«إندبندنت»: زعيم «القاعدة» في العراق الأكثر نجاحًا في الشرق الأوسط عام 2013

كتب: غادة غالب الأحد 22-12-2013 17:56

اختارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبوبكر البغدادي، كأكثر زعماء الشرق الأوسط نجاحًا في عام 2013، متفوقًا على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وزعيم إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني.

ونشرت الصحيفة البريطانية العريقة تقريرها تحت عنوان «من هو الزعيم الأكثر نجاحًا في منطقة الشرق الأوسط في عام 2013؟»، في تقليد صحفي راسخ، موضحة أن تطبيق هذا النهج على الشرق الأوسط، خلال الأشهر الـ12 الماضية، من خلال التركيز على الفائزين والخاسرين، له ميزة خاصة، نتيجة كم التعقيدات والأزمات التي دائمًا ما تمر بها المنطقة.

وقالت الصحيفة إن وضع قائمة مختصرة، في هذا العام المضطرب، لم يكن أمرًا صعبًا، وذلك لأن العديد من الزعماء أصبحوا في مزيد من المتاعب في نهاية العام، أكثر مما كانوا عليه في البداية.

وأوضحت أن «أردوغان» على سبيل المثال كان دائمًا على قائمة المرشحين للفوز بسهولة في السنوات الماضية، لنجاحه «منقطع النظير» في إنهاء عهد الانقلابات العسكرية في تركيا، وتحقيق ازدهار اقتصادي، ولكن بعد اعتقال أبناء أقوى وزرائه، في الأيام القليلة الماضية، لاتهامهم بالتورط في قضايا فساد، إلى جانب «تدخله الأخرق» في الحرب الأهلية السورية، قضي على آمال تركيا في أن تصبح قوة إقليمية.

وتابعت أن «الغطرسة الناجمة عن 3 انتصارات انتخابية، ربما تفسر لماذا فقد (أردوغان) لمسته السحرية»، حسبما جاء في الصحيفة.

وكما تفوق زعيم تنظيم القاعدة على «أردوغان»، فإنه تقدم أيضًا على «نتنياهو» رغم أن «إندبندنت» اعتبرته «سياسيًا محنكًا»، في إشارة إلى نجاحه في تحقيق مكاسب من خلال مجرد التلويح بالحرب خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

واعتبرت الصحيفة أن «تهديداته بقصف المنشآت النووية الإيرانية، دائما ما تكون خدعة محبوكة بشكل جيد، وتؤدي في النهاية إلى فرض عقوبات شديدة على إيران وتحويل الانتباه عن الفلسطينيين، فمع انتقاده الصفقة المؤقتة بين الولايات المتحدة وحلفائها من ناحية، وإيران من الناحية الأخرى، فهو لم يخسر كثيرا، رغم تقلص نفوذه في الإدارة الأمريكية».

وفي التقرير نفسه، نوّهت «إندبندنت» إلى الطفرة الاقتصادية الحقيقية التي تحققت في إقليم كردستان العراق، على يد زعيمه «برزاني»، معتبرة أن هذا الإقليم من «الأماكن القليلة على وجه الأرض التي تتمتع بطفرة اقتصادية حقيقة».

وعزت الصحيفة هذه الطفرة الاقتصادية إلى اكتشاف النفط والغاز في كردستان العراق، مع نجاح «برزاني» في أن يوازن بين الولايات المتحدة وإيران وتركيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد دون أن تصبح كردستان رهينة أو ضحية لأي منهم.

وقالت الصحيفة إن «برزاني» من أكثر السياسيين المخضرمين ذوي الخبرة في الشرق الأوسط، مذكرة بدوره في متابعة قضية حق الأكراد في تقرير المصير مع العراق، خلال فترة الثمانينيات، وتحقيقه عدة انتصارات في هذا الصدد، حتى وقعت الهزيمة الكاملة عام 1990، قبل أن يحظى بانتصار مفاجئ عندما استغل الأكراد حرب صدام حسين مع الكويت، للاستيلاء على معاقل لهم في العراق.

وأكدت الصحيفة أن ما أبعد «برزاني» عن الفوز باللقب لهذا العام، هي المعلومات الشحيحة عن الإنجازات الملموسة التي حققها هذا العام، مثله مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تولى رئاسة البلاد بعد انتخابات رئاسية جرت في شهر يونيو، وسط مساحة أكبر من الحقوق المدنية، وارتفاع في مستوى الاقتصاد، وتقارب أكثر مع الغرب.

وكانت شعبية «روحاني» ارتفعت، مقارنة بسلفه محمود أحمدي نجاد، خاصة بعد زيارته الناجحة للولايات المتحدة، وما أعقبها من اتفاق مؤقت حول برنامج إيران النووي، في 24 نوفمبر الماضي في جنيف.

وأشارت إلى أن الصفقة أضعفت «روحاني» لأن إيران جمدت وتراجعت، إلى حد ما، عن برنامجها النووي، مقابل تخفيض طفيف لمستوى العقوبات المفروضة على طهران، الأمر الذي لن يحدث أي فرق، حسب الصحيفة، على الوضع الاقتصادي في إيران.

واعتبرت أن الآفاق المستقبلية لـ«روحاني» لا تبدو مشرقة جدًّا، لأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستجد صعوبة في ترويج أي اتفاق نهائي مع إيران للكونجرس وإسرائيل.

وخلصت «إندبندنت» إلى إن الزعيم الأكثر نجاحا في الشرق الأوسط هذا العام بالنظر لإنجازاته «هو بالتأكيد أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، والتي غيرت اسمها هذا العام إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت مضى أن «البغدادي» يقيم حاليا في سوريا، وحددت مبلغ 10 ملايين دولار، لأي شخص يقتله أو يقبض عليه.

وتعتقد الصحيفة أن التطور الاستثنائي في الشرق الأوسط أن تنظيم القاعدة عاد ليمارس نشاطه بكل حرية في العراق، بعد مضي 12 عامًا من اعتداءات 11 سبتمبر، و6 أعوام من دخول العراق، حيث كان مفترضًا، بحسب الصحيفة، أن يكون التنظيم قد انسحق في هذا البلد، ولكن ما حدث أنه استولى على معاقله القديمة في شمال ووسط العراق، وشن هجمات على المدنيين مستهدفًا الشيعة، ما أسفر عن مقتل الآلاف لهذا العام.

واستفاد تنظيم القاعدة، حسب وجهة نظر الصحيفة، من فشل الحكومة العراقية في استمالة حركة الاحتجاج العربية السنية التي بدأت قبل عام، مما ساهم في تحولها إلى مقاومة مسلحة. وفي يوليو، شنت القاعدة هجومًا على سجن أبو غريب في بغداد، لإطلاق سراح 500 سجين، وكثير منهم من قدامى محاربي القاعدة.

وفي سوريا، استولت قوات القاعدة على مدينة الرقة، عاصمة المحافظة السورية التي يسيطر عليها المتمردون، وقتلوا قادة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.

ونقلت الصحيفة عن دراسة لجيسيكا لويس، نشرها «معهد دراسات الحرب»: «تنظيم القاعدة في العراق في عام 2013، هو منظمة قوية للغاية ومرنة، وقادرة على أن تعمل من البصرة إلى سوريا، وهي بالفعل عامل حاسم في تشجيع الصراعات الطائفية المروعة»، حسب وصف الصحيفة، في كل من العراق وسوريا.