فى كوافير النجوم: قليل من «الصنفرة» .. كثير من «البرستيج»

الأحد 28-03-2010 23:00

تركن سيارتها الحديثة موديل2010 أمام المحل مباشرة، تنادى أحد حراس العقارات المجاورة فيجرى إليها مهرولا ليأخذ منها مفتاح سيارتها، مع وعد منه بوضعها فى مكان أفضل حفاظا عليها، تدخل مرتدية ملابس نظيفة وأنيقة، وحذاء رياضياً ذا ماركة عالمية، تعتقد عندما تراها أنها واحدة من زبائن المحل الراقيات، لكن لا تمر سوى لحظات قليلة حتى تخرج مرة أخرى وهى مرتدية زى العمل، لتكتشف بعدها أنها واحدة من العاملات بمحل الكوافير الراقى.

تلك هى الصورة الأحدث لطبقة معينة وخاصة جدا من الكوافيرات فى مصر، وهى الطبقة الراقية التى استطاعت أن تنجح لتعمل مع أكبر الفنانين والنجوم فى مصر والوطن العربى.

واكتسبت تلك المحال شهرتها من تردد أشهر سيدات المجتمع الراقى عليها، كزوجات الوزراء والمسؤولين الكبار فى الدولة، وأيضا بسبب تعلم معظم العاملين فيها فنون تصفيف الشعر والاهتمام بالبشرة فى أكاديميات عالمية بالدول الأوروبية.

لم يعد الذهاب إلى تلك المحال الراقية بسبب رغبة بعض السيدات فى قصة شعر أفضل وفقط، إنما لإضفاء نوع من «البرستيج» الاجتماعى بين المعارف والصديقات لا يتحقق سوى بزيارة تلك الكوافيرات الراقية، كما عبرت عن ذلك رندا علاء: «لما كنت ساكنة فى حدايق القبة كنت بروح لكوافير صغير جنب بيتى، لكن دلوقتى بعد ما اتنقلت لمصر الجديدة بقى لازم أغير الكوافير بتاعى علشان يتناسب مع وضعى الجديد.. الدنيا بتتغير والناس بتحكم على الظاهر ومافيش حل غير إنى اكون وسط الناس وبعمل زيهم».

أما ميرفت محمد، سيدة أعمال، فتذهب إلى تلك الكوافيرات ليس فقط لتحقيق «برستيج» اجتماعى، إنما أيضا لعقد العديد من الصفقات والاتفاق على بعض المشروعات مع سيدات المجتمع الراقى «البزنس فى الكوافير شىء سهل جدا.. بعيداً عن المكاتب والورق والكلام الناشف.. فى الكوافير بقدر أقعد أدردش مع صديقة أو سيدة مجتمع ونفكر سوا فى صفقة جديدة أو مشروع بنحاول نؤسسه وبتكون النتيجة إننا بنطلع متفقين تقريبا على كل حاجة والشغل بيمشى».

رضا السيد- 42 عاما- يعمل فى أحد الكوافيرات الراقية يقول: «الزباين عندنا مش بيدفعوا تمن الخدمة بس، لكنهم كمان بيدفعوا تمن للنظافة والمظهر الراقى اللى بيعيشوا فيه طول فترة تواجدهم فى المحل، علشان كده لازم جميع العاملين يبقى شكلهم نظيف وشيك علشان يعرفوا يحققوا المستوى المطلوب»،

ويضيف: «إحنا مطلوبين والزباين بتحجز ميعاد قبلها بـ 3 أيام علشان نعملهم شعرهم»، رضا يؤكد أن رواتبهم لا تفرق كثيرا عن الراتب الذى يحصل عليه العديد من العاملين فى المهنة، حيث يعتمد أصحاب تلك المحال الراقية على اسمهم فقط لاجتذاب العاملين، لكن الفرق ينبع من البقشيش الكبير الذى يحصل عليه العاملون من زبائن الطبقة الراقية.

الاسم الكبير والأرباح الكبيرة التى تجنيها تلك المحال، جعل العديد من نجوم المجتمع يتجهون لإنشاء كوافيرات أو مراكز تجميل متخصصة كمشروع خاص يديرونه بجانب عملهم فى الفن، مثل الفنانة حنان ترك، التى لجأت بعد «حجابها» إلى افتتاح مركز تجميل خاص بها، تستثمر فيه وتديره، وتتواجد به معظم ساعات النهار جذبا لأكبر عدد من سيدات المجتمع الراقى اللاتى يردن رؤية الفنانة المحجبة.