اتهام بابا الفاتيكان بالتستر على قس أمريكى تحرش بـ200 طفل.. واستطلاع يؤكد تراجع ثقة الألمان فى «الكنيسة»

الجمعة 26-03-2010 00:00

بقعة سوداء جديدة تلطخ ثوب القس الأبيض مع صفحة جديدة فى ملف الفضائح الجنسية داخل الكنيسة، حيث كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن وثائق لقصة بطلها الأب الأمريكى لورانس مورفى الذى تحرش أثناء عمله فى الفترة من 1950 - 1974 فى مدرسة ويسكونسين بأطفال مصابين بالصمم.

وبعد مرور عشرات السنين يواجه البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان وأعوانه من القساوسة اتهامات بالتستر على هذه الفضيحة أثناء إثارتها، وعدم اتخاذ إجراء ضد القس الأمريكى المتهم بالتحرش بـ200 طفل على الأقل عندما أثارت القضية الرأى العام وقتذاك.

وكان للصحيفة السبق فى «كشف المستور» عندما أعلنت فى عددها أمس عن أن البابا بنديكت السادس عشر «غطى وتستر» على القضية عندما كان يشرف على التحقيقات فيها قبل توليه منصب البابوية منذ 4 أعوام ،

وكشفت الصحيفة عن وثائق حصلت عليها من محامى 5 أشخاص رفعوا شكاوى فى إطار هذه القضية تبرهن على أن الكاردينال تارسيسو بيرتون الذى كان نائبا للبابا آنذاك ويتولى منصب وزير خارجية دولة الفاتيكان أمر بمثول القس المدان «مورفى» أمام محكمة الكنيسة بعد توجيه الاتهامات إليه، إلا أنه أوقف العملية بعد ذلك.

وبتحرى أسباب القرار، وبحسب الصحيفة ثبت أن القس المتهم «مورفى» كتب رسالة عام 1996 وجهها مباشرة إلى بنديكت عندما كان الأخير عضوا آنذاك فى مجمع عقيدة الإيمان فى الفاتيكان وناشده وقف الإجراءات بحقه معلنا بخط يده: «أنه تاب عن أفعاله ولا يجب محاكمته بالإضافة لعدم تمتعه بصحة جيدة.. ويود أن يعيش ما تبقى له من فترة الكهنوت بكرامة».

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه - بعد الرسالة – تجاهلت شرطة ويسكونسين وممثلو الادعاء الاتهامات التى وجهت لـ«مورفى» موضحة أن أساقفة الولاية كانوا على علم بأن الأب الأمريكى كان يستغل أطفالاً «جنسياً»، ولم تبلغ السلطات المدنية بهذا الأمر.

جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردى للصحيفة أن قضية مورفى لم تعرض أمام مسؤولى الكنيسة فى روما إلا بعد فترة طويلة من رفض سلطات ويسكونسين إقامة قضية جنائية مؤكداً أن الفاتيكان علم بملابسات القضية «متأخراً».

وتزامن كشف «نيويورك تايمز» عن هذه الوثائق مع موجة من الفضائح حول اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين بحق أطفال فى عدد من الدول، ومن بينها أيرلندا والنمسا وهولندا وسويسرا.

وانعكست هذه الفضائح على ثقة الألمان فى الكنيسة بعد أن كشف استطلاع حديث للرأى انهياراً فى الثقة تجاه بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأظهر الاستطلاع الذى أجراه معهد «فورسا» لقياس مؤشرات الرأى بتكليف من مجلة «شتيرن» الألمانية ونشرت نتائجه أمس الأول أن 17% فقط من الألمان يثقون فى الكنيسة الكاثوليكية ، بينما بلغت نسبة الألمان الواثقين فى البابا 24% فقط.

وفى المقابل، لم تتأثر ثقة الألمان فى الكنيسة البروتستاتنينية كثيراً رغم استقالة رئيستها مارجوت كيسمان مؤخراً على خلفية فضيحة قيادتها السيارة وهى تحت تأثير الكحول.