قال سامح عاشور، نقيب المحامين، إن الدستور الجديد هو البرنامج الانتخابي لأي رئيس قادم، وطالب المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإسراع بإعلان موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية.
وطالب «عاشور»، في حواره مع «المصري اليوم»، وسائل الإعلام بالتعامل بمهنية والتخلي عن «التطبيل في المرحلة المقبلة».
كما اعتبر أن المرحلة المقبلة انتقالية والرئيس القادم سيكون مؤقتًا والبرلمان أيضًا، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية مفتوحة في حال ترشح السيسي، وتحدث عن استهداف نقابة المحامين من «فلول مبارك والإخوان»، كما وجه دعوة لكل القوى السياسية، ومن بينها «جبهة الإنقاذ الوطني»، إلى الاجتماع الآن على العمل الوطني للدستور وأن يضعوا له ترجمة يتم تقديمها للرأي العام والمسؤولين.. وإلى نص الحوار..
ماذا عن رؤيتك للمشهد السياسي في الفتره المقبلة، خاصة بعد الاستقرار على الدستور؟
أتفق مع إجراء الانتخابات الرئاسيه ثم البرلمانية، وبعد ذلك الاتفاق على المرشح القادم من قبل القوى الوطنية، سواء الاستقرار على دعم السيسي إذا ترشح أو غيره من الأسماء المطروحة، وكل ذلك يأتي من خلال التوافق الوطني القومي حتى لا يوجد تعارض بيننا وبين السيسي أو أي مرشح آخر، فالمرحلة القادمة تحتاج إلى شكل توافقي دون الدخول في صدام مع الحالة العامة أو الشارع، نريد تلاشي عمل صدامات دون سبب أو الدخول في معارك وهمية تستهلك الوقت دون فائدة، ثم بعد الانتهاء من الرئاسة نستعد لانتخابات البرلمانية.
وماذا نحتاج في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية؟
نحتاج لبرنامج رئاسي يتمثل في مشروع وطني مع تجهيز فريق عمل يقوم بهذا المشروع، ونحن لدينا البرنامج بل يعتبر أكبر برنامج انتخابي وهو ترجمة الدستور، الذي وافق عليه 20 مليون مصري، وفي الماضي كنا نعاني في الانتخابات الرئاسية بالانشغال بالبحث عن البرنامج، الذي يحقق للشعب الحياة الكريمة، وهذه مسؤولية علي من يشغل أي منصب في الدولة بداية من الرئيس وحكومته والبرلمان لابد أن يفهموا أن من يأتي لكي يترجم الدستور باعتباره عملًا وطنيًّا، ولا أحد يتبنى أي فكر خارج هذا الإطار أو يعطل تنفيذه بل أي مرشح قادم يجب ألا يبحث عن برنامج بعيدًا عن ترجمه الدستور، وهو أحسن مشروع وطني ولابد من ترجمته، ونحن مازلنا في المرحلة الانتقالية.
ماذا تقصد بأننا مازلنا في المرحلة الانتقالية؟
بالتأكيد، الفترة المقبلة مرحلة انتقالية، والرئيس القادم للبلاد هو (رئيس مؤقت) فهو سيقوم باستكمال عملية البناء، التي بدأها عدلي منصور، حيث قام فيها بمرحلة واحدة، وأيضا البرلمان القادم اعتبره انتقاليًّا، فالمؤسسة التشريعية هي التي تترجم الواقع الدستوري إلى نصوص وتشريعات، التي تساهم في سياسة المستقبل، خاصة أنه يوجد أشياء كثيرة متروكة بما فيه التعديل الدستوري إن وجد، وطالما اتفقنا أننا نعيش في مرحلة (مؤقتة) في اختيار الرئيس والبرلمان، لذلك نحتاج إلى استغلال كل الجهود الفئات من قيادات وشعب، والذي يحكمنا ويربطنا هو الدستور الوطني، الذي أعتبره وثيقة.
