قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن هناك جهات لا يمكنها تقبل الإنجازات التي تحققها تركيا في الآونة الأخيرة، في إشارة إلى مجموعة المشاريع التي نفذتها وتنفذها الحكومة مؤخرًا مثل خط مترو مرمراي الذي يمر من أسفل البسفور، والجسر المعلق الثالث الذي يربط قارتي آسيا وأوروبا.
وأضاف «أردوغان»، في المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده، الجمعة، مع نظيره الليبي على زيدان، في حديقة قصر دولمه بهتشه، بمدينة إسطنبول التي يزورها الضيف الليبي حاليا، لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين الأتراك أن «هناك من لا يمكنهم تقبل فكرة أن يكون لدى تركيا مطارات تبلغ سعتها السنوية 100 مليون مسافر أو أن يكون لديها قطار سريع يربط بين المحافظات»، مشيرًا إلى أن «تلك الجهات تمثل أكبر عائق تقف أمام الدول المسلمة»، حسب قوله.
وأشار إلى أن هؤلاء يرغبون في إيقاف جميع عمليات التحرر والتقدم التي تحرزها هذه الدول، لاسيما تركيا، ونحن عازمون على تخطي جميع تلك العقبات من خلال الاتحاد والتكافل والتضامن بين جميع أطياف الشعب التركي.
وأوضح «أردوغان» أنه وقع مع نظيره الليبي، على بيان بشأن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين بلديهما، وأن وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، ونظيره الليبي، وقعا كذلك على اتفاقية جمركية بين البلدين.
وذكررئيس الوزراء التركي أن اللقاء، مع نظيره الليبي، كان بمثابة فرصة طيبة لتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن وزارتي خارجيتي البلدين ستقومان بالتعاون الوثيق فيما بينهما في الفترة المقبلة التي قال إنها ستشهد تعاونًا منقطع النظير، سيصب في زيادة العلاقات بين البلدين.
وأكد على العمق التاريخي للروابط التي تربط بين تركيا وليبيا، في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والتجارية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى، مضيفا: «الوضع الذي وصلت إليه الدولتان الشقيقتان في العلاقات بينهما في الوقت الحاضر، مختلف تمامًا عما مضى».
وأوضح «أردوغان» أن الأوضاع والأنظمة في ليبيا ستبدأ في الاستقرار مع مرور الوقت، مشيرًا إلى وجود جهات أيضًا لا يمكنها فكرة تقبل وحدة ليبيا واستقرارها، وأن ليبيا لا يمكنها التغلب على ذلك إلا من خلال وحدتها وتماسكها، مؤكدًا أنها ستنجح في ذلك بشكل كبير من خلال تعزيز عمل المؤسسات في البلاد.
وذكر «أردوغان» أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وليبيا بلغ 3.5 مليار دولار، مشيرًا إلى أنهم يرون أنه من الممكن أن يصل هذا الرقم إلى 4 مليارات دولار، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذا ليس كافيًا.
وأشار إلى أن الخطوات التي اتخذوها من أجل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، ستتسارع وتيرتها بعد توقيع اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين في 15-16 من الشهر المقبل.
وتطرق «أردوغان» إلى العلاقات القائمة بين البلدين في المجال اثقافي، وكذلك العلاقات العسكرية، لافتًا إلى أن العلاقات في هذين المجالين تشهد تطورًا ملحوظًا بمرور الوقت.
وأشار «أردوغان» إلى أنه تناول مع نظيره الليبي، عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية، «الشأن السوري، والمصري»، موضحا أن تقييم الأوضاع في تلك القضايا بين الجانبين أثبت تطابقهما في الأفكار ووجهات النظر.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الليبي، عن رغبته في زيادة أواصر التعاون والأخوة بين بلاده وتركيا، مشيرًا إلى أنهم بذلوا جهودًا مضنية من أجل أن تصل العلاقات بين البلدين لنقاط مختلفة ومتميزة.
ومضى قائلًا: «لدينا رغبة في تعزيز العلاقات بيننا في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية»، مشيرًا إلى أن لديهم طموحا لزيادة التعاون بين البلدين بشكل أكبر في مجال النفط.
وأوضح أن هناك 31 شركة إنشاءات تركية، بدأت تزاول نشاطها في ليبيا، مناشدًا بقية الشركات التركية بالتوجه إلى ليبيا للعمل بها في الأماكن التي تريدها.
وأعرب «زيدان» عن أمله في أن يزور «أردوغان»، ليبيا مجددًا، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة بالنسبة لهم.