سامح مكرم عبيد: «السيسي» شخصية وطنية أنقذت مصر.. ويمتلك مؤهلات رئيس (حوار)

كتب: حسن عبد الظاهر الإثنين 02-12-2013 16:57

قال سامح مكرم عبيد، عضو مجلس الشعب السابق، أمين التنظيم السابق بحزب الدستور، إن حكومة الدكتور حازم الببلاوي، «ليس لديها رؤية محددة، في المرحلة الحالية»، واصفًا «الببلاوي» بأنه «ليس رجل المرحلة».

وأضاف «عبيد»، في حواره لـ«المصري اليوم»، أن «المشهد السياسي في البلاد مرتبك، ولابد من تعديل خارطة الطريق، بحيث تكون الانتخابات الرئاسية أولًا»، داعياً الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للجيش، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى خلع بدلته العسكرية، والترشح لرئاسة الجمهورية، لأنه «رجل المرحلة الذي ساقه القدر ليخلص مصر من الحكم الإخواني الفاشي». وإلى نص الحوار..

كيف ترى المشهد العام في مصر الآن؟

مرتبك للغاية، ووتيرة الأحداث السياسية في مصر متغيرة بشكل سريع، وأعتقد  أن من كتبوا خارطة الطريق، كانت لديهم وجهة نظر معينة، ولكنها غير واقعية، فهم رأوا أن إجراء دستور ثم استفتاء وانتخابات برلمانية ثم رئاسية هو الحل لكنه كان خطاً كبيرًا، ولا يتناسب مع الأحداث في مصر، فحتى هذه اللحظة لا نعرف إذا كانت مصر ستكون دولة رئاسية، أو برلمانية، فلو كانت رئاسية يجب أن يأتي رئيس الجمهورية أولًا، ولكن بانتخابات البرلمان أولا يكون فيها الرئيس ديكورًا لا سلطات له مثل إسرائيل، أو ملكة إنجلترا.

  أيهما الأنسب لمصر نظام رئاسي أما برلماني؟

بعد حدوث ثورتين في مصر 25 يناير و30 يونيو، فنحن إذن نحتاج إلى دولة رئاسية، يكون فيها رئيس الجمهورية، رجلا قويا ولديه حلم وطموح في إعادة بناء مصر وهذا يستغرق 10 سنوات علي الأقل، بشرط أن تكون هناك مكاشفة ومحاسبة لرئيس الجمهورية، وأن يكون هناك دور فعال لرئيس الوزراء والوزراء ليسوا سكرتارية، مثلما كان يحدث أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، لأنهم هم من يُحاسبون أمام البرلمان، ويتحملون تبعات العمل التنفيذي.

  ولكن رئاسة الجمهورية أكدت أنه لا تعديل في خارطة الطريق؟

نحن لا نطالب بتعديل خارطة الطريق الزمنية، ولكن أطالب بتعديل المراحل التنفيذية لها بمعنى أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية أولًا، بعد تعديل الدستور والاستفتاء عليه، لذا يجب على الرئيس المؤقت عدلي منصور، إصدار إعلان دستوري لتعديل خارطة الطريق، لأنه إذا استمر الحال كما هو فقد يأتي ببرلمان يضم عددًا لا بأس به من المتشددين، ولا أحب أن أقول الإسلاميين لأنهم أبعد ما يكونون عن سماحة  الإسلام ومصر الوسطية، التي عشنا فيها، وبالتالي فالانتخابات الرئاسية أولًا تعطي الفرصة للرئيس القادم ببناء مؤسسات الدولة بالتنفيذيين ومن لديهم رؤية، وليسوا المتشددين، ثم يأتي برلمان على هذا الوضع، ولو استمر العمل بخارطة الطريق سيحدث ما وقع في عهد الإخوان من محاولات التمكين في مفاصل الدولة.

  هل تؤيد ترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية؟

الفريق أول عبدالفتاح السيسي يمتلك مؤهلات رئيس الجمهورية، فهو شخصية وطنية أحب الوطن، فأحبه الشعب، ويريد أن يحمله لرئاسة مصر، خاصة أنه أنقذ مصر من حرب أهلية وشيكة ولكن يجب أن يخلع بدلته العسكرية.

  لكن هناك من يرى في ترشحه للرئاسة انقلابًا عسكريًا؟

أولًا: محمد علي، صاحب نهضة مصر الحديثة العلمية والاقتصادية، ذو خلفية عسكرية، ونحن نحتاج شخصية قوية في هذا الوقت الحرج، كما أن موقف القوى الخارجية تغير عدة  مرات إلى أن اعترفوا بأن 30 يونيو ثورة وليس انقلابًا، كما أن الغرب وأمريكا مع القوى الفاعلة على الأرض وتأكدوا أن الشعب قد لفظ الإخوان وحكمهم.