كيف يمكن ترجمة هذا المشروع الوطني (الدستور) ضمن برنامج انتخابي لأي رئيس قادم؟
الاستعانة بخبراء متخصصين في كل الاختصاصات، والرجوع إلى كل مختص في كل المجالات، الاقتصاد والسياسة والتنمية وغيرها، ولدينا خبراء بارعون يحتاجون فقط التوظيف الصحيح، فنحن مقبلون على مراحل انتقالية للادارة المحلية، حيث يسمح الدستور لكل المواقع المحلية بانتخاب كل مواقعها من محافظ ورئيس مدينة ورئيس حي، لذلك نحتاج أن نعمل من الآن على تأهيل القيادات، التي تتولى تجهيز المصريين لذلك، والعمل على سرد المخصصات، التي وضعها الدستور في باقي الأنظمة كالانتفاع بـ4% للانتفاع القومي التعليمي، و3% للصحة، و2% للتعليم الجامعي وللبحث العلمي، مع توضيح نصوص الأمن غير المؤهل مع إبراز قانون مقاومة الإرهاب، ونحتاج إلى التفكير في وضع خطة للتنفيذ، وكيف يمكن توفير هذه النسب وأي رئيس محتاج إلى 3 موازنات للقيام بكل ذلك.
ماذا تقصد بأن الشرطة غير مؤهلة؟
توجد في الشرطة أدوات جديدة وتقنية جديدة، ويظل التعامل بنفس الثقافة القديمة لابد أن تواكب ما يجري من تغيير، وأغلب المآزق والأخطاء، التي تقع من الشرطة وآخرها ما يحدث داخل الجامعات، وغيرها من أحداث يأتي نتيجة غياب هذه التقنيات وغياب الثقافة الحديثة المتطورة في التعامل.
ماذا تريد من جهاز الشرطة وهو تعرض للعديد من الحملات المضادة للعمل على سقوطه؟
لا خلاف على أن الشرطة تعرضت للعديد من الحملات، وتوجد اجتهادات من القيادات لتحسين وضعها، وهذه الاجتهادات تجهض بسبب الثقافة القديمة وقلة الإمكانيات، وتتعرض سيارات الشرطة للحرق نتيجة تعطلها، مع إني ضد تفعيل قانون التظاهر، فهذا القانون موجود في كل العالم وليس بجديد ولكنه متواجد في دول مستقرة سياسا وأمنيا وأيضا عندها جاهزية أمنية، لكننا لسنا بحاجة لمثل هذا القانون الآن، ونحن في حالة عدم استقرار سياسي وأمني، ولماذا نضع أنفسنا في مشنقة، ووضعنا في معارك وهمية، بل نضع الشرطة في مأزق لفشلها في تنفيذ هذا القانون، وفي المقابل نلزمها بتنفذها وفي حال تنفيذها نخسر أرواحًا، وبرغم أن ذلك غير مقصود ولا مستهدف، ففض المظاهرات لا يحتاج لقانون، ولنتعلم من الخارج فض التجمعات، كي نراعي حالة افتعال اضطراب يومي من قبل الإخوان بجانب الاحتقان العام الموجود في الشارع، ولابد أن نجهض محاولاتهم فالإخوان تفوقهم الحقيقي في إجهاض وهدم الدولة وفشلوا في البناء، والموت أصبح لدى قيادته شيء (لذيذ)، وفقدوا كل الإنسانيات، وكلهم يدافعون بأبنائهم ليموتوا.
كيف يري الشعب المصري الرئيس القادم، من وجهه نظرك؟
الأزمة أن الشعب يتوقع أن الرئيس المقبل سوف يأتي محملًا بـ(الفلوس) لكي يحل كل الأزمات بمجرد توليه المنصب، وهذا خطأ كبير وأناشدهم أن يتخلصوا قبل الانتخابات من ذلك، رغم جزء من نجاح الرئيس في مهمته كيفية تدبير الموارد، لكن لابد أن نعطيه الفرصة الكاملة والصبر عليه، ويجب عليه أن يضع في أولوياته الاستثمارات، التي تساعد في در أموال لكي تساعد في سد الاحتياجات بشكل سريع، كاستثمارات السياحة والاستثمارات، التي تحقق عوائد عالية، ولابد أن يفكر في عمل مشروع قومي على وتيرة بناء السد العالي مع الكف بالأحاديث في الإعلام المرئي وغير المرئي، وعندما يري الشعب كل ذلك سيقف بجانبه ويدعمه.
