تخوين البرادعى!

نيوتن الجمعة 07-02-2014 20:18

انتقدت الدكتور محمد البرادعى. تكرر ذلك فى خواطر سابقة. لم أزل على موقفى. تقديراته خاطئة. لكن تخوينه أمر مريع. يدفع هو ثمن صمته على تخوين آخرين. أرفض تخوينه. مطلوب منه أن يشرح نفسه. كتب عنه الأستاذ حمدى قنديل انتقادات حادة. هاجمته قنوات كثيرة. برامج مختلفة. كتب ضده عشرات من الأقلام. تم تخوين رموز نظام مبارك. سكت البرادعى عن ذلك. لا أقول رحب به. مازال على موقفه هذا. لا يمكن قبول تقييمه بمقياس أنه ضد الوطنية المصرية.

كثيرون غاضبون من محمد البرادعى. ترك مصر فى توقيت مفصلى. أدار ظهره حتى لمن أيده. الذين وثقوا فيه صدمهم موقفه. دافع عن الإخوان فى وقت كانوا يقتلون فيه جنود وضباط الجيش والشرطة. مازالوا يفعلون. طلب الحوار. طلب المصالحة. لا أحد يريد ذلك. مشكلته أنه كان ضمن تركيبة 30 يونيو. فى فريق الحكم. كان الحكم يُطعن يوميا من الإخوان. كان البرادعى رغم ذلك يوصى بالحوار معهم. استقال بعد أن بدأت عملية فض اعتصام رابعة العدوية. لم يرد أن يكون فى سلطة تفعل ذلك. ثبت أن هذه السلطة كانت على حق. اختلفت أو اتفقت مع أدائها فى فض الاعتصام. لم يكن عليه أن يترك مصر فى هذا التوقيت. لم يراجع الدكتور البرادعى نفسه. مخطئ. لكن لا يجب اتهامه بأنه خائن. التخوين خطر. مثل التكفير. لو انتشر التخوين فسوف تعانى مصر من مشكلة كبيرة. الإخوان كفَّروا المجتمع. خوَّنوا كل السلطة. مارسوا الإرهاب بتبرير ذلك. وجدوا فى تكفير وتخوين الآخرين وسيلة لكى يفسروا إرهابهم. لم يكن الحوار معهم جائزاً. انسحب البرادعى من الساحة المصرية. لم يعد حتى يكتب تغريدات على موقع تويتر. لطرافة الأمر كانت آخر تغريداته عن أغنية تدعو للمصالحة. خَيَّب الإخوان والإرهابيون ظنه. فى اليوم التالى تم تفجير سيارة محملة بعبوة متفجرة هائلة فى وسط القاهرة. حادث مديرية أمن القاهرة.

كان على الدكتور البرادعى بدلا من السفر أن يواجه. أن يبقى فى مصر ولو استقال. الاستقالة لا توجب عليه أن يسافر. الكثيرون اعتبروا السفر فرارا. الوجود فى الوطن لا يُشترط فيه أن يكون مقرونا بمنصب فخيم. الدور الذى نذر له نفسه حين جاء إلى مصر سقط بهذه الرحلة الممتدة. أحبط مؤيديه. تسبب لهم فى صدمة. تزيد صدمتهم بتخوينه. لا يملكون الدفاع عنه. هو لا يدافع عن نفسه. تنتشر حوله حكايات بخصوص لقائه مع إخوان فى الخارج. ربما أطلق تلك الحكايات الإخوان. هو ترفع عن أن يرد على ذلك. أضاف مساحة لمن يهاجمونه.

البرادعى ليس من الإخوان. دافع عن الحوار معهم لكن ليس منهم. أنا لا أدافع عنه. أرفض التخوين. تم تخوين من اختلف معهم الكثيرون من قبل. حملة ظالمة. تبين أنها خاطئة. لا يجب ارتكاب خطأ مماثل مع البرادعى. هو يجب أن يساعد فى ذلك. عليه أن يتفهم الشعب الذى ينتمى إليه. لا ينعزل عنه.

newton_almasry@yahoo.com