  هل ترى من الأفضل لمصر العمل بدستور 71 بتعديلاته؟

لا، فالدستور الجديد حل النزاع حول المواد الجدلية مثل المادة 219، حيث أقرت اللجنة بتعريف مبادئ الشريعة وفقا لما أقرته المحكمة الدستورية العليا، ولكن دستور 71 وما عُرف بتعديل الهوانم، آنذاك، الذي أجرته، فايدة كامل، وآمال عثمان حول مبادئ الشريعة كلعبة توازنات مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتعديلات دستور 71 لا بأس بها، ولكن الدستور الجديد تلافى كل عيوب الدساتير السابقة، ولكن مشكلتنا في الدستور الجديد هي الاستعجال، فمصر كانت في حاجة لدستور مؤقت ومواد محددة، فمثلًا في جنوب أفريقيا أعدوا دستورًا في عامين ونصف، واستمعوا لكل الآراء في كل شارع وحارة هناك، لذا فإنهم أسسوا لدولة عصرية وكنا نتمنى أن يتم ذلك في مصر.

  ألا ترى أن «لجنة الـ50» كانت تعد الدستور وفقًا للأهواء والتوازنات بين الكنيسة والسلفيين؟

الحقيقة أن عمرو موسى، رئيس «لجنة الـ50»، أدار معركة الدستور، بذكاء بالتوازن مع حزب النور لأنه يعلم شعبيته في الشارع فهم لديهم 7.5 مليون صوت في الشارع، فلو صوتوا بـ(لا) ستكون هناك مشكلة، ووفقا للأرقام فهناك 26 مليونا صوتوا في انتخابات واستفتاءات الفترة الماضية، منهم 10 ملايين صوت للإخوان المسلمين، منهم 5 ملايين كتلة موحدة وثابتة لا تتفتت، و7.5 مليون للسلفيين، ومليون صوت لحزب الوسط، إذن فالتيار المتشدد سيلعب دورًا في الاستفتاء  والبرلمان القادم.

  هل هذا يعني أن الإسلاميين سيكونون كتلة في البرلمان القادم؟

نعم سيحصلون على 40% من مقاعد البرلمان القادم، فحزب الحرية والعدالة، ذراع الإخوان المسلمين سيحصل على مقاعد، ولكن ليس تحت شعار الحزب، فإذا كانت قياداتهم مسجونة الآن، فلديهم كوادر تنظيمية في الشارع، فالبرلمان المنحل كان به 240عضوًا من الإخوان المسلمين، والسلفيون ممثلون في حزب النور لديهم شعبية في الشارع  ومنظمون.

  ما السبب الذي يجعل الإسلاميين متصدرين المشهد بعد ثورة 30 يونيو؟

يرجع ذلك لضعف القوى المدنية بأحزابها المختلفة والمنقسمة على نفسها، والصراع الدائر بها علي المناصب، بالإضافة لعدم جاهزيتهم ولكن إذا نظرت مثلًا للإخوان المسلمين، تجد لها قوى منظمة وموحدة، وأموالًا تنفق منها، بالإضافة إلى القوى النسائية لديهم، التي تجيد الحشد النسائي في القرى والنجوع والمناطق العشوائية، على عكس القوى المدنية، والوضع الحالي يحتاج إلى اندماج الأحزاب الصغيرة في كيانات موحدة بعيدة عن الصراعات، مثلما حدث عندما توحدت جبهة الإنقاذ، وكانت تضم نخب مصر من كل التيارات، من الدكتور محمد البرادعي، وحمدين صباحي، وعمرو موسى، والدكتور أحمد البرعي، والدكتور محمد أبوالغار وغيرهم، وانصهرت ذاتيتهم، عندما وجدوا خطر الإخوان المسلمين، الذي يتمثل في محاولة محو هوية مصر الثقافية، والتاريخية، والتمكن من مفاصل الدولة، وهنا نجحوا في حشد الشعب بالإضافة لقوى أخرى ساهمت جميعاً في إسقاط نظام المعزول، كما أن 80 سنة من العمل السري لجماعة الإخوان المسلمين جعل لهم أرضية، على عكس حزب مثل المصريين الأحرار مهما تكون إمكانياته فلا يقارن بحزب الإخوان المسلمين في العمر الزمني والتواجد الشعبي الجمهوري .

