محمد النشائي: تحقيق الديمقراطية في بلد يعاني الجهل والفقر أمر صعب (حوار)

كتب: أميرة طلعت الجمعة 10-01-2014 19:18

قال العالم الكبير الدكتور محمد النشائى، أستاذ الهندسة والفيزياء النووية، إن القيادة التى ستحكم مصر خلال المرحلة المقبلة أهم من الدستور، وإن هذه القيادة ستكون مسؤولة عن حماية الدستور وتطبيقه.

وأضاف «النشائى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»: «الرئيس الأنسب لمصر فى المرحلة المقبلة هو الفريق أول عبدالفتاح السيسى.. وإلى نص الحوار:

■ منذ 5 سنوات لمع نجمك وزاد الحديث عنك وعن مشروعك فى «النانو تكنولوجى»، ثم اختفيت بعد ذلك عن الأنظار.. ماذا حدث؟

- لم أبعد عن مصر، لأنها دائما فى عقلى وفكرى، ولم أهمل مشروعى أو أوقفه، لكن فى الحقيقة تم وقف المشروع من القيادة الموجودة فى تلك الفترة لصالح مشروعات أخرى وهمية وكاذبة.

■ كيف رأيت ثورتى «يناير ويونيو»، وهل تتحقق الديمقراطية بالثورات؟

- «مصر غير مستعدة للديمقراطية».. جملة قالها مسؤول مصرى من قبل فى الإعلام الغربى عام 2011، ولم يكن من الصواب أن يقول ذلك وقتها، «ما ينفعش أقول عن نفسى كده قدام الغرب»، لكن الحقيقة تحقيق ديمقراطية فى بلد تعانى نسبة كبيرة منه من الجهل والفقر أمر صعب، الفقر يقتل الديمقراطية، فهل سيبحث الفقير عن قوت يومه أم عن الديمقراطية؟ وللحقيقة، كنت خائفا وقلقا مع اندلاع ثورة يناير، وخائفا مما يمكن أن يحدث فى الظلام، ومن المؤامرات والاتفاقات، وبمرور الوقت وجدنا أنفسنا فى ظل حكم الإخوان، وأقول ذلك وابن خال والدى هو حسن العشماوى، من مؤسسى جماعة الإخوان، لكن الحقيقة أنه كانت هناك إيجابيات لـ«ثورة يناير»، لأنها فتحت مجال أننا نستطيع أن نفعل شيئا، كما فتحت مجالا للتوقع بأن القادم سيكون أفضل إذا توفرت القيادة والحكومة القوية والجيدة.

■ ماذا عن «30 يونيو»؟

- بصراحة، أنا لم أعط صوتى للرئيس السابق محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، لكن قبلت به واحترمته كرئيس لشعب اختاره من خلال الانتخابات، لكنه لم يستطع أن يكون عند حسن ظن الناس، فالناس خرجت وعبرت عن سخطها ورفضها فى 30 يونيو، التى أعتبرها ثورة بيضاء، وأؤيدها تماما، لأن الوضع كان سيئا، وكل ما يقال عن حدوث عنف وانقلاب «كلام فارغ»، يروج له فى الإعلام الغربى، وهناك بالفعل ثورات شهدت عنفا شديدا، لكن هذا لم يحدث فى مصر، وأحب أن أوضح شيئا: إننى بشكل عام لا أحب كلمة ثورة، ولكن أفضل كلمة تطور، ودائما أقول Evolution أفضل من Revolution.

■ ما رأيك فى الدستور المعدل وتحديدا المادة 23 الخاصة بالبحث العلمى؟

- بصراحة أنا لا يعنينى الدستور، وهو جهد مشكور لمن وضعوه، لكن بالنسبة لى أى دستور تمت الموافقة عليه من الشعب أؤيده، وما يهمنى هو التفرغ للأهم، وهو القيادة التى ستحكم مصر، والتى تحتاج لها مصر فى المرحلة المقبلة، والشخص المناسب الذى سيحمى هذا الدستور ويطبقه، لذلك أنا مع «نعم» للدستور من أجل الوصول لهذه المرحلة، فالدستور هو نقطة البداية.

