ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، في مقال لها، السبت، أن «جماعة جهادية غامضة، ظهرت فجأة في طليعة أعمال العنف التي تعاني منها مصر الآن، وهو ما ينذر بالخطر، خاصة مع براعتها وعلاقاتها مع جماعة سورية متشددة، وهى (الدولة الإسلامية بالعراق والشام)، أو (داعش)».
وأوضحت أن «جماعة أنصار بيت المقدس، التي ترتبط بتنظيم القاعدة وتتمركز في سيناء، زادت أنشطتها بشكل كبير منذ عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، فنفذت سلسلة من التفجيرات والاغتيالات التي تستهدف قوات الأمن، بما في ذلك، إسقاط طائرة هليكوبتر في سيناء باستخدام أسلحة متطورة نسبيًا».
ونقلت الصحيفة عن خبراء استراتجيين قولهم إن «التكتيكات المصرية الخاطئة ضد هذه الجماعة زادت من أعداد أعضائها، وذلك بسبب خلط الحكومة بين هذه الجماعة وبين جماعة الإخوان المسلمين، ورغم وجود أدلة إدانة شحيحة، فإنه دائما ما يتم اتهام الإخوان بأحداث العنف المتكررة».
وترى أن «النظام الحالي يشن حملة أمنية عنيفة تستهدف جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة لوصفها بأنه جماعة إرهابية، بدلا من التركيز على المجموعة الجهادية الحقيقية والتي تتطور على نحو متزايد».
وصرح إسلام فاروز، المحام في مجال حقوق الإنسان بالعريش، للصحيفة إن «الخاسر الحقيقي في هذه المعركة، هم سكان سيناء، فهم لا يعرفون ما إذا كانت هذه المعركة ضد الجهاديين ستعيد الأمن، خصوصا بعد مقتل مدنيين في القتال».
وقال «بارنيت» إن «(بيت المقدس) تحاول الاستفادة من الأزمة السياسية لصالحها، فهذه هي فرصتها، لأن عزل مرسي هي فرصة لإثبات وجهة النظر الجهادية بأن صندوق الذخيرة هو الطريق، وليست صناديق الاقتراع».
وتوضح الصحيفة أن «التكتيكات العسكرية غير الدقيقة للجيش خلال العمليات العسكرية في سيناء، تعرضت لانتقادات لسنوات، بسبب تشجيعها على التطرف، وعلى الرغم من إصرار الجيش على خلاف ذلك، فإن مراقبين مستقلين لحقوق الإنسان أصدروا تقريرا بعشرات القتلى المدنيين على يد الجيش خلال الأشهر الأخيرة».
وقالت إنه «بعد وصول هذه الهجمات إلى العاصمة، أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى، بالإضافة لتكثيفها حملة القمع واسعة النطاق على الإسلاميين والمعترضين، وهو ما سبب تزايد عدد أعضاء هذه الجماعة».
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، ديفيد بارنيت، قوله: «إن المعركة في سيناء مستمرة منذ عدة من السنوات، لكنها زادت الآن»، مضيفا أن «الجماعة لاتزال في مهدها، وكل هجماتها تعتبر في مراحلها الأولية، ولكنها تثير فضول الكثيرين لمعرفة من هى هذه الجماعة، وما هى قدراتها».
وترى أنه «على مر السنين، تمت تغذية العنف الجهادي في سيناء قليلة السكان، بسبب عقود من الإهمال الحكومي، والاكتفاء بفرض الجيش المصري قبضته هناك».
وذكرت أن «أنصار بيت المقدس تدعي أنها تشكلت من قبل المصريين الذين يسعون للحفاظ على المجتمع الإسلامي الأوسع وثرواته، وهو ما يبرر تنفيذهم لهجمات مستمرة على خط الأنابيب الرئيسي لنقل الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل».
وأوضحت أنه وفقًا لبعض الخبراء فإن «عدد أعضاء هذه الجماعة لا يتعدى بضع مئات، وتتمركز في منطقة الشيخ زويد في شمال سيناء، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ومع ذلك، يشعر البعض بالقلق من أنها يمكن أن تصبح، في نهاية المطاف، نشطة للغاية، مثل الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق وباكستان».
وأضافت أنها «تجتذب في عضويتها أعدادا متزايدة من قدامى المحاربين في سوريا، ويمكن أن تضم مئات الجهاديين المصريين العائدين من بلاد الشام مع مهارات المعارك، مثل وليد بدر، ضابط الجيش المصري السابق، الذي توفي على ما يبدو في محاولة انتحارية لقتل محمد إبراهيم، وزير الداخلية في سبتمبر الماضي».
وأكدت على أن «الجماعة في تصريحات علنية لها، قالت صراحة إنها تطمح للتواصل مع الحركة الجهادية الأوسع، وخاصة (داعش)، الجماعة الجهادية الراديكالية بقيادة أبو بكر البغدادي، والتي تقاتل بشار الأسد في سوريا».