قال الدكتور عصام عبدالصمد، رئيس اتحاد المصريين فى أوروبا، إن الاتحاد يبذل جهودًا كبيرة للتصدى لمحاولات «الإخوان» تعطيل عملية الاستفتاء، وإنهم ينفقون مبالغ كبيرة للدعاية ضد مصر فى أوروبا، لكن المصريين فى الخارج مؤمنون بالثورة المصرية، ويطمحون لتمرير الدستور بنسبة 80%، وإلى نص الحوار..
■ كيف يتواصل الاتحاد مع الجاليات المصرية المنتشرة فى أوروبا لشرح مواد الدستور؟
- نتواصل معهم عن طريق وزارة الخارجية المصرية، التى قامت بإنشاء 138 دائرة انتخابية للمصريين بالخارج، وكثفنا جهودنا خلال الفترة الماضية للاتصال بهم فى كل دول أوروبا، وأرسلنا لهم نسخا من الدستور، وقمنا بترجمة الدستور للغة الإنجليزية، وشرحنا لهم مواد الدستور وأهميته بالنسبة للمصريين فى الخارج، وأهم المكاسب التى حصلوا عليها من خلال المادتين (2) و(164)، اللتين تتيحان للمصرى المقيم فى الخارج تولى مناصب سيادية أو وزارية فى الحكومة المصرية.
■ ما أهم المشاكل التى واجهتكم أثناء التحضير للاستفتاء؟
- عدم وجود بطاقة رقمية لمعظم المصريين المتواجدين فى الخارج، وهو ما قلل من أعداد المصريين، الذى يحق لهم التصويت على الاستفتاء، فرغم أن عدد المصريين فى الخارج يزيد على 8 ملايين، فإن الذين لهم حق التصويت 700 ألف فقط، لأن هذا العدد هو الذى يمتلك بطاقة رقمية.
■ ما المعوقات التى من الممكن أن تواجه المصريين فى الخارج أثناء الاستفتاء؟
- ضرورة الذهاب إلى مقار السفارات للتصويت، وهذا سيمثل لنا مشكلة كبيرة جداً؛ فمثلاً إنجلترا، التى أعيش بها يجب على المواطن الذى يعيش فى أسكتلندا الحضور إلى لندن للتصويت، وهذا أمر فى غاية الصعوبة، لأن الإجازات فى أوروبا صعبة للغاية، لكن المصريين مؤمنون بالقضية وبأهمية التصويت، وسيبذلون جهودا كبيرة للتغلب على هذه المشكلة.
■ ما رأيك فى الدستور الجديد، وما الفرق بينه وبين الدساتير السابقة، خاصة دستور الإخوان؟
- هذا الدستور أفضل من الدستور الأسبق، الذى كان موجودا قبل ثورة يناير، والدستور السابق الذى تمت كتابته فى عهد الإخوان، فقبل ذلك لم يكن من حق المصريين فى الخارج الانتخاب، وقمت نيابة عن الاتحاد برفع قضية على الدولة المصرية، وحصلنا على حكم عام 2011 بحقنا فى الترشح للوظائف العامة.
وعندما بدأت جماعة الإخوان فى وضع دستور 2012 تواصلنا معهم، ولفتنا نظرهم إلى ضرورة وجود دور وحقوق للمصريين فى الخارج بالدستور، لكنهم لم يستجيبوا أو يتواصلوا معنا بأى شكل، وخرج الدستور وحرمنا من حقنا فى الترشح فى البرلمان أو الحكومة، ولكن بعد ثورة 30 يونيو تواصلنا مع أعضاء لجنة الخمسين ورئيسها عمرو موسى، وكان رجلا فى غاية الاحترام والتفاهم معنا، وتمكنا من الحصول على كل حقوقنا فى المادتين (2) و(163).
■ ما تقييمك لموقف الدول الأوروبية من ثورة 30 يونيو، وهل تغير الآن؟
- الموقف الأوروبى تغير تماماً فقد كان ضد الثورة فى البداية، لكننا بذلنا جهودا كبيرة فى شرح لهم حقيقة ما حدث بالتفصيل، وقامت السفارات المصرية بمدنا بـ«سيديهات» شارحة لما حدث بعدة لغات وكتيبات دعائية، وشرحنا موقف مصر، وهو ما أدى لتغير الموقف الأوروبى تجاه ما حدث، وحتى المعارض لما حدث فى مصر استطعنا أن نجعله يتخذ موقفا حياديا.