  كيف ترى أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوي ؟

الدكتور حازم الببلاوي ليس رجل المرحلة رغم أنه شخصية وطنية، فحتى الآن لا نعرف حكومته هل حكومة إنقاذ؟ أم حكومة انتقالية لمرحلة محددة؟ بمعنى أنها ليست حكومة محددة التكليف وليس لديها رؤية، لأنها وفقاً لخارطة الطريق، فعمرها قصير ولا تؤسس لشيء، لذا ليس من حق أحد أن يتساءل لماذا هي حكومة فاشلة؟ رغم أنها تضم مجموعة من خيرة رجال مصر، ولكن الزمن والحدث التاريخي ليس في صالحها، لذا لو كانت الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية فإن حكومة الببلاوي سيكون عمرها عاما وليس 6 أشهر، وعندما يأتي برلمان جديد فإنها تستقيل وذلك سيكون في شهر مارس القادم .

هل أنت مع الرأي القائل بأنه يجب وضع جماعة الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية؟

الجماعة تمارس كل أعمال الإرهاب، والترهيب ضد الجيش والشرطة والشعب، لذا فهي ينطبق عليها الوصف كمنظمة إرهابية، ولكن وزير العدالة الانتقالية قال إنه يجب أن يصدر حكم قضائي بذلك، وهنا سيتم معاملتها كمنظمة إرهابية، لأن هذا معناه أنه سيتم تجميد أموالهم ولا يتم فتح أي تعاملات بنكية، ومطاردتهم، وهنا فإن الجماعة ستلجأ إلى العنف .

  ما رأيك في «قانون التظاهر»؟

التظاهر أصبح ظاهرة في المجتمع المصري، ولكن هذا لا يمنع صدور قانون ينظم حق التظاهر، دون تكبيل للحريات، ولكن التوقيت قد يكون غير مناسب لأنه أعطى جماعة الإخوان فرصة لتحدي الدولة، واستغلال غضب بعض القوى السياسية من القانون لإثبات فشله.

  كيف ترى التقارب المصري الروسي؟

 

توازن مصالح، والسفير نبيل فهمي، وزير خارجية محترف، ويجيد لعبة التوازنات، وفتح علاقات مع روسيا لا يعني القطعية مع أمريكا أو حتى أوروبا، فمصر لها بعد عربي، وأفريقي، وشرق أوسطي، وعلاقتنا بجنوب وشمال المتوسط، حتى بالرغم من التقليل الدبلوماسي في تركيا، والعلاقة بين الحكومتين لا تعني القطيعة بين الشعبين التركي والمصري.

  وما تعليقك على المشهد الاقتصادي؟

سيئ للغاية، فحجم الاستثمارات تقلص جدا، بسبب الانفلات الأمني، والمشهد السياسي بشكل عام فمن المتوقع أن يصل العجز لأكثر من 150 مليارا، وذلك سيكون على حساب الخدمات الصحة، والتعليم، والنقل.. وغيرها، فمثلا كل 100 جنيه زيادة في الراتب تكلف الميزانية 7 مليارات جنيه، وتطبيق الحدين الأدنى، والأقصى للأجور إحدى  درجات العدالة الاجتماعية، ولكن كيف سيطبق ذلك، خاصة أن هناك قطاعات مهمة مثل البنوك تجاوز بعض العاملين بها الحد الأقصى للأجور خاصة أن طبيعة عملهم مهمة .

هناك من يتوقع ثورة جياع؟

ثورة الجياع كانت ستندلع لولا ثورة 25 يناير، والآن الوضع الاقتصادي صعب وعدد الفقراء في تزايد، وهناك انتشار واسع للعشوائيات، وخلال العامين القادمين أي بعد مجيء رئيس جديد وحكومة جديدة، إن لم تتغير الأوضاع ستندلع ثورة جياع وستكون مأساوية .

متى تفكر في الرجوع لحزب الوفد؟

حزب الوفد، تراث عائلي بالنسبة لي وبيتي الأول، ولكن الوضع به لا يبشر، فمنذ رحيل قيادات مثل ياسين سراج الدين وغيره والوفد لم يعد كما كان، لذا رأيت في حزب الدستور عندما تأسس حزب (وفد جديد) مثلما كان عام 1919، لكن الخلافات والصراعات جعلتني أرحل عن حزب الدستور، وأتمنى أن يظهر كيان حزبي يضم كل التيارات ويتوحد حول مشروع وأكون عضوًا عاديًا به.