العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية.. زواج كاثوليكى لا تفسده «الخلافات البسيطة»

الأحد 28-03-2010 23:00

«لا شى يغير صلابة وعمق العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، فلا تصدقوا أن هناك توترا بل موازنات سياسية، وليس هناك انفصال أو شقاق، فالعلاقة أقرب إلى الزواج الكاثوليكى، الذى لا يمكن أن ينفصل فيه الزوجان، رغم كل خلافاتهما الزوجية البسيطة».

بهذه الكلمات لخص ناثان براون، الباحث بمعهد «وودرو ولسون»، أستاذ العلاقات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط بجامعة «جورج واشنطن»، حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، فى ظل ما تردده الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية بشأن توترها ووصولها إلى درجات تدنٍ غير مسبوقة، منذ التصريحات الإسرائيلية المتعلقة باستمرار البناء فى المستوطنات، أثناء زيارة جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى للمنطقة، مما وجه «صفعة» برأى البعض للإدارة الأمريكية بأكملها.

فالصفعة الحقيقية من نصيب مروجى الفكرة أنفسهم، الذين ذهبوا إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما استقبل بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض الأسبوع الماضى، لكنه لم يتناول معه الطعام، إذ نفى ديفيد إكسيلرود، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» التليفزيونية، معاملة رئيس الوزراء بـ «فتور» خلال زيارته، مؤكدا أن اللقاء كان «بين صديقين».

ولم يكن الأمر يحتاج إلى نفى مسؤول البيت الأبيض، فقد كان من الواضح للعيان أن زيارة نتنياهو يوم الاثنين الماضى وخطابه أمام المؤتمر السنوى لمنظمة «إيباك» الصهيونية، عكست دفء العلاقات الثنائية، كما أنها عززت قوة اللوبى الإسرائيلى داخل المجتمع الأمريكى، خاصة مع إلقاء هيلارى كلينتون، الكلمة الافتتاحية، رغم كل ما قيل عن انفعالها وغضبها ومكالمتها الهاتفية الثائرة ذات الـ 43 دقيقة مع نتنياهو بسبب تصريحات المستوطنات.

وأشار براون إلى أن وسائل الإعلام العربية روجت لوجود انشقاق بين البلدين بعد الموقف «السخيف» الذى تعرض له بايدن فى إسرائيل، وقال إن هذا الموقف له أبعاده السياسية وتداعياته.

 لكن الباحث أضاف: «إسرائيل تعلم جيداً أن علاقتها مع الولايات المتحدة مهمة للغاية، فيما يتعلق بالاتفاق الثنائى بينهما بإبقاء إسرائيل متفوقة تكنولوجيا وعسكريا أمام كل الدول العربية، كما أن الولايات المتحدة حائط أساسى ومساند لإسرائيل فى الأمم المتحدة، ومن خلال العلاقات الثنائية القوية والدعم العالمى الذى تقدمه أمريكا لإسرائيل، يمكن لأمريكا استخدام حق الفيتو فى أى قرار يمكن أن يساند التصديق على إقامة دولة فلسطينية.

 كما أن الولايات المتحدة الأمريكية من البلدان القليلة جدا التى لا يزال الرأى العام فيها يؤيد إسرائيل بشكل كبير، لذا فإن أى إدارة أمريكية تميل إلى تبنى سياسات تؤدى إلى تقويض أمن إسرائيل، قد يفجر ردود فعل كبيرة لدى الشارع الأمريكى والرأى العام».

 كل هذه الخطب واللقاءات الرسمية وقوة خطب المسؤولين فى منظمة «إيباك» اليهودية، تثبت أن ما يثار من أجواء توتر غير صحيحة وأن ما يدور خلف الأبواب المغلقة هى علاقات سياسية ومصالح مشتركة لها عمق تاريخى وسياسى واستراتيجى وعسكرى لا تهزه سحابة صيف.