الكهربائى الذى يدفعه فى المياه».
سيارة كهربائية ابتكار آخر لعلاء، قام بتنفيذها وهى عبارة عن مجموعة محركات ومواتير تعمل بالكهرباء متولدة من جهاز لتوليد التيار الكهربى. وموهبة علاء يستفيد منها جيرانه وزملاؤه حتى عمله بمؤسسة يوم المستشفيات للتنمية والتأهيل فتجده قابعا بين قطع الحديد وعدة اللحام داخل الورشة الصغيرة بعمله يفكر فى ابتكار وتنفيذ أجهزة طبية رخيصة الثمن فيقول:
«ابتكرت من خلال عملى كرسيا للمعاقين يسير بالكهرباء وبسرعة 30 كيلو فى الساعة وبمكونات بسيطة وبتكلفة لا تتعدى الـ3 آلاف جنيه».
«أنا مبتكر بالفطرة من صغرى».. هكذا يرى علاء نفسه وأوضح: «ابتكرت وأنا فى الابتدائى جهازا يعرض الصور والأفلام زى السينما وصنعته من صندوق خشبى وعدسة زجاجية ومصباح كهربائى وقمت بعرض صور الأفلام»، ويضيف «وفى الثمانينيات ابتكرت طائرة ونحت مروحتها من الشجر».
يعشق علاء النحت ويقضى أوقاتا بعد عودته من العمل فى ممارسة هذه الهواية القريبة إلى قلبه كما يكتب الشعر وينظم كلماته ببراعة فيقول «يا سفينة شقى طريقك لا تهابى الريح أنا راكب فوق ظهرك وكلامى صريح.. إن هب الريح لا تخافى شدى قلوعك واتعافى».
ورغم مواهبه المتعددة إلا أنه لم ينتفع بأى منها بعد مرور 50 عاماً من عمره ولايزال يعيش على أمل النجاح والشهرة فيقول: « رغم إنى كل يوم بخسر ولم أكسب من وراء اختراعاتى شيئاً لكن عندى يقين أن ربنا هيقف جنبى وينجحنى قريب جدا». كلام علاء يوضح أن اليأس لم يتسلل لقلبه لكنه غير راض بالمرة عن تعامل الدولة مع المخترعين.
وقال بحسرة: «الدولة تقتل المخترعين بالحيا «لو عرض عليا السفر لأى بلد فى الدنيا سأوافق فى الحال لأن الواحد مات فى بلده وعايز يعيش فى أى مكان تانى يهتم به وبموهبته واختراعاته».