قارنوا بين رئيسين معزولين، أحدهما «كان رجلاً عسكرياً» احترم نفسه لينال احترام العالم وهو وراء القضبان. حين نادى القاضى اسمه رد وقال: أفندم موجود، والمعزول الثانى «مفترض أنه أستاذ جامعة» حينما نودى على اسمه قال للقاضى: من أنت؟ ثم وصف المحكمة الموقرة.. بالزبالة! المعزول الأول كنا نعرف أنه متدين وليس متبحراً فى الدين، والمعزول الثانى كان مندوب الله على الأرض، أو هكذا تصور نفسه. المعزول الأول كان أمام الناس فى قاعة المحكمة ومعه فى نفس القفص نجلاه ووزير داخليته و6 من مساعديه. والمعزول الثانى كان فى «غرفة زجاجية» تحمى المحكمة من شظايا كلامه.
■ لأن الكاتب الراحل المستنير أحمد بهاء الدين علمنى فى مطلع عمرى كيف أكتب وكيف أفكر قبل أن يلامس قلمى الورق بعد أن كان أسلوبى ضارباً فى المطلق، فإنى «أستشعر الحرج» فى الكتابة أو التعليق على استقالة د. زياد بهاء الدين التى تزامنت مع أمر الشعب للفريق السيسى بالنزول إلى ميدان الحكم فقط أقول إن «مسافته» ليست منضبطة، ربما نحتاج إلى مسح أو بطاريات جديدة.
■ نبهت فى مقال بعنوان «الموتوسيكل القاتل» أيام الاعتداء على كنيسة بإطلاق رصاص على مصلين غادروا الكنيسة، وهربا، وشرحت يومها أسعار الدراجات البخارية بالتقسيط المريح، وكتبت أنها لا ترخص من المرور وتحمل أرقاماً مزورة. وقلت إنه ينبغى القيام بحملة على كل الموتوسيكلات التى تجرى على الأرض وأهمية شرطة سرية على دراجات فى أماكن حساسة تطارد أى ملثم فوق دراجة بخارية، ولا يتخيل أن أحداً سوف يتتبعه ويقبض عليه. ومع احترامى لعقول الداخلية، فإنه ينبغى أن يكون للشرطة السرية المدربة، دور أساسى لقد كان أحد أصدقائى فى ألمانيا يصحبنى للمطار وخشى أن تفوتنا الطائرة، فأسرع بعد أن جرى فوق الطريق المخصص للشرطة والإسعاف والحريق، وإذ بسيارة عادية لا تحمل أرقام شرطة استوقفتنا وطلبوا الرخصة وقال صديقى بالمصرى «لا تعترض إنها شرطة سرية فوق كل الطرق السريعة»، أرجو أن نتعلم من تجارب العالم ومازلت أتذكر السيارة التى ضبطتنا: رجلان فى مقدمة السيارة وسيدة فى الكرسى الخلفى ولكنهم شرطة!
■ الحرس الجامعى ضرورة تفرضها حرب الإخوان ولا داعى لاستدعاء ذكريات دور «أمن الدولة» القديم لا أستشعر حرج فى التصريح بذلك.
■ أما وقد تمت «أخونة المفاصل» فى الدولة وربما اختبأ هؤلاء فى الدرة، فإنه من المهم تسليط الأضواء الكاشفة على هذه الزوايا لكشف المستور ذلك أن رحيل مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية بهذه الكيفية والقرصنة ليس عشوائياً. إنها حرب «معلومات» هل أشرح أكثر؟
■ فى مثل هذا اليوم أول فبراير منذ ستة عشر عاماً، ودعنا كاتباً محترماً كانت مشاكل مصر فوق سن قلمه كان يسارياً عاقلاً وكان يكتب بمحبرة الناس، وأبداً لم ينحن لمسؤول وبسبب نضاله الدائم سجنته السلطة، وحين خرج كان يستنشق هواء الحرية ويعبه عبا ولكن المرض «سجنه» فى سرير وأفرج عنه بالموت صديقى الكاتب عبدالستار الطويلة.
■ لم يكتب الإخوان شهادة وفاتهم، ولم يقرروا الانتحار بعد. مازالوا يعيشون معركة ضارية. دلالة ما أقول أننا فى حرب فعندما يحدث أن صاروخاً يطلق لاصطياد الطائرات فهى حرب لا تعرف الهوادة حرب النفس الطويل. هذا- وبصراحة صادمة- يحتاج إلى إجراءات استثنائية، وحكومة استثنائية وظروف استثنائية وعقول استثنائية وقائد استثنائى دون أن أستشعر أى حرج.
■ فى تفجير مديرية أمن القاهرة، كانت العبوة الناسفة فى سيارة من النوع والحجم المستخدم فى الشرطة «نص نقل 2 كابينة» ولذلك لم تلفت النظر حتى للمجند الذى رآها. وحدث ما حدث وانفجرت السيارة «النص نقل واتنين كابينة» المرة القادمة سيستخدم زى الشرطة وربما بالرتب والنجوم المزيفة.
■ حين أرى رجلاً ملتحياً ذا نظرات زائغة، أستريب فى أمره حين أرى امرأة منتقبة تحمل حقيبتها قريبة منى، أستريب فى أمرها، حين أرى مجموعة من الصبية يلعبون الكرة فى وقت غير معتاد اللعب فيه أستريب فى أمرهم. حين أرى فى عز النهار بائع روبابيكيا ينادى بيكيا وعيناه تحومان حول سكان العمارات أستريب فى أمره إنها ريبة صحية لأنها دليل يقظة ولكنى أحفظ مثلاً يقول «الحذر لا يمنع من قدر» لا أستشعر الحرج من قوله.
إضافات:
1 - المعايير الواحدة تسد ثقوب النفاق والأبواب الخلفية.
2 - الزمن هو أشهر المراهم العالمية.. لجروح الحياة.
3 - حقاً لو كانت الرجولة بالشوارب لكان الصرصار سيد الرجال.
4 - الكرامة الوطنية ليست قرارات هوجاء تبتغى فرحة الشارع.