قالت الفنانة صفية العمري، إن الإعلام الإخواني كان مسيطراً على الإعلام الغربي في الفترة الماضية، حيث كان أكثر وصولاً من الإعلام الرسمى والخاص فى الولايات المتحدة، وأضافت أنها تتمنى استنساخ ألف شخص من الفريق عبدالفتاح السيسي، ووضعهم في كل مؤسسات الدولة المهمة لأنه قائد وقوي الشخصية.. وإلى نص الحوار.
■ ما الذى شجعك على المشاركة فى بطولة مسلسل «عصر الحريم»؟
- هذه المرة الأولى التى أتعاون فيها مع المخرجة إيناس الدغيدى، والتى كان لوجودها فى المسلسل دور مهم فى تشجيعى على العودة للشاشة الصغيرة مرة أخرى، فهى مخرجة واعية ومتمكنة من أدواتها، كما أنها «فاهمة الرواية وبتحبها قوى» وهو ما يجعلنى أثق فى أنها ستخرج للمشاهد بالشكل اللائق الذى يرضينى، إلى جانب عناصر العمل من ممثلين وسيناريو، كما أن المسلسل تاريخى والجمهور يفضل هذه النوعية من الأعمال.
■ بعد خبرتك الطويلة هل مازلت تشعرين بالخوف من الدور الذى تقدمينه؟
- بالطبع، فكل مرة أقدم فيها دورا جديدا أشعر وكأننى أعمل لأول مرة، حيث أحضر جيدا للدور وأدرس أبعاد الشخصية من الناحية النفسية والاجتماعية، لأنه كلما زادت ثقة الناس فى الفنان عظمت مسؤولياته تجاه عمله وزاد استعداده وتخوفه مما يقدمه، فالجمهور أصبح أكثر وعياً وفهماً، كما أن قنوات التواصل الاجتماعى أصبحت كثيرة وتتيح له فرصة النقد المباشر فى أسرع وقت.
■ بمناسبة مسلسل «عصر الحريم» هل اهتمت الدراما بتقديم كل القضايا الخاصة بالمرأة؟
- لا، فمازال هناك الكثير من القضايا الخاصة بالمرأة التى لم تطرحها الدراما المصرية والعربية، بل هناك الكثير من النماذج والشخصيات النسائية المهمة والمحترمة التى لعبت دورا فى تاريخ مصر، ولا تعرف عنها الأجيال الجديدة أى شىء، فلابد من تغيير الصورة الذهنية لدى المشاهد المصرى والعربى فى أن المرأة دائما هى الراقصة أو المرأة اللعوب، أو أنها شخصية سلبية لا تصنع قرارا، وفى الحقيقة هذا الغياب يأتى من عدم التركيز فى الكتابة على العنصر النسائى، فدائماً البطل هو الرجل والمرأة تلعب الدور الثانى أو أدوارا ثانوية.
■ وكيف رأيت الساحة الدرامية فى فترة غيابك؟
- كانت هناك الكثير من الأعمال الجيدة التى قدمت أفكاراً وقضايا جديدة وجريئة تعبر عن المشاكل التى يعيشها واقع الشارع المصرى، وأعجبتنى فكرة العودة للبطولات الجماعية التى جعلت المشاهد يشعر بأن هناك منافسة شرسة ومباراة قوية فى أداء الممثلين والنصوص والتى افتقدناها منذ مسلسلات «ليالى الحلمية» و«هوانم جاردن سيتى» والتى لا يوجد مثيل لها حتى الآن، ولكن كان هناك بعض السقطات التى شابت بعض الأعمال مثل الألفاظ الخارجة عن المألوف والتى لا تتناسب مع البيوت المصرية التى تدخلها المسلسلات دون استئذان، ولا أتفق مع الرأى الذى يرى أن الألفاظ موجودة فى الواقع، لأنه من المفترض أن الفن يرتقى بالواقع وبالذوق العام كما لا تعنينى كلمة « للكبار فقط» التى كتبت على بعض التترات.
