محللون: اتفاق إيران النووي منح «تحالف الأسد» فرصة لحسم الحرب

كتب: خالد عمر عبد الحليم الجمعة 20-12-2013 18:11

اعتبر محللون أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية، منح تحالف «الأسد»، وإيران، و«حزب الله»، «مهلة بلا حرب» لا شك أن القوات السورية ومن معها سيستغلون تلك المهلة للتقدم على الأرض، ولتحقيق انتصارات عسكرية تدعم موقف التحالف في أي صراعات مستقبلية، وهي مقبلة لا محالة.

وما يدعم تحركات نظام «الأسد»، حقيقة أن القلق الأمريكي من الأوضاع في سوريا، دفع الإدارة الأمريكية لتجميد مساعداتها العسكرية للمعارضة، بل وألمحت واشنطن إلى احتمال بقاء «الأسد» في مستقبل سوريا، بعد أن تخوفت الإدارة الأمريكية من تنامي قوة من تصفهم بـ«المتشددين»، مقابل المعارضة العلمانية المعتدلة، لا سيما في المناطق الحدودية مع تركيا، مما يضعف من قدرات الجيش الحر والمتحالفين معه، ويقوى من شوكة التحالف الإيراني في المقابل.

ويبدو أنه إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه في سوريا، فإن الربيع القادم قد يكون حاسما على الأرض، مما دفع بعض الدوائر الإسرائيلية، حسب صحيفة «هاآرتس» العبرية، إلى التفكير في توجيه ضربة قوية لـ«حزب الله» قريبا، لتجنب حسم المعركة السورية، مما قد يعيد الملف الإيراني والسوري إلى المربع الأول مجددا.

ورغم أن الحرب في سوريا أوشكت على دخول عامها الثالث، فإن الجبهة السورية لم تكن بمثل هذا التعقيد الذي تشهده هذه الأيام، خاصة في ظل زيادة أعداد المقاتلين من خارج سوريا على الجانبين، ففي جانب قوات الرئيس بشار الأسد يزداد تورط «حزب الله» اللبناني، وقوات إيرانية في سوريا، بينما يستمر تدفق المقاتلين «المجاهدين» على جبهات المعارضة السورية، وما يزيد الوضع تشابكا حقيقة أن المعارضة السورية لم تعان انقساما مثلما تعانيه حاليا، من خلال قتال فصائل المعارضة الإسلامية مع نظيرتها العلمانية.

ويبدو أن الوضع في سوريا لن يبقى على ما هو عليه لفترة طويلة في ظل رغبة «الأسد»وحلفائه في إنهاء الصراع قريبا، حيث يستنفذ الصراع الموارد الإيرانية ومقاتلى «حزب الله» إلى حد بعيد.

وأشارت صحيفة «تايمز» البريطانية إلى أن «تحالف الأسد»، يخطط لشن هجوم ساحق على مقاتلى المعارضة في الربيع المقبل في مطلع مارس.

وما يدعم نوايا «الأسد» حقيقة أن تدخل «حزب الله» على الأرض بقوة غيّر كثيرًا من طبيعة المعادلات القائمة، وأجبر المعارضة على التراجع على الكثير من الجبهات وأهمها جبهة دير الزو وريف دمشق ودرعا بما أغرى التحالف إلى التفكير في إنهاء الصراع لمصلحتهم بعد نهاية الشتاء القارص.

وظهر تأثير المزايا النسبية التي يتمتع بها «حزب الله» خلال المواجهات الأخيرة على الأرض، فالحزب يعمل في مجموعات صغيرة تتكون من 20-30 جنديًا جميعهم من أعضاء القوات الخاصة، ويتمتعون بتسليح شديد من قنابل وصواريخ وبنادق آلية وبنادق قنص وأجهزة تحديد المواقع الملاحية، ويجيدون حرب المدن والشوارع.

وسيتمكن تحالف «الأسد» باستخدام تلك الوحدات القتالية، التي تتمتع بالخبرة القتالية والقدرات العالية خلافا لمختلف أطراف الصرع السوري، من اقتحام المناطق الجبلية في درعا ودير الزور التى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وهو ما من شأنه أن يشكل نقطة تحول لافتة على الأرض هناك، خاصة أن تلك هى الجبهة الأقوى للجيش الحر ونقطة التماس الأكثر استنزافا للنظام السوري.