تعددت خلال الأسابيع الماضية وقائع النصب والاحتيال من جانب أفارقة على المصريين، بلغت فى الأسبوع الأخير 7 حوادث.. «المصرى اليوم» رصدت كيفية سقوط ضحايا مصريين فى براثن النصابين الذين جاءوا من مالى وغانا والكاميرون وغينيا من أجل النصب على المصريين الذين يرغبون فى الثراء السريع. الخبراء أجمعوا على أن الطمع والرغبة فى الثراء هما الدافع الوحيد للوقوع ضحية لـ«جرائم الإيهام والأمل»، أو تخليق وتوليد الدولارات.
فى البداية أكدت مصادر أمنية أن يقظة إدارة مباحث الأموال العامة فى مختلف المحافظات ووجود عناصر متميزة داخل إدارة مكافحة التزييف والتزوير هى سبب سقوط ضحايا جدد كل يوم وأن الإحصائيات تؤكد وجود أكثر من 10 ضحايا خلال أسبوع واحد لأفارقة يستطيعون تهريب كميات كبيرة من الأوراق السوداء فى حجم الدولارات ثم يتقابلون مع الراغبين فى الثراء ويتم الاتفاق فيما بينهم على شراء مادة كيماوية (مزيل) من أجل طلاء هذه الأوراق السوداء وتحويلها إلى مبالغ مالية سليمة،
وأضافت المصادر أنه لا يوجد ما يسمى الدولارات السوداء، وإنما يستعين النصاب أو المحتال بورقة سليمة فئة الـ100 دولار أو أى فئة أخرى، ويقوم بتغليفها بمادة سوداء وعن طريق مادة كيماوية تتم إزالة هذه المادة من أجل إقناع الضحية بسلامة الورقة المالية الموجودة وأنه فى احتياج إلى مبلغ مالى قد يصل إلى أكثر من 300 ألف دولار، عندها يكتشف المواطن أنه أصبح ضحية لنصاب بارع.
وقال اللواء فاروق المقرحى، مدير مباحث الأموال العامة السابق، إن الرغبة فى الثراء والطمع والجشع هى أهم أسباب الوقوع فى عملية النصب، مؤكداً أنها عملية منظمة وأن إدارة مكافحة التزييف والتزوير بالأموال العامة تعمل على هذه القضية عن طريق: إما أن تكون هناك معلومات متوفرة لديها عن وصول بعض الأفارقة بصحبتهم مجموعة من الأوراق المالية وأنهم فى طريقهم إلى النصب على شخص أو أكثر أو عن طريق بلاغ من أحد المواطنين يتهم فيه أشخاصا معينين بالنصب عليه والاحتيال والاستيلاء على أمواله، موضحاً أن هؤلاء الأفارقة يتمتعون بمهارة فائقة فى الإقناع وإيهام الضحية.
وأضاف المقرحى أن الأفارقة يستعينون باللقاءات والمقابلات من أجل إقناع الضحية بأنه سيستطيع الثراء فى وقت قريب عن طريق توليد أو تخليق هذه الدولارات، وأنه تتم عملية ما سماه المقرحى «التجربة» عن طريق إقناع الضحية بأنه أمام ورقة سوداء، وباستخدام مادة كيماوية تتم إزالة هذه المادة السوداء ليقتنع الضحية بأن الأفريقى نجح فى توليد دولارات سليمة تمكنه من الثراء فى وقت قصير، مضيفاً أن هذه الدولارات تكون مغلفة بمادة رقيقة من المواد السوداء وعن طريق مادة كيماوية تتم إزالتها ليكتشف الضحية أن اللص نجح فى إزالة هذه المادة السوداء فى حين أن هناك ملايين من هذه الأوراق موجودة فى حقيبة أمامه وهذا يدفعه إلى دفع أى مبالغ مالية يطلبها منه المتهم لشراء هذه المادة التى تمثل له مفعول السحر من أجل الثراء السريع وغير المشروع.
واعتبر المقرحى أن العقوبة غير كافية فى هذه الواقعة لأن قانون العقوبات حددها بثلاث سنوات باعتبارها جنحة نصب، مطالباً بضرورة تشديد العقوبة على المتهمين من أجل تحقيق الردع.
وقال اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية، إن عملية تخليق الدولارات هى نوع من أنواع الاحتيال وإن المتهم فى هذه القضية يتمتع بصفات عديدة منها قدرته على اختلاق القصة وصياغتها فى شكل موضوعى. ووصفقضية النصب والاحتيال بـ«جرائم الإيهام والأمل» التى دائماً ما ترتبط بـ«الغباء والطمع»،
وأضاف أن هذه الجرائم تنتهى بألم وحسرة على الخسائر الفادحة وضياع الثروات لأن المتهمين فيها يتسمون بالذكاء والدهاء ودائماً ما يكون التسرع من جانب المجنى عليه رغم كونه مثقفاً، والدليل أن القضايا الأخيرة التى نجحت مباحث الأموال العامة فى ضبطها كان من بينها أستاذ جامعى وآخر صاحب شركة وآخر رجل أعمال.
وأوضح اللواء عبدالحميد أن المجنى عليه - سواء كان مثقفاً أو جاهلاً فى قضية النصب والاحتيال عن طريق تخليق الدولارات أو توليدها - يسلم أمواله طواعية إلى النصاب أملاً فى مشروع وهمى بالمشاركة أو الربح الكبير.