معني ذلك أننا نملك العديد من الحلول لكل أزمتنا، فماذا ننتظر إذن؟
لذلك أوجه دعوة من خلال جريدتكم لكل القوى الوطنية ومنها جبهة الإنقاذ، وأن يجتمعوا الآن على العمل الوطني للدستور ويضعوا له ترجمة، ونقدم هذه الترجمة للرأي العام والمسؤولين، وهذه جاهزة لدينا بمساعدة الخبراء، ونضع كل خبير في مجاله دون الاستعانة بخبير اقتصادي لتحليل الوضع الأمني أو اقصادي لتحليل الوضع السياسي، والفترة المقبلة تحتاج كل متخصص أن يلعب دوره في مجاله، ولدينا في كل تخصص خبراء يؤدون الدور بأعلى مستوى وينقصنا التوظيف الصحيح في التوقيت المناسب.
هل من الممكن أن نلجأ إلى الاستعانة بخبراء من الخارج كما فعلت بعض الدول؟
وما الذي يمنع، فيمكن الاستعانة بخبراء من الخارج، وهذا مشروع لو وضعنا كل أزمتنا لدى المتخصصين فيها سننهض سريعًا، وعلى سبيل المثال أزمة المرور، التي تؤرقنا بشكل يومي، دائمًا نكلف السيد اللواء غير المختص بوضع خطة، وهذا من اختصاص علم الهندسة، لذلك نريد وضع ضوابط لطرق علمية أكثر اختصاصا، نحن نحتاج للتعامل السليم والمختص.
ماذا عن إعلانك ترشحك للانتخابات الرئاسية؟
إعلاني مرهون بالقبول الجماعي للرؤية والاتفاق علي شخصي من جميع القوى الوطنية والشعبية مع الاتفاق على الفريق والبرنامج، وعدم ترشح السيسي للرئاسة أيضا، فهو رقم مهم على الساحة لكل الجهات، وما تتطلبه المصلحة الوطنية ودوري الوطني سأقوم به سواء كنت رئيسًا أو مواطنًا، وليس هدفي هو الحصول على منصب ولست مرشحًا افتراضيًا، ودارت حوارات بيني وبين البعض من جبهة الإنقاذ، ولكن لا أفصح الآن عن تفاصيل إلا في الوقت المناسب، وتأخر السيسي في إعلان موقفه يضع الكثير في مأزق وحرج، فالشارع يعتبر من يعلن ترشحه أنه ينزل ضده وهذا غير صحيح.
ما رأيك عن الحملات التي بدأت من البعض بالهجوم والتجريح للمرشحين للرئاسة؟
الحماس الزائد والحب الفائض من الشعب للسيسي ممكن أن يصدر منه ذلك، وهذه مشكلة لأننا (شعب عاطفي)، والعاطفة هي التي تغلب في المسألة، كما الإسهاب في مسألة الترشح والإعلان، وأعتبر من يفعل ذلك ليس رجلًا ذكيًا، ولابد أن يتأنى كي لا يدخل في صدام مع الشارع.
ماذا لو قرر السيسي عدم الترشح للرئاسة؟
تكون الانتخابات مفتوحة سياسًا، وليس لدي أي قلق في أن تكون مفتوحة، ومعركة الرئاسة ستكون بين القوى المدنية وبمرشح ستدفع به الإخوان المسلمون، والنجاح لم يحسم من الجولة الأولى، لكن الحسم سيكون في الجولة الثانية ما بين إسلامي ومدني وسيفوز المدني.
معني ذلك أنه يوجد افتراض لتكرار نفس مشهد الانتخابات الرئاسية عام 2012؟
انتخابات 2012 مشهد درامي ولم يتم تكراره مرة أخرى، والشعب الذي استطاع أن يوقع مبارك وتوليفته والإخوان بتركيبتهم لديه قوة سحرية، ولا يمكن أن يسمح لأحد أن يضحك عليه، بالقطع لابد أن نفهم جيدًا أن الأمور عشان تمشي صح لا أحد يملك رجوع هذين النظامين مرة أخرى، وليس قصدي أن يخوض مبارك ونجله الانتخابات، ولكن أقصد مفهوم مبارك أن يعاد إنتاجه في النظام الجديد بمضمونه وفلفسته، وأي أحد يفكر في ذلك سيدخل في معارك جانيبة، وبالنسبة للإخوان انتهاء زمن مكتب إرشاد وسقوط مرسي جاء منذ توليه الرئاسة، فهو كان يمثل للشعب خيال رئيس جمهورية، والشعب رفض أن يأتي برئيس (خيال مآتة) وديكور لمكتب الإرشاد، فالشعب أسقط الرئيس الساقط.
