خبراء: نخشى أن تنتهى «هوجة يوم اليتيم» وننسى الأيتام باقى السنة

السبت 03-04-2010 23:00

النوايا الحسنة ليست بالضرورة أن تؤدى لنتائج جيدة، فإذا كانت نية من فكروا فى إقامة يوم لليتيم هى لفت الأنظار إلى المعاناة التى يلاقيها كل يتيم مصرى سواء كانت مادية أو معنوية، فإن خبراء الاجتماع وعلم النفس اختلفوا حول الفكرة وجدواها، البعض خشى أن تذكر اليتيم بمعاناته دون أن تحلها، وآخرون رأوا أنها خطوة يجب أن تتبعها خطوات أكثر فاعلية. الخبراء أجمعوا على أن السنة كلها لليتيم وليس يوما واحدا ينتهى بانتهاء «الهوجة».

الدكتور سمير نعيم أحمد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، هاجم بشدة تخصيص الجمعة الأول من شهر أبريل يوما لليتيم، واصفا الأمر بأنه نوع من الـ«المنظرة» الاجتماعية والتظاهر، قائلا «المعنى اللغوى لليتيم هو الذى يفقد أحد والديه أو كليهما، أما فى الواقع فلا يطلق اسم اليتيم سوى على أبناء وبنات الفقراء، وبالتالى فإن هؤلاء الذين يتم التصدق عليهم أو كفالتهم هم الفقراء، والذين يتم وصمهم بلقب اليتيم، فمثلا يحدث أن يدخل المعلم إلى الفصل وهو يقول اليتيم يرفع إيده، ليقوم بإعطائه صدقة أو معونة وهو يفضحه أمام جميع زملائه بأنه فقير ويحتاج إلى المساعدة»، وأضاف نعيم «فى رأيى يوم اليتيم يمثل انحرافا عن الهدف الحقيقى لرعاية الفقراء وأبناء الفقراء بشكل كريم ولائق ويهدف إلى الاستمرارية، فما يحدث حاليا يتسم بالأنانية».

وأشار نعيم إلى أن ما يحدث كل عام فى يوم اليتيم من الصخب والجلبة الإعلامية والدعاية عن الذات فى وسائل الإعلام المختلفة يجعل اليتيم يصاب بالدهشة من التخمة التى يحظى بها فى يوم واحد فقط من أيام السنة، حيث يأتى إليه مئات المواطنين الذين يقدمون له الملابس والحلوى والهدايا ويلتقطون الصور معه ثم يغيبون عنه مرة أخرى لمدة 364 يوما.

الدكتور هاشم بحرى، أستاذ واستشارى الطب النفسى بجامعة الأزهر رأى أن احتفالات يوم اليتيم شىء مؤقت، تدوم لمدة يوم واحد، وبعدها تنتهى «الزفة»، لكن من خلال عمله المتواصل مع الأيتام، يرى بحرى أن «اليتيم يحتاج لمن يشعره بالتقدير والحب معا .. هم خائفون من المستقبل ووظيفة المجتمع أن يطمئنهم.. خاصة الأطفال فى المدارس حيث ينمو لديهم إحساس بأنهم غير طبيعيين كباقى زملائهم وهو أمر شديد الخطورة».

«مازلنا إلى الآن لا نعطى حق اليتيم بصدق» هكذا رأت د. آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، مضيفة أن هذه القضية مازال يغيب عنها الجانب الإنسانى: «أستطيع أن أقول إن الأيتام يتعرضون لسرقة المساعدات التى تذهب إليهم»، وأشارت نصير إلى أن الأوامر الإسلامية والمطالب الإنسانية سواء فى معاملة اليتامى أو فى أمانة وصول الموارد إليهم والعناية بهم من الجانب الإنسانى غير موجودة، وما يحدث من أخطاء كثير، ولا يخرج إلا ما يغطيها فقط.

ورأت نصير أن قضية الأيتام فى مصر لن يجدى فيها نفعا سوى إصلاح الضمائر والأخلاق، وتولى الأمر بشكل جاد إعلاميا.