شنت الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة بالتنسيق مع حي الوايلي حملة مكبرة بميدان العباسية صباح الاثنين لإزالة الباعة الجائلين وإخلاء الأرصفة للمشاة, وهي الحملة الثانية للمحافظة بعد حملتها لإزالة الباعة الجائلين بميداني التحرير ورمسيس لإخلاء الشوارع الرئيسية وتسهيل حركة المرور.
كانت محافظة القاهرة نقلت الباعة الجائلين المتواجدين بميدان رمسيس، الإثنين، من شوارع الميدان الرئيسية إلى أماكن وشوارع أخرى داخلية، وذلك كخطوة مؤقتة تتخذها المحافظة لمنع الاختناقات المرورية في منطقة وسط البلد.
وأوضحت محافظة القاهرة أن تلك الخطوة تأتي لحين توفير أماكن بديلة لإنشاء سوق تضم الباعة بشكل دائم، بحيث تكون قريبة من زبائنها، وفي نفس الوقت تحقق المصلحة العامة في الحفاظ على الشوارع الرئيسية خالية من الباعة.
وفي الوقت، الذي أكد فيه البعض احترامهم لقرار المحافظة بالحفاظ على حرية الحركة بالميدان والشوارع الرئيسية، إلا أنهم أعربوا عن استيائهم من قيام المحافظة بفرض باكيات لبيع البضائع بها من قبل البائع بتكلفة تصل لحوالي 2600 جنيه، بالإضافة إلى مبلغ 500 جنيه تحصل عليها نقابة الباعة الجائلين المستقلة، لتوثيق بعض الأوراق لهم وعمل سجل تجاري لمساحة لا تزيد على متر في متر.
واعتبروا أن الأمر لا يتناسب مع بعض البضائع مثل شنط السفر والأحذية والملابس، حسب قولهم، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تحمل المبلغ، مما أدى بهم لبناء صاج من المعدن لإنشاء الباكية بسعر أقل.
وقال فتحي حمدالله، أحد الباعة ويعمل في الميدان منذ 30 عامًا، ولديه 4 أولاد، إنه لا يملك قيمة 2600 جنيه لشراء الباكية، مما اضطره لعمل باكية من الصاج أقل سعرًا، مضيفًا أنه يخشى أن تقوم المحافظة بتكرار نقلهم من مكان لآخر، الأمر الذي يعوق عملهم، مؤكدًا أنهم مؤيدون لفكرة ضمهم في سوق محددة للعمل فيها، «بشرط عدم بعدها عن الزبائن وسهولة المواصلات إليها»، حسب قوله.
في المقابل، رفض منصور الديك، ومعه عدد كبير من الباعة فكرة الباكيات، مؤكدًا أن «كل من يملك المال هو فقط من يستطيع شراء الباكيات»، وهو الأمر، الذي يزيد من تفاقم المشكلة ويزيد من أعداد الباعة، الذين وصلوا لآلاف، بينما عددهم الحقيقي قبل ثورة يناير كان لايزيد على 500 بائع فقط.
وقال «الديك» إن بعض الفئات والسيدات ممن يعملن في مهن أخرى قامت بشراء باكيات والعمل كباعة جائلين، وذلك في الوقت الذي لا يستطيع الباعة الأصليون من أهالي رمسيس، والذين يعملون بالمنطقة منذ عشرات السنين شراءها والعمل بشكل مستقر، حسب تعبيره.
من جانبه، أكد اللواء محمد عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن المحافظة تقوم حاليًا بنقل الباعة الجائلين في منطقة رمسيس والفجالة بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين، الأمر الذي كان يعوق الحركة المرورية، وتم تحديد عدة أماكن لهم بالميدان، منها نهاية مترو عبدالعزيز فهمي والميرغني، وعند بريد السكة الحديد وأعلى نفق السبتية وجانب سور السكة الحديد بشارع أحمد حلمي، وذلك بشكل مؤقت لحين توفير المحافظة لأماكن قريبة في نفس المنطقة لإنشاء سويقات تضم 1200 بائع، الذين تم حصرهم بالفعل في المنطقة.
وقال إنه «كلما توافرت أماكن يتم تجهيزها لوضع المزيد من الباعة بها»، لافتًا إلى قيام المحافظة بفرض مساحة متر في متر للباكية الواحدة وذلك حتى لا يقوم البعض بافتراش الأماكن المحددة لهم بمساحات كبيرة تعوق نقل أعداد كبيرة منهم إليها.