تستعد أوروبا لإحياء ذكرى مرور 100 عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى، التي تعتبرها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها، بمبادرة من فرنسا التي طرحت فكرة إحياء ذكرى الحرب في 2014، دوليًا في سراييفو، حيث اغتيل ولي العهد النمساوي، الأرشيدوق فرنسوا فرديناند، لتكون الشرارة التي أشعلت الحرب.
وكما يجري تقليديًا، نقلت مراسم إحياء الذكرى السياسية إلى بلدين وهما فرنسا وبلجيكا، حيث شهدا المعارك الأكثر سخونة، لذلك قامت فرنسا بدعوة الدول المتحاربة السابقة إلى «مظاهرة كبرى من أجل السلام».
وفي ألمانيا، سيحيي الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، ذكرى الحرب في فرنسا «بتأمل وحزن»، مع نظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، بينما ستقوم بلجيكا بتنظيم مراسم ألمانية بريطانية.
وقال المؤرخ الدولي والخبير في الحربين العالميتين، جون هورن إنه «بعد قرن من الحرب العالمية الأولى، ما زال الأوروبيون يفكرون بهذا الحدث الذي تجاوز الحدود بذاكرتهم الوطنية».
وتحتل ذكرى الحرب في بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا مكانًا كبيرًا، حيث وضعت من أجلها مئات المشاريع الرسمية، وأثارت اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام.
أما صربيا فتريد انتهاز فرصة هذا الحدث لتقديم حقيقة الوقائع،المتعلقة باندلاع النزاع، الذي تحمل مسؤوليته «للسياسة التوسعية لامبراطورية النمسا المجر»، وليس اعتداء «سراييفو».
وفي نفس الإطار، أكدت روسيا، برئاسة فلاديمير بوتين، نيتها إعطاء مكانة كبيرة لذكرى نزاع «تم نسيانه ظلمًا»، خلال 70 عامًا في عهد النظام السوفيتي الذي «خان المصالح القومية»، باستسلامه لألمانيا في 1917.
وقال الخبير في الحرب العالمية الأولى، جيرد كرومايش، إن «هذه الذكرى المئوية الأولى تبقى لحظة تبرز هوية مختلفة لكل بلد»، موضحًا أنه «ليس هناك عقلية ولا حساسية أوروبية مشتركة بل تبقى أوروبا عملية بناء عقلانية».
يذكر أن الحرب العالمية الأولى، استمرت 52 شهرًا، وأدت إلى مقتل حوالى 10 ملايين شخص، وإصابة 20 مليونًا آخرين في ميادين القتال، إلى جانب ملايين الضحايا من المدنيين، الذين خضعوا للاحتلال وضربتهم مجاعات أو تم تهجيرهم، بينهم مليون أرمني طالتهم مجازر منهجية على يد الأتراك.
وخرجت أوروبا من الحرب مدمرة اقتصاديًا وسياسيًا ومعنويًا، مما سمح بظهور قوة عظمى اقتصادية، ثم عسكرية وسياسية، هيمنت على القرن العشرين، هي الولايات المتحدة.