انتقدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، الأمريكية، الثلاثاء، أداء السلطات المصرية، والحكومة المدعومة من الجيش في التعامل مع حادث «انفجار المنصورة»، وخاصة لتحميلهم جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن الحادث، موضحة أن الشواهد تدل على تورط «أنصار بيت المقدس»، مستبعدة في الوقت ذاته أن يكون لـ«الإخوان» صلة بهذا الهجوم.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء أعلن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، بعد الانفجار الذي شهده مقر الأمن في مدينة المنصورة، والتي أسفرت عن مقتل 4 على الأقل وإصابة أكثر من 100، فيما لم يعلن مجلس الوزراء رسميا تلك التصريحات المنسوبة إلى الدكتور حازم الببلاوي باعتبار جماعة الإخوان «إرهابية».
وذكرت أنه على الرغم من أنه يشتبه في جماعة متشددة، لا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين، في أنها وراء الهجوم، فإن النظام لا يزال يعاني من «الرجعية في التفكير».
ونقلت الصحيفة عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، تصريح شريف شوقي، المتحدث باسم الحكومة، الذي اتهم الإخوان بالحادث، قائلا إنه «تبين الوجه القبيح لـ(الإخوان) كمنظمة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر».
وأوضحت أن مسؤولي الحكومة اتهموا أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، منذ عزل الجيش لمرسي، بمسؤوليتهم عن موجة الهجمات الجهادية في جميع أنحاء البلاد، والتي، في كثير من الأحيان، تقوم بها شبكة غير متبلورة من الجماعات المتمركزة في شمال سيناء.
وأضافت أنه حتى الآن، لم يثبت وجود أي اتصالات بين الإخوان والمتشددين، فالهجوم الذي وقع في المنصورة هو أحدث هذه الهجمات، وأكثرها دموية.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن أحدا لم يعلن مسؤوليته عن «انفجار المنصورة»، إلا أنه من المتوقع أن تكون جماعة أنصار بيت المقدس على رأس قائمة المشتبه بهم، وهي مجموعة على صلة بتنظيم القاعدة، سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات في مصر، بما في ذلك محاولة اغتيال محمد إبراهيم، وزير الداخلية، في أكتوبر.
وأوضحت أنه منذ عزل مرسي في 3 يوليو 2013، كانت هناك أكثر من 260 هجوما في شبه جزيرة سيناء، واستهدف معظمهم قوات الأمن.
وأصدر المكتب الصحفي لجماعة الإخوان المسلمين في لندن، على وجه السرعة، بيانا أرسله بالبريد الالكتروني للصحفيين، ينكر فيه للاتهامات بعلاقتهم بـ«انفجار المنصورة»، قائلا إنه يعتبر التفجير «هجوما مباشرا على وحدة الشعب المصري، ويطالب بفتح تحقيق فوري للإمساك بالجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة».
وأضاف البيان: «إنه ليس من المستغرب أن (الببلاوي)، رئيس الوزراء، دمية المجلس العسكري، يقرر استغلال دماء المصريين الأبرياء من خلال البيانات التحريضية، التي تهدف إلى خلق مزيدا من العنف والفوضى وعدم الاستقرار».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل المناخ السياسي الذي يتسم بالفعل بانعدام الثقة العميق في جماعة الإخوان المسلمين، من غير المرجح أن يكسب هذا النفى، الكثير من الاهتمام، وذلك وفقا لاستطلاع للرأي أجرته «مؤسسة زغبي للتحليلات»، الذي توصل إلى نتائج تفيد بأن «ثلثي المصريين لا يثقون في هذه الحركة الإسلامية».
ومما لا شك فيه، أن التسمية الرسمية لجماعة الإخوان امسلمين كمنظمة إرهابية، ستفاقم من الخوف وعدم الثقة.
وخلصت إلى أنه هناك خوف بين معارضي الحكومة، من أن «انفجار المنصورة» يمكن أن يستخدم كمبرر لتوسيع نطاق الحملة التي تنتهجها الحكومة.