هل من الممكن أن ينقلب الشعب مرة أخرى على شخص دعمه ويهتف ضده وهناك العديد من النماذج.. دعمه ثم انقلب عليه؟
الشعب الذي أسقط نظام مبارك والإخوان المسلمين يسقط أي نظام آخر بعيدًا عن (الشخصنة)، والسيسي تاريخه السياسي أمامه وقريب، وحسني مبارك رئيس الـ30 عامًا بنظام وأدوت يقهر في أسبوعين، والاخوان يضحكون ويخدعون الشباب حتى أتوا بالشيخ القرضاوي لخطبة الجماعة في الجمعه اليتيمة، وأعتبرها الجمعة السوداء على الشعب المصري عندما أعلن أن الإخوان المسلمين هم من قادوا ثورة يناير، وللأسف انشغالنا في هذه الفترة بتبادل الاتهامات والتشويه بين القوى الثورية والإخوان سيطروا على البلد، وضحكوا علينا وأخدوا الرئاسة والبرلمان، وعندما يكون التنظيم أقوى تنظيم في مصر ويستولون على الدولة وتقع في نفس العام.
ما رأيك في ظهور وجوه نظام مبارك مرة أخرى على الحياة السياسية؟
أنا ضد أي ظهور لرموز الفساد، التي انتسبت لنظام مبارك، ولها تأثير في صدور أحكام سواء في جرائم سياسية أو غيرها، والرأي العام هو الحكم ويستطيع الاختيار، والفريق شفيق كان من رموز مبارك، لكن كان يمثل قضية خلفية لدى الشارع المصري، ونص الشعب اختاره بغض النظر كان فيه محطة بداية من شفيق وما يليه، ولا أحد يقبله أقل، وشفيق لازم الناس تشهد عليه وتقيمه وبالقطع لابد أن يبتعدوا عن المشهد، لكن أنا مع ظهور أنه كان في يوم من الأيام عضو الحزب الوطني وكان رجلاً ليس فاسدًا وانضحك عليه، واغلب عائلات مصر كان في الحزب الوطني.
ماذا عن آخر التطورات اللازمة الحالية في نقابة المحامين؟
النقابة مستهدفة من فلول نظام مبارك، الذي كنا شريكا ظاهرا في ثورة يناير كمحامين، ولم نغب عن الاستحقاقات، التي كانت مطلوبة وقاومنا ترتيب خريطة الطريق الأولى في حين انحياز المجلس العسكري للإخوان، ونجحوا في الحصول على الحكم، ولم نسكت ونحن كمحامين قاومنا الإخوان في عزهم وأيضا مبارك في عز سلطته، وأيضا نحارب الآن من فلول الإخوان المسلمين لأننا ساهمنا في النقابة بسقوطهم، ويضعون النقابة ونقيبها في موقع العداء، والابتعاد عن تفعيل الدور الحقيقي للنقابة المتمثل في الخط الرئيسي والوطني والمهني، ولم يفكروا في المكاسب، التي حصلت عليها النقابة، ولم يحدث في تاريخ نقابة المحامين أن يوجد لها نصوص في الدستور بقدر ما حدث في الدستور الجديد ومع ذلك الإخوان يهاجمونه، ومن الإنجازات قمنا برفع الدور الاجتماعي ورفع المعاشات إلى 1600 جنيه ومكافأة 100 ألف جنيه عند الوفاة أو العجز الكلي ومع تحسن دعم العلاج عند المحامي إلى 20 ألف جنيه بمساهمة منه يدفع 10% والنقابة تدفع 90%، والاشتراك السنوي 200 جنيه ولا يوجد في أي نقابه في مصر نص النظام الذي تملكه نقابه المحامين.
كيف تتعامل مع تشويه البعض لدورك في النقابة؟
قدري أن أخوض معارك وأعمل على مواجهتها في ظل وجود أكثر من خصم في توقيت واحد، ومنها من هو خصم كبير ولم تزعجني الحروب الكبيرة بقدر انزعاجي من الخصومات الصغيرة، فالمعارك الكبرى قواعدها واضحة ومعروفة، أما الصغيرة فلا يجيدها إلا الصغار، والفلول سيظلون يتعقبوننا ولن يسكتوا إما بالتشويه المباشر أو غير المباشر ويعملوا على فساد الدور بظهورهم في الإعلام، وأقول لهم لن تنالوا ولن تنجحوا فيما تقومون به من تشويهات اليوم فلول مبارك ومرسي حلفاء في نقابة المحامين.
