مدير أمن شمال سيناء: وصلنا إلى المرحلة الأخيرة في مواجهة الإرهاب (حوار)

كتب: عبد القادر مبارك السبت 04-01-2014 17:19

قال اللواء سميح بشادى، مدير أمن شمال سيناء، إن الشرطة فى شمال سيناء قدمت تضحيات لتطهير سيناء من الإرهاب، وقدم رجالها أرواحهم لتحقيق أمن الوطن، وأضاف أن الشرطة تواجه الإرهاب فى شمال سيناء بصمود الرجال، وتعاون أبناء سيناء، مؤكداً أن الشرطة اتخذت كل الإجراءات الأمنية لتأمين الاستفتاء على الدستور، وأنها سترد بحزم على أى هجوم على المنشآت أو لجان الاستفتاء، وإلى نص الحوار:

■ ما تقييمكم للوضع الأمنى فى شمال سيناء؟

- الوضع الأمنى حالياً أفضل بكثير مما سبق، ونجحت الشرطة فى إدارة المعركة ضد الإرهاب بكل اقتدار وتقنية فائقة، وتمت مواجهة الإرهاب من قبل رجال الشرطة بصمود الرجال، واستطعنا بسط وجودنا على الأرض، خاصة أن الجماعات الإرهابية كانت تخطط عقب ثورة 30 يونيو لأن تغادر الشرطة سيناء، لكن رجال الشرطة كانوا وطنيين وصامدين صمود الرجال، ولم تتمكن هذه الجماعات من هز قدرات رجال الأمن فى سيناء، ولتحقيق ذلك قدمنا تضحيات كبيرة من أجل هذا البلد، ولتطهير سيناء من الإرهاب، وقد وصلنا إلى المرحلة الأخيرة فى المواجهة ضد الإرهاب، وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية، والوضع الأمنى تحت السيطرة تماماً.

■ ماذا عن تضحيات رجال الشرطة فى شمال سيناء؟

- عدد الشهداء والمصابين من رجال الشرطة منذ 30 يونيو الماضى بلغ 177 ضابطاً وشرطياً جراء المواجهات مع العناصر الإرهابية، قدمنا 70 شهيداً بينهم 7 ضباط و27 أمين شرطة و36 مجنداً، بالإضافة إلى 107 مصابين، منهم 27 ضابطاً و28 أمين شرطة و52 مجنداً، ولن نتوقف عن تقديم التضحيات من أجل أمن وأمان المواطن، وهناك إصرار من رجال الأمن على محاربة الإرهاب حتى آخر قطرة دم مع رجال القوات المسلحة.

■ هل فرضتم سيطرتكم الكاملة على أرض المحافظة؟

- هناك مجهود واضح لرجال الشرطة فى شمال سيناء، والحملات الأمنية مستمرة لفرض السيطرة على جميع مناطق شمال سيناء، والعمليات أقودها بنفسى داخل مدينة العريش وخارجها، من أجل استعادة الأمن والتصدى للعناصر الإرهابية المسلحة بكل حزم، ولن نتخاذل فى تأمين المواطنين والمنشآت، ولن تتوقف الحملات الأمنية إلا برجوع الأمن الكامل للمحافظة، ونحن حريصون على كشف الجريمة قبل وقوعها، ولهذا نعزز من تواجدنا بالاشتراك مع القوات المسلحة بجميع الكمائن، وأعدكم بأن تطهير سيناء من الإرهاب دخل مرحلته الأخيرة، وقريباً سيتم الإعلان عن سيناء خالية من الإرهاب.

■ وماذا عن أقسام الشرطة فى المحافظة بعد تعرضها لعمليات إرهابية؟

- جميع أقسام الشرطة بشمال سيناء مؤمنة، وتقدم خدماتها للمواطن، وتتلقى البلاغات، وتعمل بكامل طاقتها، وهناك إجراءات أمنية مكثفة تقوم بها قوات قسم الشرطة كل فى دائرته.

■ ولكن بالنسبة لمدينتى الشيخ زويد ورفح شرق سيناء لا وجود للشرطة هناك؟

ـ بالعكس المدينتان تحت السيطرة، وهناك انتشار لرجال الشرطة من خلال الدوريات الأمنية على مدار 24 ساعة، ومدينة رفح بها معسكران للأمن المركزى، وتوجد حراسات أمنية وقوات أعلى قسم شرطة رفح السابق، فالشرطة عادت بكل قوتها إلى المدينتين، وتم تحميل العمل فى قسم شرطة رفح على قسم شرطة الشيخ زويد، لحين الانتهاء من إعادة بناء الأول خلال أشهر.

■ حدثنا عن استعداد مديرية الأمن لعملية الاستفتاء واحتفالات أعياد الميلاد ؟

- بالنسبة لتأمين احتفالات إخواننا المسيحيين بأعياد الميلاد فقوات الأمن فى جاهزية تامة لتأمين الكنائس، وتم اتخاذ كل الإجراءات الأمنية، والاستعانة ببوابات إلكترونية وكلاب بوليسية، لكشف المفرقعات، وهناك تنسيق كامل مع القوات المسلحة.

