دعت جماعة الإخوان شبابها وأنصارها لبدء حملة قوية لمحاصرة شيوخ الدعوة السلفية بالمحافظات فى مساجدهم، ومنعهم من إلقاء خطبة الجمعة اليوم، فيما حذر قيادات حزب النور من غضب شبابه وقواعده من تصرفات الجماعة وحملات التشويه التى وصفوها بـ«الممنهجة».
وطالبت صفحات الإخوان على «فيس بوك» شباب الجماعة بمنع الخطب الدينية أو الدروس العلمية التى يحضرها شيوخ الدعوة السلفية، وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة.
وطالبت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بمحافظة السويس، بحصار مشايخ الدعوة الذين سيلقون خطبة الجمعة فى السويس اليوم، وأن يكون هناك استقبال خاص للدكتور ياسر برهامى، وقال أدمن الصفحة: «نمى إلى علمنا أن المدعو ياسر برهامى ينوى أن يكون خطيب الجمعة بمسجد عباد الرحمن، وأن يلقى درسا بعد صلاة المغرب، وننتظر من ثوار السويس استقباله بشكل يليق بخيانته للوطن ودماء الشهداء».
وأكد إبراهيم المحلاوى، أحد الكوادر الشبابية بالجماعة، أنهم فقدوا الاتصال بالقيادات ولا يتلقون تعليمات أو تكليفات فيما يتعلق بحزب النور، كما اتهمهم الحزب السلفى، مشيرا إلى أنهم لن يتوقفوا عن التظاهر أمام منازل قادة حزب النور وتعطيل مؤتمراتهم الداعية للاستفتاء على الدستور.
وقال «المحلاوى» لـ «المصرى اليوم» إن الحزب السلفى هو الذى ينفذ حربا ممنهجة ضد الإخوان، وكان آخرها التصريحات التى صدرت على لسان قيادى بالحزب بشأن اتهامه لفتيات ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» بالتحرش بالرجال، وهو ما يكشف الوجه القبيح للحزب ونواياه السيئة ضد الإخوان - على حد تعبيره.
فى المقابل، أكد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى، أن الهجوم المستمر على الحزب ممنهج ومخطط من جانب قيادات الإخوان، مشددا على أن «النور» لم يجد من الإخوان سوى السب ومحاصرة البيوت والاتهام بالعمالة.
من جهة أخرى، قال الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، أمين الحزب ببنى سويف، إنه يرفض تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لأن كل شاب مسؤول عن نفسه فى حالة ارتكابه أى أعمال عنف ويحاسب على ذلك، وأن هناك من الإخوان من يرفض مثل هذه الأعمال.
وحذّر من أن هناك غضبًا كبيرًا ينتاب شباب النور من تصرفات جماعة الإخوان، وقال: «نمنعهم من الاشتباك حتى لا تنشب أزمة كبيرة، ولكننا لن نتمكن من السيطرة عليهم طول الوقت».
وأضاف «عبدالعليم»، فى مؤتمر صحفى عقد بمقر الحزب ببنى سويف، الخميس، أن الحزب لا يوافق على قرار الحكومة بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، مشيرا إلى أن هذا خطأ وقعت فيه الحكومة تحت ضغط النخبة والإعلام، وأنه على من وقع فى الخطأ تحمل عواقبه.
وأوضح أن حزب النور لن يقدم مرشحا فى انتخابات الرئاسة، مؤكدا أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لا غبار عليه لو ترشح للرئاسة، ولكنه سيخضع للوائح الهيئة العليا للحزب التى تشترط عددا من المعايير فيمن يحكم مصر.
وأكد أنه لا يتوقع حل حزب النور عقب الاستفتاء على الدستور، كما يدعى البعض، بحجة أن له مرجعية دينية، مشيرا إلى أن الحزب أعلن عن موقفه من الاستفتاء على الدستور بالتصويت بـ«نعم».
وأشار إلى أن دستور 2012 كانت به مواد «معيوبة»، بعكس الدستور الجديد، الذى يتضمن العديد من الحقوق والواجبات للمواطنين، والتى لم تكن موجودة فى أى دستور من قبل.
وأضاف «عبدالعليم»: «حزب النور انحاز لخريطة الطريق، بعد أن رصدنا مؤامرة متكاملة لتقسيم الدولة، ومخططات لإشعال الفتنة الطائفية وتحميل التيار الإسلامى المسؤولية، فالبعض كان يرغب فى الدفع نحو مواجهة عسكرية بين التيار الإسلامى بما له من ظهير شعبى، وبين الجيش بما له من قوات مسلحة، للوصول إلى سيناريوهات الجزائر وأفغانستان والصومال، فكان قرارنا بالتصدى بقوة للحفاظ على قوام الدولة».