هل حاول النظامان السابقان كسب رضائك؟
طبعا حاولوا التفاوض بأشكال متعددة منها التهديد بتلفيق قضايا لي، واتباع نظرية المعز وهددوني ولكن بشكل غير مباشر بترتيب قضايا، وبلغة أخرى ماذا تريد؟ كان يريدوننا أن (نشرب شاي بالياسمين)، وكان ردي أنا لا أريد مطالب خاصة، وحاولوا إغرائي بمناصب، لكن جلوسي علي كرسي نقيب المحامين اعتبره أعلى منصب، خاصة لو كان نقيبًا لديه حماية من المحامين، ولا يغريني أي حديث وظيفي ولا يمثل أي قيمة، وأثناء أزمة القضاة وقفنا معاهم برغم خصومتنا معهم من أجل مشروع القضاة، وتجاوزنا عن خلافاتنا للدفاع عن حق المجتمع في القضاء، فالمصلحة الوطنية الأولى على أجندتنا.
ما هي شكل العلاقة الآن بين المحامين والقضاة؟
العلاقات العليا جيدة جدا، ولكن تحدث خلافات في إدارة العمل اليومي والتعاملات نتيجة الحداثة وعدم الخبرة. وعندما تدخل على النائب العام يقوم بالسلام وهو واقف في المقابل وكيل نيابة يسلم وهو جالس، فلديهم مشكلة في ذلك التي تعمل حساسية مع شباب المحامين تأخذه العزة وتحدث اشتباكات ونحاول أن نحتويها ونحاول حلها، والخطأ من المحامي والقاضي ووكيل النيابة يرجع إلى السلوك الشخصي ولا تربيته.
الشعب رفض الحكم العسكري من قبل لماذا اليوم الشعب يطالب رجلًا عسكريًا بتوليه حكم البلاد؟
السيسي حالة فردية وإن لم يوجد السيسي لن يقبل الشعب المصري الحكم العسكري مرة أخرى فهو حالة استثنائية فهو يمثل قيمة لدى الشعب خاصة مسألة العبور بـ30 يونيو وإحساسهم بالحماية والامتنان، وهو الذي أعطى للأمر خصوصية، وهذه الخصوصية لا يمكن أن تمتد لأي مسؤول عسكري سابق أو لاحق، والإخوان المسلمون ساهموا في هذه الخصوصية وجعلوا المدنيين في حالة من الضعف تجاه الميليشيات التي تفجر وتقتل وتشتم، وبتحرق، والشعب لا يستطيع مقاومة ذلك، لولا حماية الجيش للشعب في ثورة يونيو كان سيتم سحلها بكل الإمكانيات وتتحول إلى حرب أهلية، والإحساس بأن الذي أنقذهم هذا القائد والذي فرض الواقع علي الناس لاستمرار الحالة الذهنية مع الامتنان القديم هو الذي ثبت قضية السيسي.
هل تري في السيسي عبدالناصر جديدا؟
الشعب المصري كان ينتظر قيمة بحجم الزعيم الراحل عبدالناصر، والسيسي لم يكن ناصر بل هو نفسه، والامتنان مختلف والدور مختلف لكن القيمة الوطنية ومقاومة الإخوان، والشعب أدرك قيمة عبدالناصر في مقاومته للإخوان، التي اعتبروها في وقت من الأوقات إدانة له واليوم عندما رأى الشعب ما يحدث من هذه الجماعة قالوا إنه كان لديه الحق وسقطت تهمة الإدانة لعبدالناصر.
أين دور الحزب الناصري؟
دفع فاتورة من نظام مبارك نظرًا لتعرضه للتخريب من النظام الغبي، الذي أجهض كل القوى السياسة لتصوره أنه يدعم مشروع التوريث، وذلك بعمل خصومة مع كل القيادات في الأحزاب، والذي أدى إلى نمو الإخوان نظرا لعدم وجود دور واضح ومعلن في الدور السياسي وبالفعل كسبوا، في حين كل الأحزاب دخلت بنصف قواها وطبعا التداعي لكل الأحزاب، التي شهدت حالة من التخوين لكل الأحزاب القديمة بعد ثورة يناير، وسيكون للحزب دور في الفترة المقبلة ونحن نعمل على تطوير فكرنا وخطابنا، ولدينا قيمة لابد العمل عليها بخطاب جديد كي تلتف الناس حولنا.