أما تأمين الاستفتاء فاستعدت المديرية بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتم وضع خطة لتأمين الاستفتاء فى جميع اللجان بالمدن والقرى، والمديرية على أهبة الاستعداد لخروج الاستفتاء دون أى أعمال عنف أو إرهاب، وبالنسبة للجان ووضعها الحالى ندرس نقل اللجان القريبة من أقسام الشرطة والمقار الأمنية خاصة بالشيخ زويد ورفح، بسبب الإجراءات الأمنية المفروضة على هذه الأماكن، وبالتنسيق مع اللجنة العليا للاستفتاء تم تحديد 64 مركزاً لعملية الاستفتاء موزعة على المدارس فى نطاق كل مدينة وقرية، طبقاً لمواقع اللجان فى ظل الظروف الأمنية التى تشهدها المحافظة.

■ ما خطتكم لمواجهة الجماعات الإرهابية بشمال سيناء، خاصة بعد كشف بعض القنابل التى تم إبطالها؟ وما مدى استجابة المواطن فى التعاون مع رجال الأمن؟

- مديرية الأمن أصبحت تمتلك أجهزة بتقنية حديثة، للكشف عن المفرقعات، وتوجد سيارة مجهزة للكشف عن المفرقعات تقوم بتمشيط المنطقة، بحثاً عن أى مفرقعات قد يضعها الإرهابيون، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية المدربة على كشف المفرقعات، وسيارات شرطية مجهزة لمواجهة الإرهاب خلال الحملات الأمنية ضد البؤر الإرهابية، كما أن المديرية من خلال الأجهزة والإدارات تجمع المعلومات، وتجرى التحريات اللازمة، لمواجهة العناصر الإرهابية، وتمكننا من ضبط الكثير منها خلال الفترة الماضية.

أما بالنسبة لدور أبناء سيناء وتعاونهم مع الأمن، فأؤكد الدور الحيوى للمواطنين فى مساعدة الشرطة، ونتلقى بلاغات من المواطنين عن وجود مفرقعات وسيارات مشتبه فيها، وعن بؤر إرهابية وعناصر تهاجم القوات الأمنية، ونتعامل مع أى بلاغ بكل جدية، ونتحرك فورياً لإنقاذ المواطنين، وهناك بلاغات أنقذت أرواح قوات الأمن والمواطنين، بعدما أبطلنا عبوات ناسفة أبلغ عنها الأهالى.

■ وماذا عن الأحكام الغيابية ضد عدد من أبناء سيناء؟

- فى الحقيقة مديرية أمن شمال سيناء تقوم بعمليات تصالح مع كل أصحاب الأحكام الغيابية، ولا نداهم المنازل ليلاً لتنفيذ الأحكام، ونطالب المواطنين بإعادة الإجراءات دون القبض عليهم، وكذلك المعارضة على الحكم، وهناك استجابة منهم فى هذا الشأن، وخلال العام الماضى تم تنفيذ أكثر من 209 أحكام جنائية و6164 حكم حبس و1643 مخالفة و16 تشكيلاً عصابياً.

■ هناك شكاوى من المواطنين حول إغلاق الميادين والشوارع المحيطة بالمقار الأمنية؟

- على الجميع تحمل الإجراءات الأمنية الاستثنائية فى ظل الظروف التى تشهدها المنطقة لحين تطهير سيناء من الإرهاب، الذى يتطلب إغلاق الميادين والشوارع المؤدية إلى أقسام الشرطة والمقار الأمنية، حتى لا يقع ضحايا من قوات الأمن والمدنيين الأبرياء، ونحن نقدر ما يعانيه الأهالى، بسبب الإجراءات الأمنية، وأطالب الأجهزة التنفيذية بتحمل المسؤولية، ورصف الطرق الفرعية التى يسلكها المواطنون بديلاً للشوارع المغلقة، بسبب الظروف الأمنية، وأعد أهالى هذه المناطق بأن الميادين والشوارع المغلقة سيتم فتحها قريباً بعد عودة الهدوء الأمنى للمنطقة.

■ هناك تجاوزات من بعض رجال الشرطة ضد المواطن فى شمال سيناء؟

- إذا كانت هناك تجاوزات فهى فردية، وليست سياسة وزارة الداخلية، وأنا كمدير أمن شمال سيناء أحاسب أى متجاوز ضد أى مواطن، ولا أسمح بأى تجاوز، ومكتبى مفتوح أمام المواطنين لتقديم شكاواهم من أى تجاوزات قد تقع من رجال الشرطة، أما بالنسبة للنيران، التى تطلق من أقسام الشرطة بين الحين والآخر فهى احترازية، نظراً للوضع الأمنى المتأزم، وانتشار السيارات المفخخة فى الفترة الأخيرة.