■ وما الذى شغلك طوال فترة غيابك؟
- مثل كل المصريين كنت مشغولة بأحوال مصر، وما مرت به من فترات حزن وفرح وأزمات، إلى جانب انشغالى بعملى كسفيرة للشرق الأوسط لقضايا السلام، والذى زادت أعباؤه فى الفترة الأخيرة نتيجة الظروف التى مر بها العالم العربى من ثورات وما صاحبها من أحداث عنف وقتل ودمار وانهيار أخلاقى وتطرف، وما شهدته مصر أيضاً من تحولات بعد ثورة 25 يناير، وقد زارت وفود من الأمم المتحدة مصر فى الفترات الماضية وشاركتهم العمل هنا وهناك فى أمريكا.
■ ولكننا شعرنا بتراجع دور الفنانين كيف ترين ذلك؟
- بالنسبة لى أفضل العمل فى صمت، ولا أحب الظهور الإعلامى لأننى لا أعمل من أجل «المنظرة»، وفى الفترة الماضية كان هناك قضية مهمة انشغل بها العالم كله وهى قضية استقرار مصر، والذى كان يمثل استقرار المنطقة العربية كلها، وأعتقد أن دور الفنان موجود دائماً، وكل واحد منا لديه قضية ولكن المسألة تتعلق بإتاحة الفرص، وأظن أن كل فنانى مصر شاركوا فى أزمتها فى كل المحافل الدولية التى أتيحت لهم المشاركة فيها، كما أن السنة الماضية كانت «كبيسة» وكان تحركنا فيها محدودا لأننا كنا مفترضين حسن الظن فى جماعة الإخوان إلى أن يثبت العكس.
■ تسافرين لأمريكا كثيراً.. فكيف رأى المواطن الأمريكى ما يحدث فى مصر؟
- الإعلام الإخوانى سيطر على الإعلام الغربى، وكان أكثر وصولاً من الإعلام الرسمى والخاص، وكانت صورتنا الحقيقية مشوهة لأنهم صدروا صورة مخادعة وأظهروا أنفسهم كملائكة، ولكن كلما أتيحت لى الفرصة أثناء وجودى هناك كنت أحاول توضيح الصورة فى المحافل الرسمية أو فى الجلسات الشخصية، ومن وقت لآخر تحسنت الصورة خاصة بعد أن اعترفت القوة السياسية والمسؤولون، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بأن ما حدث فى مصر كان ثورة، ومن أخطر عيوبنا التى يجب أن ننتبه لها هى ضعف صورتنا الإعلامية لدى الغرب.
■ كيف ترين الأوضاع السياسية فى مصر الآن؟
- طوال الوقت نعيش فى قلق وخوف على مصرنا الحبيبة، لكن أملنا فى الله كبير فى أن تستقر الأوضاع فى المرحلة القادمة، خاصة بعد خطوة الدستور التى تعد خطوة مهمة فى تحقيق خارطة الطريق.
■ فى رأيك، ما المواصفات التى يجب أن تتوافر فى الرئيس القادم وما الرسالة التي تريدين توجيهها له؟
- أهم صفة لابد أن تتوافر به هى أن يكون «بيحب مصر»، وأن يحمل مواصفات الزعيم والقائد القوى الذى يستطيع العبور بنا من هذه المرحلة الصعبة، وألا يفرق بين أفراد المجتمع على أساس العرق أو الدين وأن يدرك حجم مصر فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية، وأن يستثمر ثروتها وخيراتها الإنسانية والطبيعية. وأقول له إن شعب مصر كله يعلق آماله عليك، وأريد منه أن يهتم بالتعليم فى المراحل الأساسية، فهو الخطوة الأولى والأهم من أجل خلق جيل واعٍ يحمل فكراً مستنيراً، كما أتمنى أن يهتم بالشباب الذى يعتبر الطاقة المحركة والدينامو الحقيقى لأى مجتمع، وأن يهتم بسيناء، التى أطلق عليها الرومان اسم «سلة الغلال والخير» وأن يهتم بالسياحة، ولكنى أثق بأن رئيس مصر القادم «قدها وقدود».
■ وما رأيك فى المطالبة بترشح الفريق عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟
- أتمنى أن يترشح «السيسى» لرئاسة الجمهورية، بل أتمنى أن نستنسخ منه ألف سيسى ليكون موجوداً فى كل المناصب المهمة فى الدولة، لأنه قائد قوى، المصريون كلهم «بيحبوه» ويثقون فيه وأنا أعتقد أنه «قد المسؤولية».