استمر الاهتمام الإعلامى فى ألمانيا والعالم بنجاح جراحة استئصال المرارة للرئيس حسنى مبارك، سواء فى الصحف أو وكالات الأنباء أو الإذاعة والتليفزيون.
وفسر المراقبون تزايد الاهتمام بعدم وجود نائب للرئيس، واعتبروا اختيار ألمانيا لإجراء الجراحة اعترافاً بسمعة الطب الألمانى بوجه عام، واختيار مستشفى هايدلبرج الجامعى رغم بساطته أمراً عادياً، خاصة أنه شهد إجراء الجراحة نفسها للمستشار الألمانى الأسبق هيلموت كول فى فبراير الماضى، وتمت بنجاح.
وجاء إعلان إدارة المستشفى عن أن صحة الرئيس باتت جيدة دون تحديد موعد لمغادرته، لأنه سيمر بمرحلة نقاهة من العملية حتى يعود لحالته الطبيعية تماماً، فضلاً عن شفافية الإعلام المصرى الرسمى غير المعهود فى التعامل مع المسألة، ليقضيان على أى مظاهر للقلق بين المواطنين سواء فى مصر أو ألمانيا. لكن ذلك لم يمنع خالد الشوربجى، وهو مواطن مقيم فى العاصمة الألمانية، من الخوف على صحة الرئيس والقلق على مستقبل مصر إذا حدث أى خلو مفاجئ لمنصب الرئيس. وقالت الإعلامية المصرية إنجى السيد إن الموضوع لا علاقة له بمرض الرئيس نفسه، لأن الإصابة بالمرض أمر طبيعى لكل إنسان، وحالة الترقب الموجودة فى مصر حالياً مردها إلى عدم وجود نائب للرئيس، وعدم وضوح رؤية محددة لما سيأتى بعده.
وأشارت إلى أن طرح البرادعى بديلاً ثالثاً للحزب الوطنى والفزاعة الإسلامية المتمثلة فى الإخوان المسلمين شىء جيد، لأنه أحيا الأمل فى إمكان حدوث التغيير، أما أنه يصلح أو لا، فهذا أمر آخر. وقال الدكتور على عبدالوهاب، مصرى الأصل، المرشح المستقل السابق فى انتخابات البرلمان الألمانى، إنه شعر بالقلق عند سماعه أخبار مرض الرئيس، لأنه لا أحد فى مصر يعرف ما الذى يمكن أن يحدث فى المستقبل، فى ظل تزاوج السلطة والمال داخل مصر.
وحول حالة الحراك السياسى الجارية فى مصر، أكد «الشوربجى» أنها خطوة ممتازة، لكنه أشار إلى أن الأحلام الكبيرة عند الدكتور محمد البرادعى تظهر أنه يتواصل مع المثقفين، بينما تعرف الحكومة كيف تتعامل مع الشعب المصرى على الأرض.
وأبدى عبدالوهاب، طبيب، خشيته من أن يكون القادم أسوأ، بعد فشل كل الحركات السلمية، وبعد ما سماه خيانة «الإخوان المسلمين» للمطالب الشعبية مقابل مصالح خاصة لهم، وهو أيضاً ما فعله «البابا شنودة» بتأييده موضوع التوريث. لكن عبدالوهاب عاد ليؤكد أنه إذا جاء الدكتور البرادعى كمعادل موضوعى جامع للمسلمين والمسيحيين ولجميع التيارات السياسية لفترة انتقالية فهى فكرة جيدة، لكى يخرج الشعب المصرى مما سماه «الحارة السد» التى تواجهه.