«زي النهاردة» وفاة الأديب وعالم اللغة اللبناني ناصيف اليازجي 8 فبراير 1871

كتب: ماهر حسن السبت 08-02-2014 07:43

ولد الأديب والشاعر اللبناني، ناصيف بن عبد الله بن جنبلاط بن سعد اليازجي، ويعرف اختصار باسم ناصيف اليازجي، في 25 مارس 1800 قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني لأسرة «اليازجي» التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص وقد لعب دورا كبيرا في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر.

عمل لدى الأسرة الشهابية كاتبا وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث وكانت أسرة ناصيف اليازجي في بداية القرن السابع عشر تقطن قرى حوران فهاجر أفراد منها إلى مدينة حمص وراحوا يكتبون للولاة والحكام فأطلق عليهم اسم الكاتب وهو بالتركية «اليازجي» وفي أواخر القرن السابع عشر هاجر أفراد من هذه الأسرة الكبيرة إلى غربي لبنان وعلى رأسهم سعد اليازجي، فأصبح كاتباً للأمير أحمد المعني آخر حاكم للبنان من المعنيين، ونال حظوة عنده فلقبه «بالشيخ» لوجاهته وعلمه، وأصبح هذه اللقب ملازما لأفراد الأسرة خلال القرن الثامن عشر كتب آل اليازجي للأمراء الأرسلانيين والشهابيين.

كان عبد الله اليازجي والد ناصيف كاتبا للأمير حيدر الشهابي في قرية كفرشيما نشأ ناصيف ميالاً للأدب والشعر، وأقبل على المطالعة بنفسه ونظم الشعر وهو في العاشرة من عمره، وقد تلقى تعليمه على يد والده ثم أتمه على يد راهب ماروني كما أنه كان شاعرا زجالا كما و خطاطا ماهرا ولشدة مهارته دعاه البطريك أغناطيوس ليكتب له في دير القرقفة قرب كفر شيما.

ازدادت شهرته بعد ذلك فاستدعاه الأمير بشير الشهابي الكبير حاكم لبنان وجعله من كتاب ديوانه، وبقي في خدمته 12سنة وفي 1840 وبعد خروج الأمير بشير من لبنان إلى منفاه انتقل ناصيف اليازجي بأهل بيته إلى بيروت فأقام بها وتفرغ للمطالعة والتأليف والتدريس ونظم الشعر ومراسلة الأدباء فذاع صيته واشتهر ثم عاد لبيروت في 1840 بعد أن أُرغم الأمير الشهابي على مغادرة البلاد.

اتصل «اليازحي» بالمراسلين الأمريكيين يصحح مطبوعاتهم ولاسيما الكتاب المقدس الذي كان باشر بترجمته الدكتور عال سميث وكرنيليوس فانديك ودخل عضوا في الجمعية السورية والتف حوله الكثيرون ليتلقوا العلم علي يديه وجعله الأمريكان أستاذا في مدارسهم وفي 1863 استقدمه بطرس البستاني للتعليم في المدرسة الوطنية التي افتتحها في بيروت ولما أنشئت المدرسة البطريكية كان من أساتذتها، وكان يقوم بالتدريس في المدرستين المذكورتين معا.

دعي للتدريس في الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأمريكية في بيروت فيما بعد)، ودرس فيها اللغة العربية وآدابها، ودعا الناس على المساهمة في إحياء تراث اللغة ونشره، ويعتبر من أعلام بداية عصر النهضة العربية في القرن التاسع عشر ميلادي.

اشترك مع الدكتور كرنيليوس فان ديك والمعلم البستاني والشيخ يوسف الأسيري الأزهري في ترجمة الكتاب المقدس من اللغة الأصلية إلى اللغة العربية وتمت الترجمة بأكملها في 23 أغسطس 1864، وتم طبعه بالكامل في 29 مارس سنة 1865 وظل يدرس ويعلم ويؤلف حتى أصيب بفالج بالشلل النصفي في 1869 إلي أن توفي «زي النهاردة» في 8 فبراير سنة 1871 تاركا الكثير من المؤلفات في الصرف والنحو والبيان واللغة والمنطق والطب والتاريخ، كما ترك ديوانا شعريا ومراسلات شعرية ونثرية.