لو كنت إخوانياً.. والعياذ بالله!

سليمان جودة الأحد 26-01-2014 20:05

أمس الأول، كان يوماً رائعاً، بقدر ما كان يوماً فاصلاً، وأغلب الظن أن هذا الحشد الجماهيرى الهائل فيه، قد ألقى حجراً فى فم كل إخوانى، ولو كنت إخوانياً، والعياذ بالله، ثم رأيت جماهير المصريين وهى تخرج ثم تتدفق بهذا المنظر المذهل على ميادين البلد، فى ذكرى مرور ثلاث سنوات على 25 يناير 2011، لدخلت بيتى من تلقاء نفسى، وأغلقت بابى من دونى واختفيت عن الأنظار.. إلى الأبد!

ولكن.. بما أن الإخوان بلا عقل أصلاً، فإنهم لن يفعلوا هذا، ولذلك، فإن أى صاحب عقل، لابد فى المقابل أن يطرح سؤالاً على نفسه، من ثلاث كلمات لا رابعة لها: ماذا يريد الإخوان؟!

وسوف نأخذهم «على قد عقلهم» ونفترض أسئلة وأجوبة من النوع الخيالى، الذى لا يمكن أن يتحقق على أى أرض.

مثلاً.. هل يريدون عودة «مرسى»؟!.. إنهم بالطبع يقولون ذلك، ولكنه مطلب لا يمكن أن يتبناه أى إنسان، إلا إذا كان قد فقد عقله تماماً، لا لشىء، إلا لأن «مرسى» هذا، إنما مكانه الطبيعى فى السجن، لا فى القصر، كما أنه ليس من المتصور أن يذهب إليه عدلى منصور، والسيسى، والببلاوى، ثم يقولوا له إنهم قد أخطأوا بانحيازهم إلى ثورة 30 يونيو، وأن عليه أن يعود للحكم!!.. ليس من المتخيل أبداً.. فماذا، إذن، يريد هؤلاء الإخوان؟!

هل يريدون أن يستقلوا - مثلاً - بمحافظة من الـ27 محافظة؟!.. إن الجيش الأيرلندى فى بريطانيا، كان يقاتل الإنجليز، فى وقت من الأوقات من أجل استقلال أيرلندا، وكان قتاله فيه شىء من المنطق، وفى إسبانيا كان مقاتلو إقليم الباسك يفعلون الشىء نفسه.. وهكذا.. وهكذا.. وقد كان فى الحالتين شىء - مجرد شىء - من المنطق، ليبقى بعد ذلك أن قتال الإخوان للمصريين، لا منطق فيه، ولا عقل من أى نوع، لأنهم - أولاً - لم يحدث أن طالبوا خلال قتالهم لنا باستقلال محافظة لهم، ولأنه لو حدث وطالبوا بذلك، فسوف يكون مطلبهم أضحوكة العالم، لسبب بسيط هو أنهم ليسوا أقلية مضطهدة، بقدر ما أنهم أقلية مكروهة، بل ممقوتة من كل مصرى فى قلبه ذرة من وطنية.

إذن.. مرسى لن يعود، كما أن كل من يتكلم عن عودته يظل إنساناً مخبولاً فى دماغه، ويظل أقرب إلى الإنسان المريض المحتاج إلى علاج نفسى فورى، منه إلى أى إنسان آخر!

وإذن أيضاً.. فإنك حين تذهب معهم، كإخوان مجانين، إلى حد المقارنة بينهم وبين حالات خرج فيها آخرون قاتلوا شعوبهم فى إنجلترا، أو فى إسبانيا، أو فى كل حالة مشابهة لهما، تكتشف أن الإخوان أبعد الناس عن أن تنطبق عليهم ظروف تلك الحالات، وأنهم حالة فريدة من نوعها محلياً!

إذن.. وللمرة الثالثة، بل العاشرة.. ماذا يريد هؤلاء الإخوان؟!

حين يحتار دليلك فى الجواب، أنصحك بأن تعود إلى ما جرى فى لقاء كان قد تم بين الشاطر والكتاتنى من جانب، وبين الفريق أول السيسى من جانب آخر، قبل ثورة 30 يونيو نفسها.. ففى اللقاء راح الشاطر يهدد، ويتوعد، بينما الفريق أول ساكت لا يتكلم، إلى أن بادره بهدوء، ملخصاً الحكاية من أولها إلى آخرها، فقال موجهاً كلامه إليه: يعنى أنتم إما أن تحكمونا أو تقتلونا!

وهى، كما ترى، كلمة عفوية لا يملك أى ابن بلد أصيل إلا أن يصيح بها فى وجه الشاطر، لو سمع منه ما سمعه السيسى يومها!

المفارقة التى لم يفهموها إلى الآن، ولا استوعبوها، أنهم لن يحكمونا مرة أخرى، ولن يقتلونا.. مهما فعلوا!