هل الحزب يفكر في دعم حمدين صباحي إذا ترشح للانتخابات الرئاسية؟
ليس بالضرورة دعمه، صباحي منتم للتيار الشعبي، وهو حر ليس مقررًا علينا ولا يمنع أنه رجل محترم ولديه أفكار.
هل تتوقع عدم وجود منافس للسيسي إذا أعلن ترشحه للرئاسة؟
سيكون هو المنافس القوي، وستكون محسومة المعركة، ولكن الإخوان ستقوم بزج مرشح لكي تعكنن على الشعب وتدخله في مهاترات، وتنظيم الإخوان سيطرح وجوها جديدة من صفوفه الثانية، وهم متواجدون في كل الهيئات، وليس على المستوى الرئاسي فقط ولكن في كل المؤسسات وهذا حدث في نقابة المحامين من قبل.
وماذا عن المحاكمات التي تجري لمبارك ومرسي؟
بالمصادفة، رئيس دفاع في محاكمة مرسي كما كنت في محاكمة مبارك، وكنت محظوظا بالمرافعة ضد الاثنين وفي آن واحد، وهذا استحقاق طبعًا لنظامين سقطوا، ومستغرب أيام السادات اتسجنت وأيام مبارك كنت في خصومة، ومع مرسي في خصومة، وقدري أن أكون في الأنظمة معارضًا، وأتمنى أن أنتقل إلى مرحلة أخرى، وتعبت من دور المعارضة ولم أرسم لنفسي هذا الدور، لكنني لا أريد من المحاكمات إلا القصاص العادل دون ظلم أو إهانة أو تجريح لأي شخص على المستوى الإنساني والاجتماعي، وأنا ضد إهانة مبارك ومرسي، والتعريض الشخصي أرفضه فهو في نهاية الأمر مواطن مصري، وهو (بريء حتي ثبتت إدانته).
هل ترى أن لديك قاعدة في الشارع تؤهلك لخوض الانتخابات الرئاسية؟
الموضوع لا يقاس من بعيد، ولابد من عمل استطلاعات، وعلى سبيل المثال مرسي وشفيق لا أحد كان يستطيع أن يحدد مدى جماهيريتهما في الشارع، الاثنان حصلا على 5 ملايين صوت، وهذا رقم متواضع، وإذا استقررت على النزول ستكون الحسابات بالورقة والقلم.
ما النصيحة التي تقدمها للرئيس القادم نصيحتك؟
لابد أن يلتزم بالدستور، ولو أي رئيس اعتقد أنه ملهم وأنه حكيم وحاسم وبيفهم أكثر مما حوله (هيغلط غلطة عمره)، وأنصح من حوله أيضا بأن يقدموا له النصيحة بصدق.
كيف يمكن التعامل مع المجتمع الخارجي؟
نحن نعيش في حالة انقسام، فيه فريق ضدنا ويعمل بوضوح، وفريق آخر معنا ولابد أن نستغله سواء على المستوى العربي أو الدولي، خلاف أمريكا، التي لا تحدد اتجاهها لدينا، وستظل كذلك ولازم نفهم أن فكره المعونة، التي هي تلعب معنا بها، وهي ثمن لاتفاقية كامب ديفيد وإذا لم تدفع المعونة تكون مخلة بالمعاهدة.
ماذا عن رأيك في الإعلام الآن؟
الإعلام في 30 يونيو كان هائلا وأكثر من رائع، ولكن منذ شهرين تحول وليس مفهومًا (في اعتقادي عين وصابته)، ومن الواضح أن فكرة عودة بعض من رموز الفلول مرة أخرى إلى الظهور هي سبب العكننة، لكننا نحتاج إلى إعلام محايد ومهني في المرحلة القادمة وتقديم المواد الإعلامية بمهنية عالية، ويكفوا عن الغباء في التغطيات الخاصة بالمحاكمات التي تجري حاليا لمرسي وأعوانه، والتركيز على تفاصيل المحاكمة، وعما يدور داخل الجلسات حتي يتنبه الشارع لما يقوله، ولابد من تجاهل ذلك من الإعلام، ولازم نبطل نحفظ الناس، لكن بالقطع يوجد مهنيين على الساحة الإعلامية ويقدمون الموضوعات بحيادية، ولابد أن يتخلى الإعلاميون عن التطبيل والابتعاد عن مدرسة مبارك ونفس النوتة الموسيقية وإعادة استخدامها، لكن المشكله أن أغلب المتواجدين على الساحة من نفس المدرسة.