■ هل توجد فى أوروبا تحركات إخوانية ضد الدستور؟
- بالطبع، رصدنا تحركات مكثفة للجماعة، وتنظيمها الدولى فى الدول الأوروبية، لإفشال الدستور، وتحريض حكومات بعض الدول ضد مصر، وقاموا بتنظيم حملات كبيرة ضد الدستور والنظام والجيش، وينفقون على ذلك مبالغ ضخمة، نحن نقف ضد تنظيم دولى له ميزانية كبيرة، ورغم ذلك نتصدى لهم بكل الطرق المتاحة لنا. المصريون فى الخارج يتصدون لحملات الإخوان من جيوبهم وأموالهم الخاصة، وهدفنا هو تمرير الدستور بـ«نعم» بنسبة 80%، وكل ما يفعله الإخوان فى الخارج لم يؤثر علينا، لأن المصريين فى الخارج مؤمنون تماماً بالقضية وعدالتها.
■ هل تفضل إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً أم البرلمانية أولاً؟
- ما دام الكل توافق على إجراء الانتخابات الرئاسية فى البداية، فهذا لا يمثل مشكلة كبيرة، لكن كنت أريد أن يكون لدينا برلمان منتخب، لأن الرئيس الحالى يؤدى أداء جيدا جداً خلال المرحلة الانتقالية، وكان من الممكن استمراره على الأداء نفسه حتى تتم الانتخابات البرلمانية، ويكون لدينا برلمان، وهو ما سيتيح للرئيس المنتخب بعد ذلك حلف اليمين أمام مجلس نيابى منتخب من الشعب.
■ ما رأيك فى ترشح الفريق أول السيسى للرئاسة؟
- أى شخص يطرح نفسه للترشح للرئاسة يعلن عن خلفيته سواء كان طبيبا أو مهندسا، ولا مانع إذا كان مرشح الرئاسة ذا خلفية عسكرية مثل الفريق أول السيسى، أهم حاجة ألا تكون الدولة عسكرية، ومن الممكن أن تفيد خلفيته العسكرية فى أمور كثيرة، أهمها قدرته الشخصية على حسم الأمور، وهذه ستكون نقطة فى صالحه، ولست ضده، وعندما يصبح رئيساً للجمهورية سيخلع البدلة العسكرية، ويصبح مدنيا، وستختار المؤسسة العسكرية وزيراً جديداً للدفاع.
■ ما الدور الاقتصادى الذى قام به المصريون فى الخارج لمساعدة مصر اقتصادياً بعد الثورة؟
- إجمالى تحويلات المصريين يتجاوز 15 مليار دولار، ولولا هذا المبلغ لكان وضع ميزان المدفوعات المصرى سيئا للغاية، وبعد الثورة قمنا برفع هذا المبلغ ليصل إلى 19 مليار دولار سنوياً، وقمنا بعمل حملة تحت مسمى «استثمر أموالك فى مصر»، واستهدفنا فى هذه الحملة رجال الأعمال فى الخارج، ولاقت رواجا وإقبالا شديدين، لكن الجميع فى انتظار هدوء الأوضاع السياسية فى مصر، والانتهاء من خارطة الطريق، وقتها سيكون الطريق مفتوحا أمام المستثمرين من الأوروبيين والمصريين.
■ هل رصدتم وجود شخصيات إخوانية فى أوروبا خلال الفترة الماضية هربت من الملاحقات الأمنية فى مصر؟
- بالطبع متواجدون فى كل الدول الأوروبية، وظهروا بكثافة فى أوروبا بعد سقوط الإخوان مصر، لكن الذى يحضر إلى أوروبا لا بد أن تكون له صفة، أو من يحضر للعلاج أو يحصل على جنسية إحدى الدول الأوروبية، ولكن الإخوان بصفة عامة متواجدون فى الدول الأوروبية ولا نستطيع حصر أعدادهم، لكن بعضهم يمتلك أموالا طائلة ينفقونها لتحقيق أهدافهم السياسية.