اتهم محمد صلاح خليفة، المتحدث الإعلامي باسم حزب النور السلفي، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأنه «يكيل بمكيالين» بسبب فتواه، التي تتعلق بحرمة التصويت على الدستور.
وأضاف، في حوار أجرته معه «المصري اليوم»، أن «الإخوان وضعوا أيديهم في يد العسكر في الجزائر من خلال المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، رغم أنهم قفزوا إلى السلطة، ومنعوا وصول (جبهة الإنقاذ) إليها، كما أنهم تعاملوا مع الأمريكيين، رغم أنهم قتلوا أكثر من 2 مليون عراقي من خلال طارق الهاشمي»، وإلى نص الحوار:
* ما توقعاتك بالنسبة للإقبال على التصويت على وثيقة الدستور؟
** أتوقع أن يكون الإقبال كبيرًا، وقد لمسنا ذلك من خلال حملات الترويج التي قام بها حزب النور خلال الأسابيع الماضية، فقد وجدنا استجابة منقطعة النظير من قِبل المواطنين أثناء المؤتمرات، التي كنا نعقدها في شرق البلاد وغربها، فنحن نرى أن التصويت بـ«نعم» درجة من درجات الاستقرار ووضع القطار على القضبان من جديد، وإعادة جديدة لمؤسسات الدولة، التي توقفت، أو كادت تتوقف، بسبب تظاهرات الشارع.
* كيف ترى الدستور الحالي مقارنة بـ«دستور 2012»؟
** لا شك أن كل فريق يرى أن رؤيته هي الأفضل، وأن وجهة نظره هي الأصح فيما يتعلق بالمقارنة بين «دستور 2012» و«دستور 2014»، لكننا نرى أن الدستور الحالي منتج بشري «مقبول» بل «ممتاز» وسط المناخ، الذي نعيشه في مصر، وإن لم يكن «المأمول»، وعلى من له ملاحظات أن يسعى لتغيير ما يريده بالمسارات المرسومة لذلك.
* البعض يتوقع أن التصويت على الدستور لن يقل عن 70%، خاصة بعد دعوة «السيسي» المواطنين للتصويت، فما رأيك في ذلك؟
** لا أستطيع الجزم بالنسبة، وربما تظهر المؤشرات في اليوم الأول للاستفتاء، وإن كنت أتمنى وحزبي ألا تقل عن 30% من المسموح لهم بالتصويت، وهي نفس النسبة التي صوتت على «دستور 2012»، كما أتمنى ألا تقل نسبة التصويت بـ«نعم» عن 64%، وهي نفس نسبة التصويت على «دستور 2012»، وإن كنت أتمنى أن تكون النسبة أكبر بكثير.
* ما تعليقك على ما صدر عن الدكتور يوسف القرضاوي، حيث وصف الدستور بـ«وثيقة الدم»، وحرم التصويت عليها؟
** الشيخ «القرضاوي» يكيل بمكيالين، وقد سبق أن قلنا إن الدستور «ليس قرآنا كريمًا ولا سنة مطهرة» فهو منتج بشري نراه الأفضل في الوقت الحالي، أما بخصوص فتوى «القرضاوي»، فإننا نضعه أمام مواقف «الإخوان» في الجزائر بقيادة المرحوم محفوظ نحناح عندما وافق على الدخول في استحقاقات انتخابية مع «العسكر»، رغم أن ما حدث هناك كان انقلابا عسكريا على «جبهة الإنقاذ»، ولم يحرم القرضاوي ذلك، بل أيده.
ونفس الشيء حدث من قبل طارق الهاشمي، زعيم «الإخوان» في العراق، الذي تعامل مع الأمريكيين رغم أن أيديهم تلطخت بدماء 2 مليون عراقي، وقد توافق مع «بريمر»، الذي فكك مؤسسات العراق بأكملها.
* هل تتوقع استقرارًا على المدى القريب بعد الاستفتاء على وثيقة الدستور؟
** أظن أن الاستقرار يتحقق بعدة إجراءات مجتمعة، منها التمسك الحرفي بـ«خارطة الطريق»، وإن كنا لا نرى مانعًا من تغييرها لو توافقت القوى السياسية على ذلك، فنحن نرى إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية، حتى لا تجتمع السلطات في يد «الرئيس» القادم، وأن تقوم الحكومة الانتقالية الحالية بعدد من الإصلاحات، وتسعى لتخفيف الزيادة المضطردة في الأسعار، حتى لا يشعر المواطن بالإحباط، وألا تصدر قوانين إلا بعد عرضها على القوى السياسية مثل «قانون التظاهر» مثلا، الذي فشلت في تنفيذه، وأنهكت الشرطة بسببه.
* هل هناك مبادرات مطروحة لإزالة حالة الاحتقان الحادثة في الشارع المصري؟ وهل تتوقع أن يسفر المستقبل عن وضع أفضل؟
** يعلم الجميع أننا في حزب النور تزعمنا أكثر من مبادرة، ولا أرى مبادرات جديدة في الأفق، فجماعة الإخوان المسلمين استعدت كل الفصائل والقوى السياسية، بل استعدت قطاعا عريضا من الشارع المصري، وحاولت إنهاك حزب النور في حرب شوارع، إلا أن الحزب أدرك ضرورة أن تتواصل المسيرة لمحاولة الإنجاز على أرض الواقع.
ورغم ذلك نرفض الإقصاء لـ«الإخوان» أو لغيرهم من الفصائل، ما لم تكن هناك دماء، ونرى أن القضاء المصري هو المنوط به الفصل في هذه القضية.