استأنفت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في أكاديمية الشرطة، الأحد، محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه، لاتهامهم بقتل المتظاهرين والفساد المالي.
واستمعت المحكمة إلى شهادة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في القضية، وقال: «مظاهرات 25 يناير كانت دعوة من قبل الحركات والجمعيات السياسية للتظاهر في ذلك اليوم، واختياره بالتحديد اعتراضًا واحتجاجًا على ممارسات جهاز الشرطة في هذه الفترة، وهذه الدعوة ظهرت في يناير 2009، وشهدت استجابة محدودة يومها وتظاهر العشرات».
وأضاف الكاتب الصحفي: «في 25 يناير 2011 كان حجم التظاهرات أكبر، بسبب التأثير الذي حدث جراء أحداث تونس، ما دعا إلى الاستجابة للمظاهرات، بحيث كانت أكبر، مما كان يتوقعه أصحاب الدعوة، وكان أغلب المتظاهرين في 25 يناير من الشباب والمنتمين للقوة السياسية، ومن أسباب التظاهر، اعتراضًا على توريث رئيس الجمهورية الحكم لنجله، وكان هذا السبب عاملًا أساسيًا للاحتجاج والمعارضة، ورحيل نظام مبارك».
وأكد «عيسى» في شهادته أنه لم ير الأشخاص الذين كانوا يطلقون الرصاص على المتظاهرين من أعلى أسطح الجامعة الأمريكية، مضيفًا: «أعتقد أن مبارك كان يعلم بهذه الأحداث عبر مسؤولى الدولة، وقادته الأمنية، والأجهزة السيادية المتمثلة في المخابرات العامة، والحزب الحاكم، والحكومة، ووزرائها، كما يتابع أي رئيس دولة مسار الأحداث والوقائع في بلده».
وقال الكاتب الصحفي إن الشرطة اختفت من ميدان التحرير تمامًا، مؤكدًا أنه لم ير أي شرطي بزي رسمي أو مسلحًا أو غير مسلحًا، وأنه عند مغادرته الميدان لم يجد أي مظاهر لقوات الشرطة أو تأهبها لاقتحام الميدان، بسحب قوله.
وأوضح أنه تلقى مكالمات هاتفية من زملاء كانوا لا يزالوا في ميدان التحرير وقت انصرافه، وأخبروه بأن الشرطة اقتحمت الميدان، وأطلقت قنابل الغاز، وأنها نجحت في فض الميدان، لكن المتظاهرين توجهوا إلى الشوارع الجانبية، مضيفًا:«لم يصلني يومها أي نبأ عن وفاة المتظاهرين، وكل ما عرفته أن هناك عدد من حالات الاختناق نتيجة كثافة الغاز».
ووصف «عيسى» 28 يناير 2011 بأنه يوم أطلق عليه «جمعة الغضب»، مشيرًا إلى أنه تم تحديد عدة أماكن في القاهرة وغيرها للخروج في مظاهرات وتركزت هذه الأماكن في المساجد.
وأكد أنه ذهب لأداء صلاة الجمعة بمسجد «الاستقامة» في ميدان الجيزة مع عدد من الشخصيات السياسية والعامة مثل الدكتور محمد البرادعي، وأسامة الغزالي حرب، وعدد من الشخصيات الأخرى الذين شاركوا في الصلاة من خارج المسجد، مشيرًا إلى أن قوات الأمن المحيطة بميدان الجيزة أحاطت بالتجمع الذي احتشد أمام المسجد ومنعته بأوامر شفوية من السير «لكننا لم نرضخ لهم، وواصلنا السير في اتجاه ميدان التحرير»، حسب قوله.
وتابع الكاتب الصحفي شهادته:«قوات الأمن بدأت في رش المياه على المظاهرين، وذهب عدد منهم إلى الشوارع الجانبية، وعاد بعضهم إلى شارع الهرم، بينما لجأ البعض الآخر إلى المسجد نتيجة اندفاع القوات بالمياه، وفض المظاهرة».
وأكد «عيسى» أن قوات الأمن بدأت في إطلاق قنابل الغاز المسل للدموع على المتظاهرين في محيط مسجد «الاستقامة»، مشيرًا إلى أنه عند محاولة المتظاهرين الخروج من المسجد للانضمام إلى باقي المتظاهرين فى الشوارع المحيطة، بدأت القوات إطلاق قنابل الغاز على ساحة المسجد، ثم على المسجد نفسه، ما أدى إلى إصابة الكثير بالاختناق ولجأ البعض إلى الدور العلوي بالمسجد وسطح المسجد.