انقلبت فرحة الهمامية بأول مسلسل عن جدهم الكبير همام أمير الصعيد إلى حزن وغضب وثورة، انتظر الهمامية مسلسل الفخرانى لإضافته إلى دولاب فخرهم العائلى وتفاخرهم على باقى عائلات الصعيد، إلا أن المسلسل خيب ظنونهم..
ثورة الغضب التى اندلعت فى قرى الهمامية فى الصعيد الجوانى، بعد عرض مسلسل «شيخ العرب همام» ترجمتها كلمات ونظرات أحفاد أمير الصعيد، صاحب إعلان أول جمهورية مصرية، ثار الهمامية ومن خلفهم كل أفراد قبيلة الهوارة كبرى قبائل الصعيد، التى تعيش بين قنا وسوهاج، ثاروا على عبدالرحيم كمال، مؤلف المسلسل، على كل أفراد العمل وأعلنوا غضبهم على يحيى الفخرانى ورفاقه صناع «شيخ العرب همام» ببلاغ إلى النائب العام يطالب بإيقاف عرض المسلسل الذى سبب لهم العار، وفق رؤيتهم.
فى ديوان الهمامية بمدينة فرشوط فى قنا، كانت نظرات الغضب الحارة تخرج من أعين أحفاد الشيخ همام، وتكاد تحرق المكان الذى كان مشتعلاً بفعل حرارة الجو. أحفاد شيخ العرب همام بادرونا بقولهم: «النار تحرق صدورنا والغيظ ينهش قلوبنا بعد أن أصبحنا معيرة، بسبب أفعال عبدالرحيم كمال الذى خاننا ولم يلتزم بوعوده معنا، بل تعمد تشويهنا وإهانتنا».
أحمد عمر الهمامى، حفيد الشيخ همام، بدا منزعجاً وغاضباً جداً من أحداث المسلسل، وقال: «فوجئنا بما فعله عبدالرحيم كمال مؤلف المسلسل من تشويه وتزوير فى التاريخ»، صمت قليلاً ونظر لأبناء عمومته أحفاد همام، وأضاف: «دى شخصية تاريخية كيف يتم تناولها بهذا الشكل بعيداً عن سياقها التاريخى الحقيقى»،
وتابع: «دخل المسلسل فى مناطق حساسة جداً، وتعمد المؤلف وصناع المسلسل وضع شوية فلفل وشطة على أحداث المسلسل ليجذب الجمهور، لكن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب اسمنا وتاريخنا، تلك المشاهد جاءت على حساب تاريخ جدى وكرامتى وكرامة عائلتى كلها، ولن نسكت عن هذه الإهانة، وسنستمر فى المطالبة بإيقاف عرض المسلسل»،
ويضيف: «تحول المسلسل إلى كابوس يومى بالنسبة لنا، ومع كل حلقة نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من كارثة جديدة تجلب لنا العار وتجعلنا (معيرة القبائل)، هذا المسلسل جاء كالنكبة علينا»، صمت حفيد شيخ العرب لحظات ثم قال بانفعال: «المشكلة أن عبدالرحيم كمال صعيدى ويعرف جيداً حساسية تلك الموضوعات بالنسبة لنا، لكنه واضح أنه تعمد تشويهنا».
■ سألته: وما نقاط اعتراضكم على المسلسل؟
- قال: المسلسل به الكثير من المغالطات، أولاً: جدى همام لم يتزوج غير زوجة واحدة هى ابنة عمه «صالحة»، ولم يحدث أن تزوج تلك التى تدعى «ورد اليمن»، وهذا ثابت فى الكتب التاريخية والمراجع العلمية، هناك أيضاً شخصية ليلى وقصة حبها المزعومة، مع قاطع الطريق، كلها مختلقة ولم تحدث، هذه الحكاية تؤدى إلى جلب العار لنا ويمكن أن تجلب الدم أيضاً، لأن أحداً من الهمامية أو الهوارة كلها لن يقبل بأن يعايره أحد بقصة حب مختلقة، ولا توجد عندنا بنات تعشق قطاع طرق، لم يحدث، بناتنا محترمات، هناك أيضاً حكاية أخيه المجذوب وهذا غير حقيقى، فلم يكن له أخ بهذا الشكل أبداً،
ثم إن هناك روايات كثيرة مختلقة مثل عمله «سقا» فهذا لم يحدث مطلقاً، ومن المغالطات أن شيخ العرب عندما رهن برديس، أرسل مملوكاً لسرقة وثيقة الرهن، هذا لم يحدث دى حيلة رخيصة جداً، لا يفعلها الفارس همام، والثابت تاريخياً أنه سافر بنفسه إلى القاهرة، وأقام لدى صديقه عثمان باشا فى قصره لمدة 3 أيام، وهناك أيضاً ألفاظ خارجة وبذاءات كثيرة فى ا لمسلسل من غير المعقول أن تقال، مثلاً فى أحد المشاهد قال يحيى الفخرانى إن «الهمامية كيفهم النسوان» هذا سباب وشتيمة، ولن نتركها تمر مرور الكرام، ثم إنه عندما يقول «هاتولى ولد الفرخ» قاصداً أبناء عمومته، وهى كلمة بذيئة فى اللهجة الصعيدية، «فابن الفرخ» تعنى «ابن الزانية» وهذا سباب لا يمكن أن يقبله الهمامية، وسنقاضى عبدالرحيم كمال عليه، نحن قدمنا شكوى إلى النائب العام وسنقيم دعوى ضده.
■ سألته: لكنك جلست مع عبدالرحيم كمال وقدمت له المستندات والمعلومات التى كتب منها المسلسل، إذن أنت مصدر تلك المعلومات التى تقول إنها شوهت تاريخ جدك؟
- قال: عبدالرحيم كمال جاء إلىّ فعلاً، وطلب منى وثائق ومعلومات عن جدى وأعطيته كل ما يحتاجه تركنا أمين شباب الهمامية غاضباً فى فرشوط، مركز العائلة الهمامية، حيث عاش همام، لكن غضب الهمامية لم يتركنا من بهجورة إلى الشورانية، ومن الرئيسة إلى الحلفاية، كان الغضب هو نفسه والثورة بكل عنفها لدى الهمامية.
تركنا الصعيد وقراه الغاضبة وذهبنا إلى صديق الهمامى، حفيد شيخ العرب، ومحامى العائلة، الذى أكد لنا أنه بدأ حملة لجمع توقيعات من أفراد العائلة لوقف عرض المسلسل، وقال: «إن أحداث المسلسل وما تضمنه من مغالطات تاريخية قد تتسبب فى عودة التوتر بين القبائل الصعيدية، وهو ما أدركته العائلة منذ عرض الحلقات الأولى، مما دفعها لتقديم بلاغ للنائب العام طالبت فيه بوقف عرضه».