حسين سالم لـ«المصري اليوم»: صداقتي لمبارك «شرف».. ولا بد من طرد سفير قطر

كتب: عمر خالد, محمد طلعت داود السبت 11-01-2014 20:28

عندما دق هاتفه ليعلن عن قدوم مكالمة دولية، لم يكن يدرى من المتحدث، ولكن بعد أن عرف أنه يتحدث إلى صحفى، صمت قليلا قبل أن يرد: «اتفضل أنا تحت أمرك»، إنه رجل الأعمال المصرى حسين سالم، المعروف إعلامياً برجل الأعمال الهارب إبان ثورة 25 يناير.. «سالم» كشف العديد من الأسرار عن طبيعة علاقته بمبارك، وعن اتصالاته وعلاقاته مع الإسرائيليين، وأكد أنه ينتظر تسوية المسائل القانونية للعودة إلى البلاد، مشيرا إلى أن عرضه التنازل عن نصف ثروته للبلاد تقدم به فى عهد «الإخوان».

رجل الأعمال قال فى حواره مع «المصرى اليوم» إن ثورة 30 يونيو «ثورة الخلاص من نظام الإخوان»، وإن الفريق «السيسى» هو قائدها، مؤكدا دعمه لفكرة ترشحه للرئاسة، وأضاف أن «الإخوان» استغلت ثورة يناير للقفز على السلطة لتحقيق أطماع خاصة، واتهمها وحركة حماس باقتحام السجون وإشاعة الفوضى فى البلاد، داعياً المصريين إلى التصويت بـ«نعم» على الدستور، باعتبار ذلك بداية الاستقرار الحقيقى للبلاد.. وإلى نص الحوار:

■ ما حقيقة المبادرة التى تقدمت بها إلى الحكومة المصرية للتنازل عن نصف ثروتك؟

- لم أتقدم بأى مبادرات على الإطلاق فى الوقت الراهن، ولكن كل ما يحدث عن طريق المحامين الموكل لهم الأمر، وهم من تقدموا، ولكن لم يتم توقيع أى أوراق حالياً، وأؤكد أن مبادرة التنازل عن 50% من الثروة، التى تم عرضها قبل 30 يونيو، ألغيت بسبب انتهاء المهلة التى تم تحديدها للإخوان للنظر فيها، وما نريد فعله العودة مرة أخرى إلى البلاد للعمل والتنمية وتقديم المساعدات وتنفيذ العديد من الاستثمارات، إلى جانب تقديم التبرعات، فعلى سبيل المثال، صندوق تنمية العاملين يتم تحت إشراف وزارة التضامن ومصر تحتاج إلى التنمية والعمل والبناء وتقديم يد العون خاصة فى الوقت الحالى.

■ ماذا يجب أن تركز عليه الحكومة حاليا بهدف الخروج من الحالة المتردية؟

- مصر الآن ليست فى مرحلة متردية، بل فى مرحلة النهوض والتقدم والرخاء والصحوة القوية، بعد نكسة حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى.

■ ما موقفك من ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- ما حدث فى 25 يناير هو أن جماعة الإخوان اتخذت ما حدث فى الشارع المصرى ذريعة للقفز على السلطة ومقاليد الحكم فى البلاد، وذلك معروف لدى الجميع الآن، والحقائق هى التى كشفتها، ولكن الدولة المصرية فى تلك الفترة كانت تحتاج بالفعل إلى عملية تنظيف وتهذيب.

أما ثورة 30 يونيو فهى ثورة الخلاص التى أخرجت مصر من الظلمات إلى النور، لأن مصر كانت ستصل فى حكم الإخوان إلى العصور الوسطى، ولكن الحمد لله، ربنا سبحانه وتعالى أنقذ البلاد بهذه الثورة، ولذلك نريد العودة مرة أخرى للاستثمار.

■ هل ترى أن ثورة يناير قام بها الشباب بالفعل أم أنها عبارة عن مؤامرة نفذتها أطراف خارجية؟

- لست محللاً سياسياً، ولا أحب التطرق إلى الأحاديث فى الأمور السياسية، ولكن مصر فى تلك الفترة، كما قلت، كانت تحتاج إلى تنظيف وتهذيب.

■ البعض يقول إنك تركت البلاد عقب ثورة 25 يناير خوفاً من دخول السجن.. ما تعليقك؟

- هذا الكلام عار تماماً من الصحة، كان لدى ميعاد مع الطبيب الخاص بى، بسبب أزمة فى العمود الفقرى، فذهبت إلى طبيبى فى زيورخ بسويسرا لتلقى العلاج.

■ ما رأيك فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى؟

- دون أى شك، هو منقذ مصر الحقيقى، الذى أنقذها من الغرق فى عصر الإخوان، السيسى طالب الشعب بالنزول يوم 26 يوليو، وبالتالى الشعب لبى النداء وخرج إلى الشوارع، 40 مليون شخص، وذلك اليوم من الأيام الرئيسية فى ثورة 30 يونيو. وأؤكد أن الفريق السيسى هو قائد ثورة 30 يونيو، فما حدث ثورة شعبية وليس انقلاباً كما يدعى البعض.

■ هل تدعم فكرة ترشح الفريق السيسى للانتخابات الرئاسية؟

- بالطبع «مفيش كلام» أنا مع ترشح السيسى للانتخابات الرئاسية، وهو رجل عادل ومحترم.