■ من هو الرئيس الأنسب لمصر فى المرحلة المقبلة من وجهة نظرك؟

- الفريق أول عبدالفتاح السيسى بلا شك، أريدك أن تأتى لى بأحد يكون الشعب مجمعا عليه وعلى شخصيته وحزمه، شخصٌ الشعب يأمن على نفسه معه مثل «السيسى»، فالبلد يحتاج إلى الربط والحزم بعد الفوضى والتخبط الذى عاشه طوال العامين الماضيين، «الله لا يرجعهم»، فالفريق أول السيسى هو الأنسب بالنسبة لى فى المرحلة المقبلة، وأنا لم أبنِ حكمى وفقا للمشاعر، لكن هناك حقائق تشير إلى أن هذا الرجل حكيم وقوى وموفق، وأنقذ الشرق الأوسط العربى من مخطط أمريكى لتقسيمه بمنتهى الهدوء والحكمة، وأعتقد أنه إذا ترشح فـ 80% من المصريين سيختارونه، وفى حالة إذا لم يترشح سأختار الشخص الذى يثق فيه الفريق أول السيسى، ويقول إنه الأنسب للرئاسة.

■ تقول ذلك وأنت رجل مدنى؟

- أنا رجل مدنى وتربيت فى ألمانيا، وهى دولة مدنية، لكن لا توجد مشكلة بالنسبة لى فى ترشح رئيس ذى خلفية عسكرية، المهم من هو هذا الرئيس، وماذا سيفعل؟، ولى أصدقاء مصريون متشبعون بالمدنية، ويتحدثون عنها ليل نهار، لكنهم وصلوا إلى قناعة بأن مصر تحتاج إلى رجل عسكرى الآن.

■ ما نظام الحكم الذى تحتاجه مصر حتى لا نعود لدولة القمع من وجهة نظرك؟

- مصر كانت تعيش تحت حكم الديكتاتورية الفاشلة، فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدليل أنها سقطت فى 18 يوما، لكن فى الحقيقة لم تكن هناك عدالة أو مساواة مادية، وهو ما خلق الاحتقان، وهناك ناس مقتنعة بذلك تماما، لكن تخشى التصريح به حتى لا يتم اتهامها بأنها ليست ثورية، ما نحتاجه لمستقبل أفضل هو قيادة قوية خلال السنوات الخمس المقبلة، وعودة الأمن والاستقرار، وعودة الإنتاج، فكيف نتصارع على تقسيم لقمة العيش ومفيش إنتاج للقمة العيش هذه؟!.

■ ما رأيك فى قرار اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية؟

- أرى أنه كان لابد أن يكون ذلك من خلال حكم قضائى، لكن صدوره من رئيس الوزراء لم يكن موفقا، وأنا ضد العنف الذى يمارسونه فى الشارع وفى الجامعات تماما، لكن عندما يخطئ شخص فى عائلة أعاقب الشخص، لا أعاقب العائلة، وهناك إخوان محترمون، وإخوان يستحقون الشنق، وللأسف أصبحت كلمة الإخوان ذات مردود سيئ على نفسى بعد أن كانت ذات سمعة طيبة فى قلبى، بسبب ما فعلته قياداتها.

■ كان لديك تصور عن دولة تخيلية من حيث التقدم تتكون من مصر وتركيا وإيران.. وماذا عن إيران؟

- بالفعل، تركيا بلد متقدم ومحترم، و«أردوجان» استطاع أن يعيد الهوية الإسلامية له، لكن ربما أصابه جنون العظمة، واعتقد أنه سيعيد الدولة العثمانية من جديد، ورغب فى أن تكون مصر جزءا منها من خلال الإخوان.

وإيران دولة ترفض أى تدخل فى شؤونها، لذلك أتعجب من تدخلها فى الشأن المصرى، وأتمنى أن تعيد التفكير وأن تعود العلاقات من جديد، حتى لا نحقق للغرب هدفه، لأن ما يهدف إليه الغرب هو مبدأ «فرّق تسد».

■ كانت لديك أمنية بأن يجمعك مشروع علمى مع الدكتور أحمد زويل لخدمة مصر.. فكيف ترى مستقبل البحث العلمى؟

- أتمنى للدكتور زويل الشفاء، وبالفعل كانت تلك أمنية لدىّ، بل قلت إننا نعطى له قيادة هذا المشروع، لكن فى الحقيقة هناك أسباب كثيرة جعلتنى أتراجع عنها، لا أريد الدخول فيها، وأرى أن هناك خلافا تاما بيننا فى الرؤى لن يسمح بذلك.

ومستقبل البحث العلمى فى مصر لا يمكن أن نتحدث عنه الآن أبدا، لكن ما نحتاجه هو الاستقرار والأمن وعودة العافية للاقتصاد، نحتاج البحث العلمى حاليا لخدمة الاقتصاد، وفى توفير السكن، ولقمة العيش للناس، وتوفير فرص عمل، وحياة كريمة، بعد 5 أو 6 سنوات ممكن نتكلم عن البحث العلمى وملفاته، ومن يتحدث عن البحث العلمى الآن فهو يتاجر بالكلمة مثلما كان يحدث من متاجرة بالدين.