حصلت «المصرى اليوم» على «إذن تسليم» حاويتى «الطين المشع» اللتين فحصتهما لجنة مختصة، وأكدت احتواءهما على إشعاع بـ«نسبة مرتفعة عن المسموح بها».
وكشف إذن التسليم أن شركة توب سيرفيس للتجارة هى التى استوردت الحاويتين، وأن مقرها فى حى المعادى، وتعمل فى المواد الخام اللازمة لصناعة البترول.
ونفى محمود مختار، المسؤول بالشركة، أن تكون الشحنة موردة من الهند لصالح شركته، وقال إن الشحنة كانت على رصيف ميناء دمياط عندما توصلنا إلى اتفاق مع وسيط هندى لشراء كلوريد بوتاسيوم، وأخبرنا عن الحاويتين، فاشتريناهما فى شهر مارس الجارى، وعلمت «المصرى اليوم»، من مصادر داخل الميناء، أن المستورد يجرى محاولات لإعادة توجيه الحاويتين إلى ميناء آخر، مقابل إغلاق التحقيقات فى القضية، مستفيداً من كونه لم يستخرج شهادة جمركية للحاويتين حتى الآن».
وأوضح «إذن التسليم» المؤرخ 10 مارس 2010، أن الشحنة، التى غادرت ميناء مندرا الهندى فى 2 ديسمبر الماضى، ووصلت إلى ميناء دمياط بعدها بـ6 أيام، تخص شركة توب سيرفيس للتجارة، ولم يحتو إذن التسليم سوى على الحاويتين اللتين تحفظت عليهما قوات الحماية المدنية فى الميناء.
وقال مختار: «إن الحاويتين كانتا فى الميناء منذ فترة طويلة، واتصل بى وسيط هندى اعتاد التعامل معنا فى تجارة مستلزمات صناعة البترول، وقال لى إن بهما «كلوريد بوتاسيوم» وهى المادة التى نستخدمها فى حفر آبار البترول، واتفقنا على شراء الحاويتين، وعندما ذهب مندوب الشركة لتسلمهما فى شهر مارس، فوجئ بغرامات تأخير على الشحنة فلم يتسلمها».
وأفادت مصادر من داخل الميناء، فضلت عدم ذكر اسمها، أن المستورد يجرى محاولات لعقد اتفاق مع إدارة الميناء، يعيد فيه توجيه الشحنة إلى مصدرها، أو ميناء آخر، مقابل إغلاق التحقيقات فى القضية، مستفيداً من أحد بنود القانون الذى ينص على أن الشحنة «ترانزيت» طالما لم يستخرج المستورد شهادة جمركية لها»، وأكدت المصادر أن التحقيقات التى يجريها العميد عصام صالح، رئيس مباحث الميناء، متوقفة، بانتظار اللجنة التى طلب «الميناء» من هيئة الطاقة الذرية، تشكيلها للكشف على الشحنة.
ونفى «مختار» أن الشحنة بها مواد ملوثة إشعاعياً، وقال: «علمياً، معروف أن كلوريد البوتاسيوم يفرز بعض الإشعاعات الناتجة عن التفاعلات بين إلكترونات عنصر البوتاسيوم، ولكنها ليست إشعاعات نووية وليست ضارة.
ونفى وائل سيد أستاذ الكيمياء فى جامعة عين شمس، أن تكون مادة «كلوريد البوتاسيوم» مشعة وقال: «كل المواد بشكل عام تشع، ولكن المواد التى تشع بنسبة أكبر من الطبيعية معروفة، وليس منها (كلوريد البوتاسيوم)، وعلمياً معروف أنه مركب كيميائى لا يبث إشعاعات بدرجة كبيرة».
وهو ما أكده المهندس نصر شلش، خبير البترول، الذى قال «كلوريد البوتاسيوم، مادة غير مشعة إلا فى حالة عدم معالجتها بطريقة سليمة»، وأكد «شلش» الذى اندهش من خبر استيراد هذه المادة، أن «كلوريد البوتاسيوم» موجود فى مصر بكثرة، ولا يستخدم فى صلب صناعة البترول، ويستخدم فى تحلية المياه فقط.