■ من يقف وراء العمليات الإرهابية فى سيناء؟

- بدون مناقشة، من يقف وراء ما يحدث فى الأراضى السيناوية هو حركة حماس وجماعة الإخوان، خاصة أن حماس أحد أفرع الإخوان، ويجب أن يعلم الشعب المصرى أن حماس أنشأتها إسرائيل لمواجهة ومحاربة منظمة فتح فى فلسطين.

■ ما المخطط الذى تسعى لتنفيذه جماعة الإخوان فى سيناء؟

- لن أتحدث عن ذلك، بل سأتحدث عن مخطط حسين سالم الذى يرغب فى تنفيذه.

■ متى تعود إلى مصر؟

- عندما يتم الانتهاء من المسائل القانونية، ولا أستطيع التحدث عنها، مادامت بين يدى القضاء المصرى، ولكن أنا على ثقة من نزاهته، وفور الانتهاء من تلك المسائل، سأعود إلى البلاد بإذن الله.

■ دعنا نعد قليلاً إلى ثورة 25 يناير ومسألة اقتحام السجون وتهريب المساجين.. من يقف وراء تلك الأحداث؟

- هذه العمليات تصنف ضمن العمليات الإرهابية، والمسؤول عنها حركة حماس وجماعة الإخوان، والإرهاب ليس مادياً فقط، إنما هناك إرهاب معنوى أيضاً. والكلام الذى يردده البعض، خاصة الإخوان، بأن الشرطة هى من اقتحم السجون، فى أيدى القضاء المصرى العادل، ولا يجوز الحديث فيه، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن جماعة الإخوان وحماس هما من اقتحموا السجون فى ذلك الوقت بهدف إشاعة الفوضى فى الشارع المصرى والقفز على السلطة.

■ ما رأيك فى موقف قناة الجزيرة ودولة قطر تجاه مصر؟

- دولة قطر داعمة للإخوان دون أى شك، هى وقناة الجزيرة، ودعمها هو جزء من المخطط الدولى لجماعة الإخوان لتحقيق أهداف بعينها، ويجب طرد السفير القطرى من مصر أسوة بطرد السفير التركى.

■ وما تعليقك على طرد السفير التركى؟

- كان يجب أن يتم طرده بسبب التدخلات المستمرة فى الشأن المصرى، ولكن ذلك ليس معناه قطع العلاقات مع تركيا، وإنما طرد السفير يعنى تبليغ الطرف الآخر الاحتجاج الرسمى ضد التدخل فى الشأن الداخلى، وهو أمر مرفوض تماما، فلا يجوز تدخل أحد فى القضايا المصرية.

■ ما تعليقك حول التركيز على كونك صديقاً مقرباً من الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟

- تلك الصداقة تشرفنى ولا اعتراض عليها، وغير صحيح على الإطلاق أنه إذا كان هناك شخص فاسد فيكون كل من حوله فاسدين، ذلك ليس منطقاً سليماً، ولكن على أى حال، قربى من مبارك شرف لى دون أى شك، وعلاقتى به نتجت عن طبيعة عملى كرجل أعمال ناجح، وهذه كل القصة.

■ متى كانت آخر مقابلة بينك وبين مبارك.. وما الحديث الذى دار بينكما؟

- كانت فى شهر يناير عام 2011، ولكن قبل الثورة، وكنا نتحدث فى التاريخ المصرى من أيام محمد على حتى الوقت الراهن، فأنا أعشق قراءة التاريخ، لذلك كنا نتحدث فيه، ولم أتدخل فى الحديث عن السياسة مطلقاً، فهو لم يكن يرغب فى الحديث فى النقاط السياسية، ومبارك نفسه لم يكن يسمح لأحد بالتدخل فى الشأن السياسى.

■ كيف ترى مشهد حبس الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟

- لا أستطيع التحدث فى مثل هذه الأمور، فهذا الأمر فى يد القضاء المصرى العادل، ونحن لا يجب أن نتحدث عن قضايا تنظر أمام القضاء، فلا أستطيع أن أقول إنه مظلوم أو ظالم، لأن من يحدد ذلك هو القضاء وليس حسين سالم.

■ كنت متهماً فى قضية تهريب الغاز إلى إسرائيل.. ما تعليقك؟

- لا تعليق، فالقضاء المصرى هو الذى سيقول كلمته فى النهاية.

■ هل كانت هناك اتصالات بينك وبين عدد من الإسرائيليين بالفعل؟

- نعم، كانت هناك اتصالات بينى وبين عدد منهم، ولكن فى إطار العمل فقط، وكانت الأجهزة المختصة فى الدولة على علم بها، وعلى دراية بكل خطوة فيها. وأنا أؤكد أننى لم أذهب إلى إسرائيل مطلقاً، ولكن كانوا هم الذين يأتون بموافقة الجهات المعنية، ونحن كنا نطلب منهم السماح بدخول الإسرائيليين.

■ ما تعليقك على توجيه تهمة التخابر إلى الرئيس المعزول محمد مرسى؟

- ليس لدى تعليق، الأمر فى يد القضاء، ولكن جماعة الإخوان هى التى خربت البلد وأنا أكرههم، والحالة التى وصلت لها الدولة المصرية هم السبب فيها، فهم كانوا يطمعون فى السلطة من البداية، وقفزوا على ثورة 25 يناير عندما كانت التظاهرات فى ميدان التحرير.

■ هل لديك كلمة أخيرة تود توجيهها لأحد؟

- أود أن أوجه كلمة إلى الشعب المصرى: «قولوا نعم للدستور لأنه بداية الاستقرار الحقيقى لمصر وإنهاء حالة الفوضى فى الشارع، فالدولة المصرية مستقرة وستظل مستقرة».